الرابحون من الصيام.. «الكنفاني»
الخميس، 16 مايو 2019 01:00 مإيمان محجوب
ولأن اللى بني مصر كان في الأصل حلواني فكل مناسبة مرتبطة عند المصريين بنوع معين من الحلويات، وفي شهر رمضان لا تخلو أي مائدة مصرية من حلوى الكنافة أوالقطايف، فحينما يقبل الشهر الكريم يتسابق صانعي الكنافه والقطايف في بناء الأفران بالطوب الأحمر والأسمنت على نواصي الشوارع في المدن والقرى، ويستعد جميع أبناء تلك الصناعة لموسم رمضان.
ويبدأ العاملون بتلك المهنة في جلب أجولة الدقيق وتجهيز الأدوات الخاصة بهم، وتنفيذ عملية «رش» عجين الكنافة على سطح الفرن من خلال كوب مثقوب يتسرب منه العجين من الأسفل، وخلال ثوان يقوم بتجميع تلك الخيوط من على سطح الفرن في مشهد محبب للجميع لارتباطه دائما بشهر رمضان.
وللكنافة والقطايف روايات وحكايات ترجع نشأتها للعصر الفاطمي والأيوبي، فهي تعد طعام تاريخي، فقد صنعت خصيصا للخليفة معاوية بن أبي سفيان، عندما كان واليا على الشام كطعام للسحور لتسد جوعه، ومن هنا ارتبطت ارتباطا وثيقا بكونها حلوى شهر رمضان، وحلوى القطايف ظهرت أيضًا أواخر العهد الأموي وأول العباسي، وكانت عبارة فطيرة صغيرة تسمى القطف ومع توالي العصور وصلت إلي القطايف بشكل شعبي، وسميت بهذا الاسم، لأن ملمسها كان قريبا من قماش المخمل أي القطيفة.
وأصل كلمة الكنافة من «الكنف» ويعني الحرز، ـ وفي كلمة مأثورة من التراث العربي «أن من أكل الكنافة خف ظله وعذب منطقه وكثر بهاؤه وربا لحمه وصفا شحمه و زال سقمه».
والكنافة تعد إحدى أشهر الحلويات في بلاد الشام ومصر، خاصة في فلسطين، حيث تشتهر الكنافة النابلسية، فهي من الحلويات الدارجة في جميع الفصول والمواسم، ويكثر تحضيرها على وجه الخصوص في شهر رمضان لأنها تتنشط الصائم بعد الإفطار، وتمده بالطاقة والسعرات الحرارية اللازمة له فهي غنية بكميات كبيرة من السكر والفيتامينات وتحتوي على كميات كبيرة من البروتينات واليود والحديد والفسفور.
كما تقدم الكنافة في جميع الحفلات والمناسبات، كالافراح والولائم ومناسبات النجاح والاجتماعات العائلية .