«علينا بالصبر».. سيناريوهات إسرائيل فى غزة عقب الهدنة المعلنة
الثلاثاء، 07 مايو 2019 10:00 ص
توقفت الغارات الإسرائيلية، على قطاع غزة منذ الإثنين، كما امتنعت الفصائل عن إطلاق الصواريخ على جنوبي إسرائيل، وذلك بعد يومين من المواجهات العنيفة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، فيما يعتقد محللون أن جولة المواجهات الأخيرة هي "بروفة" لحرب مقبلة، خاصة وأن الغارات الإسرائيلية الأخيرة، أدت لمقتل 31 فلسطينيا، بينهم رضيعتان وعائلة بأكملها و4 سيدات كانت اثنتان منهما حوامل، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وعلى مدار اليومين الماضيين، وبحسب ما أعلنت فلسطين، فإن الغارات الإسرائيلية دمرت أكثر من 300 وحدة سكنية بشكل كامل، فيما تضررت بشكل جزئي نحو 700 أخرى، وهي أرقام تتراكم مع كل جولة تصعيد، أما فى المقبال، فقد قال الجيش الإسرائيلي إن الفصائل الفلسطينية أطلقت أكثر من 600 صاروخ وقذيفة باتجاه الدولة العبرية.
وتعتبر الاعتداء الإسرائيلي الأخير، هو الجولة العاشرة من القتال مع الفصائل الفلسطينية، منذ انطلاق مسيرات العودة قبل نحو عام، مساء الجمعة، ووصلت ذروتها الأحد الماضى، وقد دخل وقف إطلاق النار بين الجانبين حيز التنفيذ في الساعة 4:30 فجر الاثنين، بعد وساطة مصرية، لكن لم يعلن عن بنود وقف إطلاق النار، لكن مسؤولين فلسطينيين تحدثوا قبيل الاتفاق عن احتمال الوصول إليه، في حال تم الإسراع في تطبيق التفاهمات السابقة، ووقف الغارات الإسرائيلية، وقد توصل الطرفان إلى تفاهمات في مارس الماضي بعد جولة عنيفة، متعلقة بزيادة مسح الصيد البحري، وفتح المعابر، وزيادة حركة البضائع والأموال إلى داخل القطاع المحاصر، لكن هذه التفاهمات لم تطبق.
و تعتبر الجولة الأخيرة من التصعيد حملت مؤشرات مختلفة هذه المرة، من حيث مدى وصول الضربات وعمقها وقوة النيران والدمار الذي لحق بالطرفين، فورأى أن الإسرائيليين يميلون إلى أن الجولة الأخيرة بين إسرائيل والفصائل "بروفة" قبل الحرب القادمة، مستندا في تقديرات إلى العديد من التحليلات الإسرائيلية القريبة من أجهزة الجيش والأمن، بحسب ما يرى المحلل السياسي، خليل شاهين، موضحا أن الوضع القائم في قطاع غزة لا يمكن أن يستمر وفقا لمعادلة "هدوء مقابل الهدوء" التي سادت في السابق.
بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، ، عقب على الاعتداءات، مطالبا مواطنيه بالصبر والانتظار، قائلا إن المعركة لم تنته، مضيفا، على مدى اليومين الماضيين، ضربنا حماس والجهاد الإسلامي بقوة كبيرة، و أصبنا أكثر من 350 هدفا، ولكنه استدرك قائلا ، المعركة لم تنته بعد وهي تتطلب الصبر والرشد،نستعد للمراحل المقبلة، من جانبه، قال وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتز، إن حركة الجهاد المدعومة من إيران كانت وراء جولة التصعيد الأخيرة في غزة، وفق "رويترز".
ولكن في المقابل، قد تلجأ إسرائيل في المرحلة المقبلة إلى زيادة منسوب الهجمات على غزة وإطلاقها على فترات متقاربة، حتى يؤدي ذلك إلى تجفيف المخزون العسكري لدى الفصائل الفلسطينية، خاصة وأن معلومات بدأت تتضح داخل إسرائيل بشأن تفاهمات وقف إطلاق النار في غزة، مثل سماح تل أبيب بمرور 30 مليون دولار إلى قطاع غزة شهريا وفتح المعابر وإدخال الوقود وتحسين منطقة الصيد البحري، إلا أن التفاهمات تشمل التزام حركة حماس بكبح حركة الجهاد باعتبارها مسؤولة أمنية على القطاع، وإبعاد المتظاهرين في مسيرات لعودة عن السياج الأمني الفاصل.