عم «شكرى».. ضحية مافيا المستشفيات الخاصة
الأحد، 19 مايو 2019 11:00 ص
لم يكن يتخيل يوماَ أن يصل به الحال بحجزه داخل مستشفى لعدم قدرته على سداد مصاريف علاجه، كما حدث مع المريض «شكرى. ت. ا» فى أزمته المؤسفة بالمستشفى الإيطالى بالقاهرة، وذلك رغم أن قرار وزير الصحة بأن تقوم المستشفيات الخاصة بقبول الحالات الحرجة التى تدخل كطوارئ للمستشفى يكون بدون رسوم وتقديم الخدمات العلاجية لهم.
البداية تمثلت فى دخول المريض «شكرى. ت. ا» يوم الخميس الموافق 16 / 5 / 2019 من باب طوارئ المستشفى الإيطالى كحالة حرجه، مصابا بـ«غرغرينا فى القدم» وتم تشخيص الحالة أنها غرغرينا فى القدم تستلزم بتر مشط القدم، وحيث أن الحالة كانت خطره فقد تم إيداع المريض العناية المركزة فوراَ.
فى تلك الأثناء، قررت المستشفى أن عملية البتر ستتكلف عشرة الأف جنيه 10000 جنيه، ورفضوا خروج المريض تحت ادعاء خطورة الحالة «ونظرا لضيق ذات اليد لأولاده طلبوا خروجه والذهاب به لمستشفى حكومية رغبة منهم فى علاجه على نفقة الدوله كونهم غير قادرين على مصاريف تلك المستشفى».
وتحت ارهاب المستشفى لأهل المريض كونه حالة خطره، قام أولاده بالإستدانه وسداد مبلغ أربعة الأف جنيه تحت حساب العملية وتبقى مبلغ ستة الاف جنية - وفى تلك الأثناء - فوجئ ابنه يوم الخميس 16 / 5 / 2019 وهو فى زيارة والده بأن المستشفى تطالبه بسداد باقى المبلغ قبل العمليه، واخبروه أن تكلفة العملية ستصل إلى خمسون ألف جنيه، فما كان من ابنه إلا أن طالب المستشفى بإخراج والده على مسؤليته للتوجه به إلى اى مستشفى حكومية .
ولكنه فوجئ بإمتناع المستشفى عن إخراج المريض ذو الحالة الحرجة جدا، إلا بعد سداد مبلغ خمسة الاف جنية آخرين «المستشفى تريد مبلغ تسعة الاف جنيه نظير اثنى عشر ساعةۚ»، وبالطبع لم يكن فى مقدور ابنه الدفع، فتم احتجاز المريض داخل المستشفى حتى سداد ما تطلبه المستشفى.
على الفور، توجه الإبن إلى قسم شرطة الوايلى وحرر المحضر رقم 2341 إدارى الوايلى، وتم ابلاغ إدارة العلاج الحر بمديرية صحة الوايلى بما حدث، ويوم الجمعة بالأمس الموافق 17 / 5 / 2019 الساعة الثانية ظهرا طالبت المستشفى ابن المريض بمبلغ ستة عشر الاف جنيه، وللاسف عرف أن والده اصيب بتسمم فى الدم نتيجة افعال تلك المستشفى وهو فى حاله خطيرة جدا ومتروك دون تقديم رعاية صحيه له.
والسؤال الذى يطرح نفسه هنا..هل لا يوجد من يستطيع انقاذ ذلك المريض، وهل لا يوجد من يستطيع الوقوف أمام مافيا المستشفيات الخاصة، عشرون الف جنيه نظير ست وثلاثون ساعة، فالعبث بحياة انسان ومصيره والتسبب فى تفاقم مرضه ليصل لحد تسمم فى الدم نتيجة عدم القدرة على سداد تلك المافيا.