فائض الكهرباء يثير أزمة.. والسبب رجال الأعمال
السبت، 18 مايو 2019 01:00 م محمد الزينى
الوزارة: تصرفنا باحترافية والمستثمر «مش هينتظر إنشاء المحطات»
أزمة من نوع غريب بدأت وزارة الكهرباء تعانى منها، تمثلت فى فائض الكهرباء الذى عجزت عن تصريفه حتى الآن، وهو الفائض الذى نتج عن إنشاء عدد من المحطات التى وفرت كميات كبيرة دون أن تجد من يستثمرها، ولعل هذه الأزمة هى ما جعلت مسئولى الوزارة ينقسمون بين فريقين، الأول منهم يرى أن هذا الفائض صار نقمة على الوزارة، متهمين قياداتها بالتسرع فى إنتاج الكهرباء دون أن تكون هناك خطة مدروسة لتصريف هذا الفائض، علاوة على أن رجال الأعمال «ضحكوا» على الوزارة، وهو ما أكده أحد المسئولين الكبار بالوزارة، والذى أشار إلى أن رجال الأعمال قدموا وعودا وهمية بإقامة المصانع والمشاريع الكبرى، وهو ما لم ينفذ منه شىء حتى يومنا هذا.
أما الفريق الثانى فيرى أن فائض الكهرباء يمثل عامل جذب للمستثمرين، وهو ما أكدته رئيسة شركة نقل الكهرباء، المهندسة صباح مشالى، والتى صرحت لـ«صوت الأمة»، قائلة: إن الفائض الذى يتجاوز 25 % من إجمالى إنتاج الكهرباء فى مصر سيتم استخدامه فى التنمية الصناعية، فعلى سبيل المثال، المنطقة الصناعية بهيئة قناة السويس تحتوى على عدد كبير من المشاريع والتى ستحتاج لتغذية كهربائية كبيرة، كما أن مصر باتت اليوم محورا لتبادل الطاقة، وأصبحنا قادرين على تصدير الكهرباء سواء كان ذلك من خلال الربط مع دولة ما أو من خلال الربط الدولى بشكل عام.
ورفضت «مشالى» الأصوات التى تتهم وزارة الكهرباء بعدم وجود خطة، وأنها حملت مصر ديونا وفوائد من خلال إقامة المحطات الكبرى، والذى نتج عنه هذا الفائض الكبير الذى لا نستفيد منه، موضحة أن المستثمر يقبل على الدولة التى بها طاقة، لأنه من غير المعقول أن المستثمر «هايستناك ويحط إيده على خده لغاية ما تنشئ له محطة كهرباء فى سنتين أو تلاتة»، و«لابد أن نسبق المستثمر بخطوات، وبالتالى فقد عملنا باحترافية كبيرة فى هذا الملف، ففى جميع دول العالم البنية التحتية تسبق الاستثمار كالطرق والكهرباء والغاز وهذه أساسيات الاستثمار التى يضعها المستثمر فى دراسة الجدوى حينما ينوى إقامة أى مشروع فى أى منطقة».
وأضافت رئيسة شركة النقل المصرية، أن أسعار التصدير تختلف من دولة لأخرى ومن ساعة لأخرى، فالتصدير مثلا مع دول الجوار ليبيا والأردن يتم على مدار ثلاث فترات على مستوى اليوم، وكل فترة 8 ساعات من 12 صباحا وحتى 8 صباحا، ومن 8 صباحا وحتى 4 مساء، ومن 4 مساء وحتى 12 صباحا، وكل فترة لها سعر مختلف ويتم حسابها بمعادلة معينة يدخل فيها سعر الوقود، كما تسعى مصر وأفريقيا لتصدير الكهرباء لأوروبا وذلك من خلال الطاقات المتجددة التى يتم إنتاجها فى مصر وأفريفيا، وستلجأ إليها أوروبا لأنها أرخص بكثير من تلك التى تعتمد على الوقود، وستتحول مصر لنقطة عبور لنقل الطاقة من كل دول أفريفيا لأوروبا.
وعلى النقيض من ذلك صرح مصدر مسئول بوزارة الكهرباء- رفض ذكر اسمه- أنه حتى اليوم يوجد 20 ألف ميجاوات فائض فى إنتاج الكهرباء، ورغم ذلك فإن الوزارة لا تملك خطة للاستفادة من هذا الفائض، وأنه وفقا للخطة الموضوعة بيننا وبين السعودية سيكون هناك تبادل وليس تصديرا، كما أن المشروع لم يتم تنفيذه بعد، أما الأردن، فلا يتجاوز ما يتم تصديره له 500 ميجا، أما ليبيا فهى ممزقة «ومابيدفعوش فلوس»، ولا نصدر اليوم إلا لبنغازى فقط، وما نصدره لا يتجاوز 70 ميجاوات يوميا، ويدفعون كل 10 شهور، أما مشروع الربط مع قبرص واليونان فما زال أمامه ما لا يقل عن 4 سنوات حتى يدخل حيز التنفيذ.