فول الصويا.. دجاجة تبيض ذهبا لأمريكا ومصر تستورد 2.2 مليون طن سنويا

يُمثّل فول الصويا، أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية، المنتجة للزيوت فى العالم، وخاصة زيت الطعام، والذى تستورد منه مصر، مابين 2 إلى 2.8 مليون طن سنوياً، وبهذه الكميات، تتربع مصر على عرش استيراد فول الصويا فى العالم، إضافة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، هى المُنتج والمُصدّر الأول على وجه الأرض، لهذا المحصول الحيوى، والذى يُعتبر أحد أهم مصادر الحصول على الزيوت النباتية، وزيوت الطعام، كما يُستخلص منه، أعلاف الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، وتزرع الولايات المتحدة الأمريكية، من هذا المحصول، أكثر من ثُلث مايزرعه العالم.

يزرع العالم حوالى 98 مليون و 826 ألف و 867 هكتارا، من محصول فول الصويا، وهو مايزيد عن 225 مليون فدان، وتستأثر الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، بزراعة حوالى 30 مليون و 906 ألف و 985 هكتاراً، أو مايساوى أكثر من 69 مليون فدان، تليها البرازيل ثم الأرجنتين والصين والهند، وباراجواى وكندا وأوكرانيا، وبوليفيا وأورجواى، وإذا كانت هذه الدول، هى المُتربعة على عرش الزراعة والإنتاج لفول الصويا، فإن المستوردين عدد كبير من دول العالم، منها مصر وباكستان والمكسيك، والصين على الرغم من كثرة إنتاجها.

وكان جيم ستر، الرئيس التنفيذي، للمجلس التصديري الأمريكي، لفول الصويا، قد أثنى على العلاقات المصرية الأمريكية، فى معرض تصريحات صحفية له عن استخدامات فول الصويا، وأكد إن صناعة الدواجن، تنمو بشكل كبير في مصر، وهو ما يجعل السوق المصري، ساحة كبيرة لأعضاء المجلس كمُصدّرين لفول الصويا الأمريكي، وأضاف ستر، خلال مؤتمر المجلس التصديري الأمريكي لفول الصويا، في القاهرة، أن فول الصويا يدخل في كثير من الصناعات، كعلف للدواجن والأسماك والأبقار وصناعة الزيوت، وتحتل مصر المرتبة السادسة، ضمن أكبر الدول المستوردة لفول الصويا الأمريكي في العالم، حيث استوردت مصر خلال العام المالي الماضي، حوالى 2 مليون طن متري، من إجمالي 70 مليون طن، قامت الولايات المتحدة بتصديرها من فول الصويا، ويبلغ إنتاج الولايات المتحدة من فول الصويا، حوالى 125 مليون طن متري، تستهلك منه حوالى 40% للسوق المحلي في أمريكا، ويتم تصدير الباقي.

زراعة فول الصويا 

ويبلغ عدد البلدان التي تستورد فول الصويا من الولايات المتحدة الأمريكية حوالى 70 دولة، وتحتل الصين المرتبة الأولى، ويرى جيم ستر أن مصر سوق مناسب لتسويق فول الصويا، حيث يعد استهلاك مصر من الدواجن مرتفعا للغاية، وبالتالي تحتاج الصويا كعلف للدواجن، كما أن مصر مهتمة بالاستزراع السمكي، وخصوصا البلطي، الذي يتناول كميات كبيرة من فول الصويا، وأشار جيم ستر إلى أن موقع مصر المتميز، يؤهلها أن تكون مركزا تجاريا وصناعيا لفول الصويا، فمن الممكن استخراج الزيوت أو الألبان من الصويا وتصديرها لدول قريبة منها، وذكر جيم ستر أن مصر تمتلك مصانع زيوت عالمية، ومن الممكن أن تعمل هذه المصانع في استخراج زيوت الصويا.

إلغاء الصفقات الصينية

وكان أحد التقارير الاقتصادية، قد كشف عن زيادة استيراد مصر وباكستان والمكسيك، لفول الصويا الأمريكى، وعقد صفقات أكبر لهذا العام والعام المقبل، مقارنة بالعام الماضى، بعد أن ألغى التجار الصينيون صفقات بلغت كمياتها 800 ألف طن.

وقد أظهرت بيانات وزارة الزراعة الأمريكية، أن المقاطعة الصينية لفول الصويا الأمريكى، تسببت فى انهيار الأسعار، وهو ما دفع عصارات الزيوت بالدول الأخرى لعقد صفقات أكبر، وكشفت تقارير وزارة الزراعة الأمريكية، عن أن مصر تعاقدت على استيراد 2.1 مليون طن من فول الصويا، يتم تسليمها هذا العام، بزيادة تقدر بـ مليون و317 طن، عن العام الماضى، فى حين لم تتجاوز الكمية 783 ألف طن، أى نسبة الزيادة 168%، أما باكستان، فقد قامت بالتعاقد على استيراد 1.4 مليون طن، بزيادة قدرها 745 ألف طن، عن تعاقدات العام الماضى، والتى لم تتجاوز 655 ألف طن.

بينما تعاقدت المكسيك، على مليون طن حتى الآن، رغم التهديدات بفرض ضريبة على فول الصويا، نتيجة تدهور مفاوضات Nafta مع الولايات المتحدة، وزادة مشترياتها 3 أضعاف، ففى العام الماضى، لم تتجاوز مشترياتها 357 ألف طن، من فول الصويا، ويبلغ سعر الطن حالياً حوالى 849.3 دولار.

أهم الدول التى تزرع وتنتج فول الصويا 

كان الدكتور نبيل درويش، رئيس اتحاد منتجى الدواجن، قد أكد فى تصريحات له، أن مربى الدواجن يشتكون من ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج، خاصة فول الصويا والذرة الصفراء، بسبب الاعتماد على الاستيراد، وعدم وجود أى خطة واضحة، من وزارة الزراعة، لدعم مزارعى تلك المحاصيل، عبر تفعيل قانون الزراعة التعاقدية مع المزارعين - وحسب بيانات شعبة الثروة الداجنة بالغرفة التجارية بالقاهرة- فإن فاتورة استيراد 9 ملايين طن من أعلاف الذرة الصفراء وفول الصويا، تكلف مصر ما يقرب من 18 مليار جنيه سنوياً، لاستخدامها فى مستلزمات الإنتاج الحيوانى والداجنى، وتمثل عبئا كبيرا، لكون الاستيراد بالعملة الصعبة الممثلة فى الدولار.