بتكوين مجنون ودولار يتشبث بالاستقرار.. ماذا حدث في الأسواق العالمية خلال الساعات الماضية؟
السبت، 04 مايو 2019 09:00 ص
تشهد الأسواق العالمية تذبذبات اقتصادية، نظرًا لعدم استقرار سعر الدولار والنفط والذهب، والذين يرتبطون بشكل وثيق بالأحداث السياسية أيضًا بخلاف الأوضاع الاقتصادية؛ ويقدم «صوت الأمة»، تقريرا اقتصاديا عن الاقتصاد العالمى خلال الـ24 ساعة الماضية.
بداية، قفزت عملة "بِتكوين" إلى مستوى مرتفع جديد في ستة أشهر، في تحرك عزاه المتعاملون إلى عوامل فنية، في غياب أنباء محفزة لصعود العملة المشفرة، وقد زادت بِتكوين أكثر من 6 % لتكسر لفترة وجيزة حاجز 5700 دولار، مسجلة أعلى مستوياتها منذ 14 نوفمبر، وبلغ أحدث سعر 5680 دولارا على بورصة "بِتستامب"، لتصل مكاسب العام الحالي للعملة الافتراضية الأولى والأكبر حوالي 55 %، وقد ارتفعت أيضا العملات المشفرة الرئيسية الأخرى التي تميل لمحاكاة تحركات "بتكوين" مثل إيثريوم واكس.آر.بي.
فى سياق متصل، قال ديفيد مالباس رئيس البنك الدولى الجديد إن البنك يعتزم زيادة الإقراض إلى الدول الأفريقية لمساعدتها فى مكافحة الفقر، وذلك بعد جولة له فى 3 دول أفريقية فى منطقة جنوب الصحراء، متعهدا بتعزيز بعثة البنك لمكافحة الفقر بعدما زار موزامبيق وإثيوبيا ومدغشقر، فى الفترة بين 29 أبريل و3 مايو، واجتمع مع زعماء تلك الدول وزار مشروعات يمولها البنك.
من جهة أخرى، قفز نمو الوظائف الأمريكية فى إبريل، وتراجع معدل البطالة إلى أدنى مستوياته فى أكثر من 49 عاما عند 3.6 %، مما يشير إلى نمو اقتصادى قوى، وقد دعم قرار وزارة العمل الأمريكية، قرار مجلس الاحتياطى الاتحادى (البنك المركزى الأمريكى) يوم الأربعاء، بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير وعزوفه عن تعديل السياسة النقدية قريبا، ووصف جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطى الاقتصاد ونمو الوظائف بأنهما أقوى بعض الشئ مما توقعنا، كما أن التضخم أضعف نوعا ما.
وقد زادت الوظائف غير الزراعية فى الولايات المتحدة الأمريكية، إلى 263 ألف وظيفة الشهر الماضي، وسط مكاسب فى التوظيف شملت جميع القطاعات تقريباً، وجرى تعديل بيانات فبراير ومارس بالزيادة لتُظهر خلق 16 ألف وظيفة فوق التقدير السابق، كان اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم توقعوا نمو الوظائف غير الزراعية 185 ألفا الشهر الماضي، ومازال نمو الوظائف أعلى كثيرا من مستوى المئة ألف الضرورى شهريا لمواكبة النمو فى حجم السكان فى سن العمل.
من جهة أخرى، تتجة أسعار النفط في آسيا إلى الانخفاض، الأمر الذي سمح بالتخفيف من تأثير تشديد العقوبات الأمريكية على إيران والأزمة في فنزويلا، وقد أظهرت المبادلات الإليكترونية الصباحية في الأسواق الآسيوية تراجعا في سعر برميل النفط الخفيف، الذي يعد المرجع الأمريكي للخام، تسليم يونيو بحدود 19 سنتا، ليستقر سعره عند 63.41 دولار، كما انخفض سعر خام برنت نفط بحر الشمال، وهو المرجع الأوروبي للنفط الخام، تسليم يوليو المقبل، حوالي 27 سنتا ليستقر عند 71.91 دولار.
وعلى صعيد أخر، تراجعت الثقة الاقتصادية بمنطقة اليورو للشهر العاشر على التوالى إلى أدنى مستوياتها فى أكثر من عامين فى أبريل مع تنامى تشاؤم المديرين فى قطاعى الصناعات التحويلية والتجزئة، وعزز ذلك ما قالته المفوضية الأوروبية فى بيان لها إن الثقة تراجعت إلى 104 نقاط فى أبريل من 105.6 فى مارس، مسجلة أقل مستوى لها منذ سبتمبر 2016.
وقد دشنت وكالة رويترز مسحا عبر استطلاع آراء اقتصاديين، وقد توقعوا تراجعا أقل من ذلك إلى 105 نقاط، ويقدم المسح دليلا جديدا على انحسار الآفاق الاقتصادية لمنطقة اليورو المؤلفة من 19 عضوا فى مطلع 2019 بعد نمو متواضع فحسب بلغ 0.2 % مقارنة مع الأشهر الثلاثة السابقة فى الربعين الثالث والرابع من 2018، وبحسب الأرقام المعلنة فإن الثقة قد تراجعت فى القطاع الصناعى للشهر الخامس على التوالى إلى -4.1 نقطة فى أبريل من -1.6 فى مارس، بينما كانت توقعات السوق أعلى بكثير عند -2.0، الأمر الذى أدى إلى تدهور المعنويات للاقتصاديين إزاء توقعات الإنتاج وطلبيات التوريد الحالية ومخزونات المنتجات تامة الصنع.
وفق استطلاع أجرته "بلومبيرغ"، توقع خبراء اقتصاديون أن تشهد أسعار المواد الاستهلاكية في تركيا ارتفاعا بوتيرة أسرع للشهر الثاني على التوالي، في حين يتوقع أن تظهر البيانات التي سيكشف عنها هذا الأسبوع ارتفاعا في معدل التضخم السنوي بنسبة 20.4 في المئة بشهر أبريل.
وفي ظل هذه التوقعات، تصبح مسألة التخفيضات على أسعار الفائدة في البلاد أمرا لا مفر منه رغم تحذير محافظ البنك المركزي مراد سيتينكايا، من احتمال تطبيق المزيد من التشديد النقدي، حيث قال الثلاثاء الماضي في إسطنبول: "إن تحقق صعود التضخم فقد يتم تطبيق تشديد إضافي على أسعار الفائدة لتحسين المشهد الاقتصادي".
وتعليقا على معدل التضخم المتوقع لشهر أبريل، نقلت "بلومبيرغ" عن الخبير الاقتصادي في "دويتشه بنك" كوبيلاي أوزتورك، قوله: "هناك فرصة لصعود مفاجئ للتضخم بشهر أبريل مدفوعا بتنامي أسعار المواد الغذائية، وهو ما قد يؤخر قضية تخفيضات أسعار الفائدة"، مضيفا: "بمقدور التضخم السريع أن يؤثر سلبا على سلوك التسعير وتشكيل توقعات المستهلكين"، وقد سجلت الليرة التركية الشهر الماضي أسوأ أداء على مستوى العملات بالعالم، إذ فقدت ما يربو على 6.6 بالمئة من قيمتها مقابل الدولار الأمريكي.