«سبوبة» كورنيش قصر النيل: 60 جنيها للكرسي والمشروب.. وسرقة المرافق «في عز الضهر»
الإثنين، 27 مايو 2019 06:00 متامر البطريقي
ليس عيبا أن نسعى جميعا لكسب أرزاقنا ولقمة العيش، لكن العيب كل العيب أن نحلل لأنفسنا كل سبل الاستغلال والسرقة والمال الحرام، بحجة: «احنا غلابة وبنجري على رزقنا».. وهو الوضع القائم حرفيا في منطقة كورنيش النيل، التي طورتها الدولة، وتحديدا محافظة القاهرة، في أكبر مشروع تطوير لهذه المنطقة الحيوية والمتنفس الوحيد للعاصمة، وخرجت بالشكل الذي ابهر المواطنين، وجذبت السائحين، حتى أن المصريين والأجانب يتجولون باستمتاع على ضفاف النيل، بعدما كان حكرا على أصحاب المراكب الذين احتلوا منطقة الكورنيش من شرقها لغربها، ومن شمالها لجنوبها، وأهملوا نظافتها والاهتمام بها، ناهيك عن تناول المخدرات وأعمال أخرى لا مجال لذكرها الآن.
«صوت الأمة» أجرى جوله له على ضفاف الكورنيش، الواقع ضمن نطاق حي قصر النيل، للتعرف على آراء الأسر التي خرجت لتناول وجبات افطارها في الهواء الطلق والاستماع بمنظر النهر الخالد.
رصدت عدسة «صوت الأمة» عدد من الممارسات غير قانونية التي تمارسها مافيا عائلة «سميطة» التي تسيطر بشكل كامل على كورنيش النيل، وتفرض الاتاوات وتوزع الأرزاق، على مرأى ومسمع من جميع الجهات المختصة، وتستغل غرف تابعة للحي ومحاظة القاهرة، تم انشاءها ضمن خطة التطوير، شيدت في جسم الكورنيش العلوي القديم، وكان من المفترض تخصيصها لتخزين ادوات عمال النظافة المسؤلين عن هذه المنطقة، لكن لا يعلم احد كيف حصلت مافيا عائلة «سميطة» على مفاتيح تلك الغرف، بطول الكورنيش، وتستغلها في تخزين «الكراسي، الترابيزات، كراتين المياة الغازية... إلخ»، دون أن تحاسبها أي جهة من الجهات المسؤولة عن كورنيش النيل، بل وتتكرها هكذا دون سؤال أو محاسبة.. لماذا؟ لا يعلم الا الله وهو ما يجب أن تجيب عنه محافظة القاهرة وحي قصر النيل.
لم تكتف مافيا الكورنيش، بسيطرتها على النيل وحسب، بل تسرق الكهرباء من اعمدة الكهرباء الحكومية المنتشرة بطول الكورنيش، وتستغلها في تشغيل مكبرات الصوت والسماعات الصاخبة لإذاعة الاغاني الهابطة، بصوت عالي ومزعج للغاية، على مرأى ومسمع من الجميع، لكن الصمت التام يسيطر علي مسؤولي كورنيش النيل.
تفرض مافيا الكورنيش، تسعيرة خاصة على الزائرين، ووصل مبلغ الحصول عل كرسي للجلوس 20 جنيها، ولأجل ذلك حطمت جميع المقاعد الخشبية التي وضعتها الدولة للمواطنين تيسيرا وتخفيفا عليهم، كما تفرض اسعار سياحية على رواد الكورنيش المشروب الشاي أو القهوة أو المياة الغازية يتراوح بين٢٠ إلى 40 جنيها.
تستخدم مافيا الكورنيش، اسطوانات الغاز «أنابيب البوتجاز» لصنع المشروبات الساخنة، والتي تهدد أمن وسلامة ارواح جميع رواد النيل، إلى جانب المظهر غير حضاري الذي يبدو عليه مشهد الكورنيش، الذي كلف الدولة ملايين الجنيهات لتطويره، ليبدو بالشكل اللاءق أمام الشعب المصري زالزائرين الاجانب، الا أن الصمت الذي يحيط بالمسؤلين في حي قصر النيل ومحافظة القاهرة، بشأن سيطرة المافيا على كورنيش النيل أمر محيير.. فهل من إجابة عما يحدث؟