أعاجيب جامعية.. عبد الله سرور مدرس أذلته «اللايكات» (1)
الجمعة، 03 مايو 2019 04:18 م
«تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة».. هكذا حدثنا الرسول - صلى الله عليه وسلم- عمن تتعلق قلوبهم بالمال، بحيث يسخر العبد نفسه للتفاني في جمعه من غير نظر في طرق تحصيله هل هو من الحلال أو من الحرام، من الصدق أو الكذب، ومع تطور العصر وظهور أدوات جديدة للشهرة والثراء غير الدينار والدرهم، تحولت قلوب العباد تجاهها وتعلقت قلوبهم بها، مثلما تعلقت قلوب العباد المنافقين في عهد الرسول بالدينار والقطيفة.
من الأمور التي باتت تتمكن في محبيها وتسيرهم كيفما يشاء القائمون على إدارتها يميناً ويساراً، مواقع التواصل الاجتماعي، والتي بات التفاعل عليها مصدر فخر وعزة لكثيرين وذل لآخرين، للأسف من هؤلاء أساتذة جامعيين، من المفترض أنهم مسئولون عن تربية أجيال معول عليها في قيادة سفينة الدولة خلال الفترة القريبة المقبلة.
أحد هؤلاء الأساتذة يدعى عبد الله سرور، أستاذ مساعد متفرغ بكلية التربية بجامعة الإسكندرية، والذي كرث حياته للهجوم والنيل من زملائه الأساتذة، دون الوضع في الاعتبار أي التزامات مهنية وأخلاقية، يتأثر بانهيارها طلاب الأستاذ سالف الذكر، المتواجدين على صفحته، والذين يتفاعلون بقوة مع كل ما ينشره، دون تدبر لما يقال أو يكتب.
بجولة بسيطة داخل صفحة الأستاذ سالف الذكر، ستجد أنه لم يراع أي اعتبارات للزمالة بينه وبين عدد كبير من أساتذة الجامعة، وراح يخوض في سيرتهم وكأنه لم يمر يوماً على محاضرة في كلية التربية - وهنا لا بد أن نضع ملايين الخطوط الحمراء تحت كلمة تربية- تخبره بأن للعتاب بين الزملاء أصول ومقام، ليس من بينها أبداً صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، التي تفتح الباب واسعاً أمام التشهير والخوض في السير والأعراض.
واحد من هؤلاء الذين وقعوا تحت سلاطة لسان الأستاذ الجامعي المبجل، الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، والذي يحظي بانتشار وقبول كبير بين طلاب جامعته، وغيرها من الجامعات المصرية، لما يقدمه الرجل من أداء مميز منذ توليه المهمة، وتفاعله المستمر مع مشكلات الطلاب وكذلك الأساتذة، وفي غفلة من الزمن، وجد الرجل المحبوب نفسه تحت سيف وسكاكين صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المشبوهة، تنال منه ومن سيرته بسبب فيديو نشر له وهو يتفاعل مع أبنائه الطلبة قبل حفل بالجامعة، حضره الآلاف من طلاب الجامعات، وظهر فيه الرجل بشوشاً محباً لبلده وأبنائه، قاصداً التخفيف عنهم أعبائهم، عامداً إزالة الحواجز الفاصلة بينه وبين أبنائه، يتحدث بتلقائية المصري المعروفة، ير مكترث بما سيقوله عنه المغروضون، العامدون الصيد في الماء العكر.
وقع الأستاذ عبد الله سرور، في الفخ الذي نصبته صفحات الجماعة الإرهابية، فراح يصف الدكتور الخشت بوصف لا يليق بعامل بسيط في الجامعة، وليس برئيس أكبر جامعة مصرية، فقال عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان أعاجيب جامعية (11) : «عاصفة الغضب والهجوم اللاذع على شخص رئيس جامعة القاهرة بسبب الفيديو المتداول له وقد ظهر وتحدث فيه بما لا يليق برئيس جامعة محترم، تركزت فيه التعليقات على الجوانب السالبة في أقوال وحركات الرجل، وهذا عجيب لأن في الأمر جوانب إيجابية يجب الإلتفات إليها منها (1) لقد أظهر الفيديو للرجل مواهب وقدرات لم تكن معلومة عنه وهى بالتأكيد كانت من عناصر تفضيله واختياره لهذه الوظيفة ، وهو ما سيلتفت له كل المرشحين للوظائف القيادية . (2) قدرة الرجل على الإفادة من التراث الشعبى وبعثه بعد طول غياب ، ذلك أن شخصية شاويش المسرح تكاد تغيب عن أفراحنا بسبب التقدم التقنى وانتشار الدى جى ولذا فإن للرجل فضلا فى بعث هذه الشخصية . (3) إن التطلع المقيت والحرص على خلع برقع الحياء والقيم والتقاليد وصولا إلى منصب براق كل ذلك يمكن أن يتلاعب بعقل الأستاذ ويلقى به فى غث النفايات».
لك أن تتخيل أن أستاذاً جامعياً بكلية «التربية» يصف زميل له يترأس واحدة من أعرق جامعات المنطقة بـ«شاويش الفرح»، ويزيد من «الطين بلة» فيتهمه بخلع برقع الحياء والقيم والتقاليد، من أجل الوصول إلى المنصب، متناسياً أن الأستاذ «الخشت» يلقب بفيلسوف العصر.
ومن زاوية نفسية، ستجد أن الأستاذ عبد الله سرور، وجد ضالته في الهجوم على كل من رأي اسمه أمامه، بعد أن عجز تحقيق حلمه في الترقي لدرجة أستاذ، بعد ثبوت سرقة بحوثه العلمية وعدم جدارته بالترقي، وخرج إلي المعاش عاجزا عن الترقي لدرجة أستاذ.