عائلته تصر على مقاضاة الديكتاتور.. زكي مبارك يفضح انتهاكات نظام «أردوغان» لحقوق الإنسان
الجمعة، 24 مايو 2019 02:00 م
سياسات قمعية فضحتها قضية الراحل الفلسطيني زكي مبارك والذي لقى حتفه على يد رجال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بحسب تأكيدات أفراد من أسرته وعائلته.
وفاة «مبارك» أثارت جدلًا حول أسبابها، حيث أصدرت السلطات التركية بيانًا في نهاية إبريل الماضي ذكرت فيه أن تم العثور عليه في زنزانته مُنتحرًا، بعد 10 ايام فقط من اعتقاله بركيا وتوجيه التُهم له.
ورفضت عائلته ما وجهته تركيا من اتهامات لزكي مبارك، وطالب أفرادها بتشكيل لجنة تقصي حقائق نزيهة تكشف الأسباب الحقيقية لمقتله، وأكدت شقيقته على أن «مبارك» من العصب أن يقوم بالانتحار، فكيف لشخص كان سيخرج من السجن بعد يومين أن ينتحر، لافتة إلى أن شقيقها كان مؤمنًا ولا يُمكن أن يُقدِم على تلك الخطوة.
وأعربت عائلته عن رغبتها في تشريح جثمانه في القاهرة حيث تم نقله تمهيدًا لعبوره إلى موطنه الأصلي في فلسطين. وأمرت النيابة العامة بنقل الجثمان من مستشفى فلسطين في القاهرة إلى مشرحة الطب الشرعي تمهيدًا لتشريحه بناء على طلب أسرته التي أوضحت أن جثمان «مبارك» به آثار تعذيب وضرب إلى جانب اختفاء أعضاء من جسده.
ولاقت القضية اهتمامًا من قبل حقوقيين فرنسيين قاموا أمس الخميس بتنظيم تظاهرات أمام السفارة التركية في باريس وبمشاركة عدد من الفلسطينيين. وأكد شقيق زكي مبارك، الدكتور زكريا بحسب تصريحات إعلامية على استمرار الوقفات الاحتجاجية أمام سفارات تركيا حول العالم بهدف فضح جرائم النظام التركي، مؤكدًا على ضرورة استجابة المؤسسات الدولية لإجراء تحقيق دولي مُستقل في ملابسات مقتل شقيقه داخل السجون التركية.
الصحفي والباحث في العلاقات الدولية الفلسطيني، محمد إبراهيم أبو مصطفي قال في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «من خلال تطور الأحداث بعد قيام السلطات التركية بتسليم جثمان مبارك ووصولها إلي مستشفي فلسطين بالقاهرة وإطلاع العائلة علي جثمانه تفاجأت العائلة بأن هناك علامات تعذيب وكدمات ظهرن علي جثمانه ما ينسف الرواية التركية بأن مبارك قد انتحر داخل سجنه، ما جعلهم يُقدمون على تقديم بلاغ للنائب العام المصري يُطالِب رسميًا إعادة تشريح جثمان ابنهم وتقديم تقرير طبي بحالة الجثمان وذلك بعد إطلاع الأسرة علي جثمانه».
محمد إبراهيم أبو مصطفى
وأضاف أن «أسرة مبارك ترفض نقل جثمانه إلي قطاع غزة لدفنه قبل أن تظهر حقيقة مقتله ولاسيما أن ما ظهر علي جثمان مبارك حسب عائلته وبعض المقربين منها تدل موته نتيجة التعذيب وليس منتحرًا».
وتابع «أبو مصطفى» بأن «قضية مقتل زكي مبارك أصبحت تُمثل قضية إنسانية وانتهاك صارخ من قبل السلطات التركية لحقوق الموقوفين وحقوق الإنسان في عيون الرأي العام الدولي» .
ولفت إلى أن المتابع لتسلسل الأحداث في قضية زكي مبارك يجد أن بعض القنوات والفضائيات العربية والتركية وفي مقدمتها «الجزيرة» انتهجت الانتقائية والكيل بمكيالين في القضايا التي تثيرها، في ظل أنها قضية تمس أحد حلفاء قطر ما يثبت أن بعض القضايا التي تتناولها القناة القطرية تعتمد على الأهواء في اختيارها.
وأخيرًا أشاد بـ «إصرار عائلة مبارك ومعها كل الشرفاء والأحرار في العالم على أن مقتل مبارك لم يكن انتحارًا وأن هناك راوية أخري يجب أن تظهر للعالم وللرأي العام العالمي لكشف حقيقة ما قام به النظام التركي من انتهاكات لحقوق الإنسان».