شوارع لها تاريخ.. «المغربلين» قصة أقدم أحياء القاهرة
الخميس، 09 مايو 2019 10:00 صأشرف أمين
المغربلين تلك البقعة التاريخية والتي تعتبر من أقدم أحياء القاهرة، حيث إن عمرها تجاوز (700) عام، يقع الحي العريق في قلب الدولة الفاطمية بمنطقة الدرب الأحمر، وما تمثله من امتداد إلى شارع المعز الشهير، والذي يعتبر أكبر متحف إسلامي مفتوح في العالم، بحوالي 37 أثرا ما بين المساجد والمباني القديمة و المدارس الدينية والتي كان يشتهر بها العصر الفاطمي.
يقع حي المغربلين بين (6 أحياء)، في منطقة الدرب الأحمر، وهي حارة الروم من الجهة الشرقية: «الدرب الأحمر وسوق السلاح»، والحد القبلي تقع منطقة السروجية الشهيرة والتي تحتوي على عدد كبير من ورش الحرفيين وتقع في غربها منطقة «الدوادية، والقريبية».
يتوسط حي المغربلين، حي السيدة زينب العريق، ومنطقة الحسين ويقع شارع المغربلين في منطقة الدرب الأحمر قلب القاهرة الفاطمية، نسبة لعصر الدولة الفاطمية.
أطلق عليه هذا الاسم- المغربلين- لشهرته بإحدى الحرف المرتبطة بتجارة الحبوب وهي «الغربلة»، وتعني تنظيف الغلال أو الحبوب من الشوائب والأتربة قبل بيعها.
يشتهر حي المغربلين بآثاره التي تعود للدولة الفاطمية وعدد من المساجد الإسلامية مثل زاوية: «كتخدا» والتي أنشأها الأمير عبد الرحمن كتخدا بالمغربلين (1142هـ – 1729م)، منذ حوالي ثلاثة قرون ويعتبر هذا الأثر من أجمل آثار كتخدا بمدينة القاهرة.
ويمتاز هذا الأثر التاريخي بالزخارف الجميلة والتي تم نحتها بطريقة متقنة وعالية من الجودة والحرفية، ويتكون هذا البناء من طابقين إذ يحتوي الطابق الأرضي منه على 3 غرف، تطل كلها على الشارع الرئيسي وتوجد خلفها من الداخل حنفيات للوضوء، أما الطابق العلوي فيحتوي على قاعة كبيرة للصلاة يتم الوصول إليها عن طريق باب الزاوية الرئيسي.
ولها ثلاث نوافذ مستطيلة كبيرة تطل علي الطريق وتم صنعها بطريقة هندسية زخرفية، وعليها خشب علي شكل تربيعات صغيرة من نوع المشربيات التي اشتهرت بها المباني في تلك المنطقة العريقة .
يقع هذا الأثر بشارع المغربلين بجوار جامع جنبك الشهير ، وقام ببنائها أنشأها الأمير عبد الرحمن كتخدا، والذي كان وكيل الباشا وممثل السلطان في مصر ينوب عنه في كامل اختصاصاته.
لم تنتهي الأماكن التاريخية في هذا الحي العريق ولكن هناك أيضا ما يميز هذا الحي مسجد «جاني بك» ويرجع تاريخه إلى عام (1426) ميلاديا، وكذلك مسجد «قرطبة الذهبي» وهو زاوية صغيرة للصلاة لا تتعدى (50) مترا، وبها ضريحان مجهولان الهوية لا يعرف المترددين علي الزاوية من أصحابهما .
اشتهر الحي العريق بنشاءة العديد من الأدباء والفنانين حيث ولد به الفنان الكبير محمود المليجي والقارئ الشيخ محمد رفعت والأديب يوسف السباعي والإعلامي الشهير حامد جوهر مقدم «برنامج عالم البحار» والمطرب الشعبي شفيق جلال والمونولوجست محمود شكوكو والكاتب المسرحي بديع خيري.