«الأبطال المجهولون».. قصة رجال أعادوا طابا لحضن مصر
الخميس، 25 أبريل 2019 09:00 ص
اليوم الخميس، هو الذكرى الـ37 لعيد تحرير سيناء، يوم أن فيه مصر أرض سيناء كاملة بعد انسحاب آخر جندى إسرائيلى منها فى 1982، وفقا لمعاهدة كامب ديفيد، ولم يتبقى سوى "طابا"، والتى رجعت لمصر لاحقا بالتحكيم الدولى فى 15 مارس 1989، حيث اكتملت الفرحة بعيد تحرير سيناء، بعدما رفع الرئيس المصرى الأسبق محمد حسنى مبارك علم مصر على طابا آخر بقعة تم تحريرها من الأرض المصرية فى عام 1989.
وظلت طابا محور مفاوضات لسنوات طويلة ولم يفرط بها الاحتلال، حتى تم إجباره بالاعتراف بسيادة مصر عليها، بعدما بدأت مصر تشكيل لجنة خبراء كبرى للتفاوض عليها، وفى 13 مايو 1985 صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 641 بتشكيل اللجنة القومية لطابا برئاسة عصمت عبد المجيد وعضوية 24 خبير، منهم 9 من خبراء القانون، و2 من علماء الجغرافيا والتاريخ، و5 من كبار الدبلوماسيين بوزارة الخارجية، و8 من العسكريين وخبراء المساحة العسكرية.
أما وزارة الخارجية المصرية، فقد عهدت بمهمة إعداد المذكرات إلى لجنة مشارطة التحكيم برئاسة نبيل العربى، ممثل الحكومة المصرية أمام هيئة التحكيم فى جنيف وبعضوية كل من: من وزارة الخارجية (إبراهيم يسري، بدر همام، حسن عيسى، أحمد أبو الخير، محمود عثمان، عز الدين عبد المنعم، وجيه حنفي، أحمد فتح الله، محمد جمعة، حسين مبارك، محمود سامي، فايزة أبو النجا، أحمد ماهر، مهاب مقبل، ماجد عبد الفتاح،)، من وزارة الدفاع (عبد الحميد محسن حمدي، فاروق لبيب، خيري الشماع)، من وزارة العدل (أمين المهدي، فتحي نجيب)، من وزارة البترول (أحمد عبد الحليم، صلاح حافظ)، مفيد شهاب، يونان لبيب رزق، أحمد صادق القشيري، يوسف أبو الحجاج، سميح صادق، صلاح عامر، وحيد رأفت، محمد الشناوي، جورج أبو صعب، طلعت الغنيمي، محمد بسيوني، حسين حسونة، محمد عبد الفتاح محسن.
واستعانت لجنة الدفاع المصرية بالدكتور دريك باوت في مقابل استعانة إسرائيل بالدكتور لوتر باخت وكلاهما أستاذ في القانون الدولي وذو خبرة دولية في هذا النوع من المنازعات، وتم تشكيل هيئة التحكيم الدولية بعضوية 5 وهم، الدكتور حامد سلطان عن الجانب المصري، وعن إسرائيل روث لابيدوت، والثلاثة الآخرين هم، بيليه رئيس محكمة النقض الفرنسية السابق، وشندلر أستاذ القانون الدولي بسويسرا، ولاجرجرين رئيس محكمة ستوكهولم.
وبدأت المفاوضات الدولية رسميا، حين عقدت الجلسات مع هيئة التحكيم وبدأت بتقديم مذكرة افتتاحية مايو 1987، وكانت أول جلسة في ديسمبر 1986، ثم تلقت المحكمة المذكرات المضادة والردود من الطرفين في أكتوبر 1987، واتفقوا على تقديم مذكرة ختامية في يناير 1988، إضافة إلى جولتين من المرافعات الشفهية في مارس وأبريل من نفس العام، واستمرت المرافعات 3 أسابيع حتى صدور الحكم لصالح مصر في 29 سبتمبر 1988 داخل قاعة المجلس الكبير بالمقر الرسمي لحكومة مقاطعة جنيف، في حضور وكيلي الحكومتين، وأعضاء هيئة الدفاع لكلا الجانبين، بأغلبية 4 أصوات والاعتراض الوحيد من الجانب الإسرائيلي، ووقع الحكم فى 230 صفحة، وبعدها تم الاعتراف دوليا وإسرائيليا بالسيادة المصرية على طابا.