قصة منتصف الليل.. رزقت بتوأم فقفزت من الشرفة
الأربعاء، 17 أبريل 2019 11:00 م
وقفت "عبير" السيدة العشرينية أمام الطبيب بعد انتهاءها من إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لتفاجئ بمباركة الطبيب لها على حملها، وهى الكلمات التى وقعت على مسامعها كالصاعقة وخرجت لتتوجه إلى منزلها وفى كل خطوة تفكر فيما وصلت إليه وما مرت به من خلافات مع زوجها قررا فى النهاية الطلاق برضاء الطفلين وها هى أخبرها الطبيب بخبر حملها بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على الحمل وهو ما يعنى صعوبة إجراء عملية الاجهاض.
هاتفت زوجها لتخبرها بالأمر فسيطرت الفرحة على قلبه وأسرع للوصول إليها فهو الطفل المنتظر لعائلته بأكملها ولكن حال "عبير" كان على النقيض تماما فهى لا تطيق الحياة مع زوجها وأعدت كل أمورها للطلاق منه خاصة بعدما وجدته موافق على الطلاق ولم يحاول التمسك بها، ولكن الطفل لا ذنب له فيما يدور قبل ولادته ومن المفترض أن ينشأ فى بيئة جيدة دون صراعات، وبعد قليل صلت إلى عش الزوجية برفقة زوجها لتجد أهله مجتمعين فى المنزل فى انتظار تقديم التهنئة فاستمعت "عبير" التهانى وكأنها شماتة فيما حدث معها وعدم قدرتها على فسخ الرباط المقدس بعد خبر حملها وقررت التأقلم على الوضع من أجل طفلها.
وبعد عدة أيام فوجئت "عبير" بحملها فى توأمين وهو الأمر الذى أصابها باكتئاب شديد فإذا كان السبب الرئيسى فى الخلافات مع زوجها هو عدم قدرتهما على تحمل مسئولية الزواج فهى لا تعتاد يوما على العناية بالمنزل وتلبية رغبات زوجها وفى ذات الوقت وجدت المسئولية تتضاعف وهى فى انتظار ولادة طفليها فانتظرت إلى أن تلد ربما ستجد من يعاونها على تحمل هذه المسئولية، وخلال أشهر الحمل كان أهلها يعاونوها وهو ما هون عليها كثيرا.
إلى أن وضعت طفليها وعادت إلى المنزل ورافقتها أمها لتعتنى بها لمدة شهر كامل وبعدها تركتها وعادت إلى بيتها لتبدأ "عبير" تحمل المسئولية بمفردها ففوجئت بالمسئولية الكاملة بطفلين ومنزل وزوج ومع مرور الأيام أصابها اكتئاب حاد جعلها تترك كل ما يدور حولها وتجلس بمفردها وهو ما أعاد الخلافات الزوجية من جديد لعدم اهتمامها بطفليها ورضاعتهما والعناية بنظافتهما وهو ما جعل زوجها يوبخها باستمرار خاصة بعد إهماله لمواعيد عمله للاهتمام بأطفالهما نيابة عنها.
وذات ليلة قررت "عبير" التخلص من كل هذه الأمور لتهرب بعيدا ولكن بعد تفكير لدقائق أيقنت صعوبة هروبها فإلى أين تذهب وتختفى من حياتهم جميعا فوقفت فى شرفة منزلها تحتسى كوب من مشروبها الدافئ وهى تتأمل فى المارين وتنظر إلى الأرض التى ظهرت بعيدة من الطابق التاسع وهنا ودون تفكير قفزت من الشرفة وبيدها الكوب لتسقط غارقة فى دماءها هاربة من الحياة بأكملها وليس من عائلتها فقط لتترك رضيعيها يتربيان فى أحضان والدهما ويتحمل مسئوليتهما وتهرب هى من كافة الأمور وتلتقط أنفاسها الأخيرة.