«سفاح الاندر ايدج».. قتل 48 فتاة ليل ولم يضبط إلا بعد 20 عاماً
الإثنين، 13 مايو 2019 10:00 ص
جثة تعود إلى فتاة عمرها 16 عاماً، وجدتها الشرطة الأمريكية ذات ليلة ظلماء من شهر مارس عام 1982، ليصبح الخيط الأول في فك طلاسم قضية سفاح فتيات الليل بأمريكا.
في البداية ظنت الشرطة الأمريكية أن الحادث حالة فردية، وبعد عثورها على جثة مقتولة أخرى فى النهر الأخضر لفتاة أخرى تسمى "ديبرا بونير"، وتعمل فتاة ليل، تم خنقها بنفس طريقة الضحية الأولى، بدأت الأصابع كلها تتجه نحو شخص واحد، من المفترض أنه المسئول عن هاتين الجريميتين المتشابهتين لحد كبير جداً، أيقنت الشرطة الأمريكية أن الجاني واحد وثبت من التحريات أن الضحيتين كانتا تتردان على شارع اسمه "سيتاك"، معروف أنه مركز لتجمع فتيات الليل وراغبي المتعة، مما يضع فرضية كبيرة لأن يكون الجاني واحد من الزبائن المترددين على ذلك الشارع.
أثناء قيام الشرطة الأمريكية بدورها في البحث عن الجاني، خرج مواطن أمريكي يدعى "روبرت" في رحلة صيد الى النهر الأخضر، بحثاً عن أسماك يعود بها إلى منزله، ولكن كانت المفاجأة أنه وجد بدلاً من الأسماك جثة لسيدة سمراء اللون وعارية، فزع المواطن في البداية وظن أنها لدمية، ولكن بالتمعن تأكد أنها لفتاة وبعدها بثوانى وجد جثة لفتاة أخرى تطفوعلى سطح المياه، ليسرع إلى ضفاف النهر ويبلغ الشرطة بالحادث، التي انتقلت على الفور لمكان الحادث وعاينت موقع الجريمة، وأمرت بانتشال جثث الفتيات التي طفت على السطح، وتبين أنها لفتاتين أعمارهن تتراوح ما بين 16 و18 سنة.
المحقق الأمريكي ديفيد، استقل قارباً لاستكشاف أمر ذلك النهر اللعين، حتى وجد جثة لفتاة وسط الأعشاب تبلغ من العمر 16 سنة ولم يمر على وفاتها 24 ساعة، وتعمل مثل سابقيها فتاة ليل، وبعد صعوبة فك لغز الجريمة النكراء التي طالت فئة فتيات الليل، وأطلقت الشرطة الأمريكية تحذيراتها لجميع المواطنين، لأخذ الحيطة من وجود سفاح ينصب الشباك للفتيات من أجل قتلهم بعد تعريتهم.
كان هناك مجموعة من العوامل المشتركة بين الفتيات اللاتي تم العثور على جثثهن، فتوصلت الشرطة إلى أن الفتايات يعملن فى شارع "سيتاك" كفتيات ليل، بما يعني أن السفاح يتجول في ذلك الشارع لاصطياد ضحيته الجديدة، حيث تم تشكيل وحدة تحقيق مكونة من 25 ضابطا للبحث عن سفاح النهر الأخضر، وحثت الشرطة الناس على الإبلاغ عن أى معلومات تفيد الشرطة فى التوصل للسفاح وأصيبت الشرطة الأمريكية بالأحباط بسبب عجزها عن حل للغز، خاصة مع اكتشافها جثتين آخرين لفتاتين مقتولين فى غابة، تبعد عن النهر الأخضر بمسافة قصيرة، وبعدها اكشتفو 7 جثث لفيتات فى مناطق ريفية، حتى وصلت عدد الجثث إلى 15 كلهم لفتيات ليل، مما دفع الشرطة لمداهمة أماكن الرزيلة واعتقال كل راغبى المتعة من الزبائن، فى محاولة يائسة لضبط الجانى، الذى كان ينتصر عليهم فى كل مرة.
تم استجواب بعض فتيات الليل اللاتي يعملن بالشارع سالف الذكر، إحدى الفتيات أبلغت عن رجل ارتابت في سلوكه، واسمه «غاري ريدجواي»، وتم استدعاء هذا الشخص، وتبين أنه متزوج مرتين ولديه ابن ويعمل فى وظيفة مصنع شاحنات، مما جعل الشرطة تعرضه على جهاز كشف الكذب، ولكنه نجح فى الاختبار وذكر صلته بالواقعة، مما دفعت الشرطة لإطلاق سراحة لعدم وجود دليل إدانه ضده ولم تعلم أنه هو الشخص التى تبحث عنه
ومع تطور التكنولوجيا فى الولايات المتحدة الأمريكية فى التعامل مع المشتبه بهم فى بلاغات مماثلة، حيث وجد عن طريق جهاز كمبيوتر متطور بين الأسماء والأدلة تم التوصل الى أن السفاح "غارى ريدجواى"، كان مشتبه فيه فى قضية اختفاء فتاة ليل شوهدت تصعد الى شاحنة السفاح قى شارع "سيتاك"، وعندما تأخرت على العودة إلى منزلها أبلغ "القواد" عن "غارى " مالك الشاحنة ولكن ذهب اليه أحد المحققين ولم يجد دليل إدانة ضده
وراقبت الشرطة المشتبه به وشاهدته يتجول فى شارع "سيتاك" ويغازل فتيت ليل فتم القبض عليه، وأخذ عينات منه لتطابقها مع الضحايا ولكن الشرطة عندما داهمت منزله لم تجد أية دليل إدانة ضده فتم إطلاق سراحه مع الاحتفاظ بالعينات المأخودة منه فى الثلاجة.
وبحلول عام 2001 ظهرت التكنولوجيا الحديثة اللازمة لإجراء الحمض النووى وتم إرسال عينات "السفاح" إلى أحد علماء الجينات لتحليلها، وأثبت العلماء أنها تتطابق عينات الضحايا فتم القبض على السفاح أثناء خروجه من مقر عمله.
واعترف السفاح بارتكابه 48 جريمة قتل لفتيات ليل ألقى بمعظمهم فى النهر الأخضر، حيت يمحى أى دليل ضده وكان يصطاد ضحاياه من شارع "سيتاك" وكان يشعر بالراحة بعد التخلص من كل ضحية ويتناول المشروب فى منزله بعد كل جريمة يرتكبها.
وفى عام 2003 حكم على السفاح "غارى ريدجواى" بالسجن مدى الحياة حيث مازال يقضى العقوبة حتى الآن، وتم إنتاج فيلم سينمائى مأخوذ عن قصته تحت اسم " القبض على قاتل النهر الأخضر.