محمد عماد.. طبيب أسنان بفلوسه
الخميس، 23 مايو 2019 03:41 مطلال رسلان
من الممكن أن تشتري شهادة دكتوراة بالمال، وتصبح اسما كبيرا على كارنيه يمكن طبع آلاف النسخ منه حتى يصل إلى بائعي الرصيف، لكن لن تستطيع إنقاذ حياة مريض في غرفة عمليات بين الحياة والموت.
كل ما عليك فعله لإلصاق الشهرة باسمك هو ميزانية عالية لفريق تسويق محترف من الممكن أن تصنع منك طبيبا شهيرا حتى لو كنت حديث عهد بالمهنة.
بصورة سيجار كوبي، ولحية مرسومة، وساعة روليكس، ومزيد من فلاتر الفوتوشوب، يظهر طبيب الأسنان محمد عماد على غلاف مجلة he مع عنوان جذاب يليق بالمشهد.
أفردت المجلة لطبيب الأسنان المذكور 5 صفحات، مع تسليط الضوء على الاسم دون ذكر إنجاز طبي واحد يؤهله لأن ينافس تاريخ وإنجازات شخصيات عرضتها المجلة في أعدادها السابقة مثل مجدي يعقوب، وعمر الشريف، وحسين فهمي، ورامي مالك وغيرهم.
معلومات مسرودة للتعريف بنجم العدد، وصور التقطها في وقت سابق مع مشاهير وفنانين ربما تستطيع تأهيله لدى غيرهم من أمراء وعملاء الخليج العربي إضافة إلى رجال الأعمال في مصر، نوهت المجلة على غلافها باستهداف توزيعها لدول مصر والسعودية والإمارات وقطر والأردن والبحرين إضافة إلى مناطق أوروبية.
لكن يبدو أن الطبيب محمد عماد أغدق مقابلا ماديا لا بأس به، أرضى صناع العدد، وكان كفيلا لتوجيه الضوء عليه، وقبل تلك الواقعة اشتهر طبيب الأسنان بإعلانات «البي آر» في جملة من المواقع والصحف، حتى يضمن حضور اسمه في فضاء الإنترنت، إضافة إلى إعلانات مواقع التواصل الاجتماعي مدفوعة الأجر، بزاوية تصوير مختلفة ونيولوك جديد.
عند كتابة اسم الطبيب محمد عماد على محرك البحث جوجل، لن تمنى بأي نتائج، حتى إن عبقري البحث نفسه لا يعرف شيئا عن المذكور، ولم تفد الحملات الإعلانية في سباق أقرانه من المشاهير الذين يلهث الناس وراء البحث عن أسمائهم بسبب تجاربهم الناجحة والخبرة في المهنة.
إنما قصدنا من عرض واقعة المجلة مع طبيب الأسنان محمد عماد، هو تسليط الضوء على أن هناك نماذج مصرية خالصة لها تاريخ مشرف وجديرة بالذكر وأولى بهذه المساحات من عماد نفسه حتى لو أغدق ملايين الجنيهات.