خبراء يكشفون مكاسب زيارة الرئيس السيسي للصين.. ماذا قالوا؟
الجمعة، 26 أبريل 2019 12:00 م
جملة من المكاسب تجنيها مصر من الزيارة التى يجريها الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الصين، للمشاركة فى منتدى الحزام والطريق الثانى للتعاون الدولي، خاصة لما يشكله هذا المنتدى من أهمية اقتصادية كبرى لأنه قائم على مفهوم التشاركية والمنفعة المبادلة بين الدول المشاركة فيه، وهو ما سيكون له انعكاس كبير على العلاقات الاقتصادية بين مصر والصين.
فى هذا السياق أكدت الدكتورة رشا كمال، الخبيرة فى الشأن الصينى، أن الزيارة التى يجريها الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الصين للمشاركة فى منتدى الحزام والطريق الثاني للتعاون الدولي، سيكون لها مكاسب اقتصادية عديدة لمصر، خاصة أن القاهرة كانت من أوائل الدول التى وقعت على هذا المنتدى.
وأضافت الخبيرة فى الشأن الصينى، أن أهمية هذا المنتدى تكمن فى أن هذا المنتدى يقوم على مبدأ التشاركية أى أن كل دولة تقدم أن تقدمه للآخرين وتستفيد من الدول الأخرى المشاركة فى هذا المنتدى، موضحا أن هذه الزيارة ستنعكس بمزيد من التعاون الاقتصادى بين القاهرة وبكين.
ولفتت الدكتورة رشا كمال، إلى أن التفاهمات الاقتصادية بين مصر والصين ستنعكس بشكل إيجابى على الوضع الاقتصادى المصرى، لافتة إلى أن الزيارة التى يجريها الرئيس السيسى ليست الأولى بل سبقها 5 زيارات تدل جميعها على التوجه الجيد للقيادة المصرية نحو شرق أسيا.
وفى إطار متصل، قال الدكتور رمضان قرنى، الخبير السياسى، إن الزيارة التى يجريها الرئيس السيسى حاليا للصين تحتل أهمية خاصة على مستوى العلاقات المصرية الصينية في سياقها الثنائي باعتبارها الزيارة السادسة سواء كزيارة دولة أو المشاركة في منتديات إقليمية ودولية استضافتها الصين.
وأضاف الخبير السياسى، أن الشق الثاني من الزيارة يتعلق بالسياق الزمني النابع من رئاسة مصر للاتحاد الافريقي والدور المصري في التشبيك بين قضايا القارة والقوى الإقليمية والدولية، موضحا أن الصين تنظر لمصر باعتبارها بوابة الصين إلى قارة إفريقيا، وهذه النظرة تكاد أن تكون سمة ثابتة في الخطاب السياسي الصيني في ضوء أن مصر كانت من أوائل الدول الافريقية التي اعترفت بالصين.
ولفت الخبير السياسى، إلى أن مصر تتبنى من خلال رئاستها للاتحاد الافريقي استراتيجية التنمية وللتكامل الاقليمي للقارة الأفريقية، متابعا: بطبيعة الحال التعاون مع الشركاء الدوليين ومنهم الصين يخدم هذه الاستراتيجية خاصة في مجالات النقل والبنية التحتية.
وفى إطار متصل، أوضح محمد حامد، الخبير فى شؤون العلاقات الدولية، أن أبرز مكاسب زيارة الرئيس السيسى للصين هو توطيد العلاقات المصرية الصينية على كافة المستويات، بجانب عرض كل الملفات المصرية على المائدة الدولية خاصة الأماكن القابلة للاستثمار.
وأضاف الخبير فى شؤون العلاقات الدولية، أن هناك فرص كثيرة للاستثمار الصينى بمصر من بينها العاصمة الإدارية وإنجازات البرنامج الاقتصادى، خاصة أن مصر حققت طفرة اقتصادية خلال الفترة الماضية ونجاح برنامجها الاقتصادى.
من جانبه قال الدكتور صلاح حسب الله، المتحدث باسم مجلس النواب، ووكيل لجنة القيم بالبرلمان، إن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، فى مؤتمر قمة "منتدى الحزام والطريق الثاني للتعاون الدولي" في العاصمة (بكين) تحمل أكثر من مدلول سياسى سواء على المستوى الثنائى المصرى الصينى، أو بالنسبة لهذه القمة التى يشارك فيها 37 رئيس دولة وحكومة، مشيرا إلى أن هناك أثارا إيجابية ومكاسب كبيرة ستكون لصالح القاهرة وبكين فى مختلف المجالات خاصة المجال الاقتصادى.
وأضاف "حسب الله" أن زيارات الرئيس إلى الصين تعد السادسة منذ توليه منصب الرئاسة عام 2014، وأن اللقاء الذي سيجمعه بالرئيس الصيني شي جين بينج سيكون السابع بينهما، ما يؤكد أن العلاقات المصرية الصينية تتسم حاليا بالتميز خاصة بعدما تم رفعها في السنوات الأخيرة إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، مشيرا إلى أن مشاركة الرئيس السيسى فى هذه القمة تعكس اهتمام القيادة السياسية في الدولتين بتطوير العلاقات الثنائية بوضوح خلال السنوات الماضية، إذ حرص الرئيس الصيني على دعوة الرئيس السيسي لحضور القمم الدولية التي تستضيفها بكين مثل قمة " بريكس" وقمة مجموعة العشرين، إضافة إلى القمة الصينية الأفريقية بالطبع انطلاقا من تقدير الصين للمكانة الإقليمية والدولية التي تحظى بها مصر وكذلك الاهتمام المصري بالعلاقات مع بكين في ظل اتجاه مصر نحو تعزيز علاقاتها مع القوى المهمة في شرق آسيا خاصة الصين.
وأشار "حسب الله"، إلى أن الرئيس الصينى أطلق مبادرة "الحزام والطريق" عام 2013 بهدف إحياء طرق التجارة القديمة عن طريق إنشاء الحزام الاقتصادى لطريق الحرير وطريق الحرير البحرى للقرن الحادى والعشرين من أجل بناء شبكة للتجارة والبنية التحتية لربط قارات آسيا بأوروبا وإفريقيا، إضافة إلى هذه مبادرة "الحزام والطريق" تهدف إلى تحقيق التعاون والكسب المشترك فى مجالات التنمية بين الدول المشاركة من خلال الشراكات الاقتصادية والتجارية ومشروعات البنية التحتية، إضافة إلى التفاعل والتبادل الثقافى بين الشعوب، موضحا أن مصر تمثل بموقعها الاستراتيجى ووجود قناة السويس كممر مائى حيوى بها يجعلها نقطة محورية فى الجانب البحرى من المبادرة، تتكامل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس مع مبادرة (الحزام والطريق) لربط التجارة العالمية، حيث إن المنطقة الاقتصادية تمثل مستقبل التجارة الدولية، وستصبح مركزا لوجستيا عالميا وتعد منطقة السويس للتعاون الاقتصادى والتجارى الصينية - المصرية المتواجدة بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس نموذجا للتعاون بين الصين ودول الحزام والطريق، وتوفر منصة مثالية للمنشآت الصينية لتطوير نفسها فى الخارج.