الاستفتاء الدستوري.. هزيمة جديدة لأصحاب الشعارات الهدامة
الأربعاء، 24 أبريل 2019 04:00 م
- أعداء الوطن أدركوا أنه لا سبيل للحشد ضد إرادة الشعب المصري
- التصويت بـ«نعم» ضربة موجعة للقوى الهدامة والجماعات الإرهابية والدول الداعمة لهم
-«بقدر الصياح يكون الألم» هكذا كان حال الإخوان فور إعلان النتيجة
-تحية للمصريين بالخارج الذين كانوا نقطة الانطلاقة
تعالت أصوات داعية لمقاطعة الاستفتاء الدستوري سواء في الداخل أو الخارج، ولعل الظاهرة المشتركة في جميع الدعوات التي انتشرت في الأيام القليلة السابقة للاستفتاء أنها ركزت على 000000حرمان المواطنين من ممارسة حقهم الانتخابي والمشاركة في تعديل دستور بلادهم.
واستندت كافة هذه الدعوات الهدامة إلى شعارات تحمل معاني ذات رنين فضفاض، فتارة يدعون المساس باستقلال القضاء، وتارة يزعمون أن التعديلات غير ضرورية في الوقت الحالي، إلا أن هذه الدعوات اعتمدت بشكل أساسي على ممارسة حرب نفسية حقيقية ضد المشاركة في الاستحقاق الانتخابي الأخير.
بعد إعلان نتيجة الاستفتاء بتصويت المصريين بـ«نعم» على التعديلات الدستورية، كان ذلك أكبر رد عملى على الاكاذيب الافتراءات والسموم التى بثتها جماعة الاخوان الإرهابية وجميع التنظيمات والجماعات الإرهابية والتكفيرية التى خرجت من رحم هذه الجماعة المارقة، كان لابد من دراسة هذه الحالة سواء من ناحية المشاركة التى سجلتها الإحصائيات الرسمية بنسبة 27 مليون مواطن مصرى بجميع اتجاهاتهم وانتماءاتهم السياسية والشعبية والحزبية.
فى هذا الإطار يقول الخبير القانونى والمحامى محمد الشهير، الذى شارك فى الإستحقاق الإنتخابى من خلال تواجده فى دولة البحرين، أن الواضح من خلال الإستحقاقات السابقة أن الشعب المصري اجمع على ضرورة تحمل نتائج الإصلاح الإقتصادي وإعادة تأهيل البلاد للأجيال القادمة، وتمثل هذا الإجماع في نتائج الإستحقاقات السابقة سواء كانت إنتخابات رئاسية أو إنتخابات برلمانية، لذلك ادرك اعداء الوطن أنه لا سبيل للحشد ضد إرادة الشعب المصري، فما كان منهم إلا اللجوء إلى الطريق الأيسر وهو الدعوة إلى المقاطعة، فمن قائل بأن النتيجة محسومة إلى قائل بأن التعديلات لا تتفق مع مبادئ الثورة إلى قائل بالرفض من أجل الرفض.
وكما أشرنا – وفقا لـ«الشهير» فى تصريح لـ«صوت الأمة» - فإن إستعمال العبارات الفضفاضة التي تزيح عن صاحبها عبء الشرح والدخول في التفصيلات كان هو الوصف الغالب على الأسباب التي إستندت عليها هذه الدعوات الهدامة - وعلى النقيض مما سبق - كان رد الشعب المصري رداً عملياً تمثل في مشاركة الملايين في الإستفتاء الدستوري.
ولن اتحدث كثيراً عن المشاركة في الداخل لأن التغطية الإعلامية أبرزت حجم الإقبال الكبير وروعة المشاركة السياسية من كافة فئات الشعب، أما عن المشاركة في الخارج فقد كانت الصفعة أقوى من أن يتحملها أصحاب دعوات المقاطعة، فقد كان رهانهم على بث السلبية في صفوف المصريين المقيمين بالخارج وخاصة المقيمين بدول الخليج بإعتبارهم يمثلون النسبة الأكبر وأنهم مركز إهتمام وسائل الإعلام، لكن شهدت أروقة السفارات والقنصليات المصرية إقبالاً غير طبيعي، ولم يقتصر هذا الإقبال على الإدلاء بالأصوات وحسب، بل أظهر المصريون معدنهم الحقيقي وشاهد العالم أجمع الفعاليات التي أقامها أبناء الوطن أمام مقار السفارات لإظهار تأييدهم لبناء المستقبل المصري – هكذا يقول «الشهير».
ومن ضمن عشرات المقار المنتشرة في دول العالم كانت الجالية المصرية بالإمارات هي صاحبة السبق في إقامة فاعلية التراث المصري والتي كانت مفاجأة موجعة للأصوات الإخوانية ومساندي الإرهاب الذين تمنوا ألا تظهر الصورة الإنتخابية على هذا النحو المبهر، إن الجالية المصرية بدولة الإمارات تستحق جائزة «الأوسكار» لأحسن مشاركة سياسية على مستوى الجاليات المصرية في الخارج ـ إن جاز هذا التعبير ـ كما شهدت مملكة البحرين مشاركة فعالة وموثقة بوسائل الميديا، وكعادة السفارة المصرية بالمملكة فقد كان حسن الإستقبال وتوفير كافة وسائل الراحة للناخبين هما السمتين المميزتين في هذا المشهد الديموقراطي، بالإضافة إلى حسن إدارة وتنظيم العملية الإنتخابية الذي جعل عملية الإدلاء بالصوت لا تحتاج سوى دقائق معدودة وسط الأجواء الإيجابية التي يعيشها الناخب من لحظة دخوله وحتى إنتهائه من عملية التصويت.
ولم يختلف الأمر كثيراً في سفارتي مصر بالشقيقة السعودية والشقيقة الكويت، فمشهد إصطفاف المصريين أمام مقر السفارة المصرية بالرياض في أول أيام الإستفتاء أثلج قلوب من شاهدوه بأعينهم أو عن طريق التسجيل المرئي الذي إنتشر على وسائل التواصل الإجتماعي، وكذلك كان التحرك الإيجابي لبعض أعضاء الجالية المصرية في الكويت سبباً من أسباب كثافة الإقبال على المشاركة في الإستفتاء.
وكانت بشائر المشاركة بالسفارات المصرية في الدول الغربية هي السهم النافذ الذي مزق قلوب الكارهين للوطن، وإزدانت المواقع التي توجد بها مقار السفارات المصرية بالأعلام والفنون الفلكورية، خاصة السفارة المصرية بالمملكة المتحدة «بريطانيا» والقنصلية المصرية في نيويورك.
إن الإقبال الكثيف من المصريين المقيمين بالخارج مثل ضربة موجعة للقوى الهدامة والجماعات الإرهابية والدول الداعمة لهم، وتعالت صرخات الإرهابييين في قنوات الضلال لتحاول وقف إقبال المقيمين بالخارج على صناديق الإقتراع، وكما يقول المثل الدارج «بقدر الصياح يكون الألم» فقد أوجعهم المشهد الحضاري وأوجعتهم الرسالة التي وصلت للعالم أجمع بأن المصريين صفاً واحداً خلف قيادتهم السياسية نحو طريق المستقبل، وتأكيد شعار «تحيا مصر».