إعلام الإرهابية في خطر.. هل تكتب معارك الإخوان الداخلية سطور النهاية؟
الإثنين، 20 مايو 2019 04:00 م
أصبحت المعارك داخل الإخوان عادة مستمرة، وبين الحين والآخر تظهر اتهامات بين القيادات، بالتقاعس عن إدارة الأزمة التى غرق فيها التنظيم منذ ثورة (30 يونيو 2013)، الخلافات في أحيان كثيرة تصل الى حد الاتهامات لحد السرقة والاحتيال والنصب، وهو ما انعكس على رؤية شباب التنظيم، الذى أصبح يرى أن قيادات الجماعة هم الأزمة كلها وليس جزءاً منها.
استمرار المعارك الداخلية يثير الإزعاج لدي ممولى التنظيم سواء دول أو أشخاص، فضلا عن انعكاسه السلبى على قنوات الجماعة الإرهابية، التى تبث من تركيا وقطر، بالإضافة لعدد كبير من الدول الأوروبية، فهل استمرار هذه المعارك الداخلية سيكون سببا فى غلق «إعلام الإرهابية» أو ضعف إمكانياته على الأقل؟.
الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أكد أن المعارك الداخلية التى تضرب الشأن الداخلى لجماعة الإخوان الإرهابية، ستنعكس بالسلب على كل كيانات الإخوان الإعلامية والبحثية.
وقال «فهمى»: «الخلافات التى تشهدها الإخوان، في الوقت الحالى خلافات قوية جدا لأنها بين الفروع الإقليمية الدولية لتنظيم الدولى للإخوان، وليس خلافات بين قيادات التنظيم كما كان يحدث من قبل».
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن قيادات التنظيم الدولى للإخوان، وعلى رأسهم إبراهيم منير، نائب المرشد بدأ يعترف بحقيقة الخلافات التى تشهدها جماعة الإخوان على جميع الأفرع الدولية بعدما كان يتجاهل هذا الأمر، كما أن سعى أمريكا لإدراج الإخوان، فى قوائم الإرهاب له انعكاسات كبيرة جدا على الإخوان، مؤكدا أن كل هذه العوامل سيكون لها تأثير بالغ على إعلام الإخوان ومراكزها البحثية.
الدكتور طه على، الباحث السياسى، أكد صراحة أن الخلافات والمعارك داخل الإخوان، أصبحت شبح يهدد منظومة إعلام الإخوان، إذ أن ممولى هذه القنوات من الممكن أن يتوقفوا عن ارسال الأموال ومن ثم تغلق هذه القنوات.
ورصد «علي» الأزمات التى جرت مؤخرا فى جماعة الإخوان، قائلا: «مناسبة إفطار (جماعة الإخوان الإرهابية) الأخير في تركيا كشف عن العديد من العورات التي فشلت الجماعة في إخفاءها أخيراً؛ فلم تكن واقعة إزاحة الأمين العام للجماعة محمود حسين لميكروفون قنا (مكملين) إلا حلقة في مسلسل درامي ينطوي علي المشكلات التي تعاني منها الجماعة وفلولها بالخارج».
وأضاف الباحث السياسى، أن الجماعة وتوابعها شهدت العديد من التصدعات خلال الفترة الأخيرة نتيجة ما لاتساع مساحات الخلافات، والتي وصلت إلى حد التراشق فيما بينهم. ولأن الجماعة التي تتسم بدرجة كبيرة من المركزية، بالإضافة إلى قيامها على مبادئ مثل السمع والطاعة، فمن الصعب علي قادتها تقبل النقد في كافة الأحوال، لذا فمن الطبيعي أن يعتبر محمود حسين، أن أي نقد توجهه قناة مكملين له، يعد بمثابة خروج على طاعته التي يرغب في أن تكون مطلقة. وهو ما كشفت عنه واقعة إزاحة حسين لميكروفون الجماعة خلال الإفطار الأخيرة.
ولفت طه على، إلى أن الحدث نفسه لم يخلو من أوجه الأزمات التي تعاني منها الإخوان؛ فغياب عدد من الأسماء المحسوبة على الجماعة عن هذه المناسبة مثل أيمن نور، الذي كان يحرص على المشاركة في كافة فعاليات الجماعة، بالإضافة إلى تغيب عدد من رموز تيار «محمود عزت» مثل عضو مجلس شورى الإخوان أشرف عبد الغفار، وعمر بسام وآخرون يكشف عن اتساع الفجوة وتعمق الأزمة الداخلية بالجماعة.
وأضاف أن فعاليات الإفطار نفسها كشفت عن أزمات أخرى، فبينما تحدث الحاضرون عن الأزمات التي تمر بها المنطقة العربية مثل الأحداث في الجزائر، إلا أن أزمة الإخوان نفسها لم تكن موضع نقاش خلال فعاليات الإفطار، ما يكشف عن عدم قدرة الجماعة على مواجهة أزمة هي الأخطر في تاريخها، ذلك أن الحديث بشأن التصدعات الخارجية من شأنه أن يوسع تلك التصدعات حينما تخرج إلى العلن، ورغم ذلك تفشل الجماعة في إخفاء تلك الأزمات.
وفي إطار متصل، أكد هشام النجار الباحث الإسلامى، أن أزمة إطاحة أمين عام جماعة الإخوان محمود حسين، بمكيروفون قناة مكملين الإخوانية، يشير إلى وجود أزمات داخل قنوات الجماعة، مشيرا الى أن الخلافات التى تنشب داخل الإخوان أو بين الإخوان وقنواتها يتم توظيفها للخروج من العديد من المآزق التى تعيشها الجماعة وفتح مجال للمناورة والتغطية على الخسائر الكبرى التى تتعرض لها الجماعة وإشغال قواعد التنظيم عن القضايا الحقيقة للجماعة.