«أحدب الكنيسة».. حريق «نوتردام» يعيد رواية «فيكتور هوجو» للمشهد
الثلاثاء، 16 أبريل 2019 07:00 م
عقب حريق كنيسة نوتر دام التاريخية فى فرنسا، فتش البعض عن رواية الكاتب الفرنسى الكبير "فيكتور هوجو" التى خرجت إلى النور عام 1831، وابدع فيها في رسم أبطال الرواية التى حملت اسم « احدب نوتردام»
وقعت أحداث الرواية بكاتدرائية نوتردام بباريس، حيث استعرض المؤلف قضية العدالة، والتميز العنصري بين الغجر وأهل المدينة.
تدور أحداث الرواية حول طفل أحدب يُدعى "كوازيمودو" لقيط قبيح المظهر ويربية القس فى كنيسة نوتردام ويُدعى "الدوم كلود فرولو" ويدربه ليكون قارع الأجراس فى الكنيسة ذاتها.
نجح الكاتب الكبير فيكتور هوجو- وفق موقع كتاب- بتقديم شخصية تحمل صفات خيالية تمتزج بمظهر خارجى قبيح وصفات داخلية حسنة في أواخر العصور الوسطى في باريس يتم اختيار كوازيمودو ليكون زعيم المهرجين في احتفال سنوي يسمى "احتفال المهرجين" وهذا مالم يرده سيده، حيث أراده أن يقضي بقية عمره في الكنيسة وألا يظهر أمام الناس بسبب مظهره السيئ ولكي لايرعب الناس.
كانت الفتاة الغجرية أزميرالدا من الشخصيات الهامة في احتفال المهرجين واكتسبت إعجاب الناس برقصها وتغري ملاحقيها ومنهم فرولو ويفشل دوم فرولو بجذبها إليه لذلك يحاول أن يمتلكها بالعنف والاغتصاب.
وتناولت السينما العالمية قصة أحدب نوترداد فى فيلم يعد الرابع والثلاثون من ضمن سلسة أفلام الرسوم المتحركة، التي أنتجتها استوديوهات والت ديزني عام 1996م.
لا نجد اختلافا كبيرا بين القصة والفيلم- وفق موقع قصص- والذى تدور أحداثه حول شخصية كوازيمودو، وهو طفل أحدب قبيح الوجه ، ولد لأسرة من الغجر ، تم حبس أبيه وقتلت أمه على يد القاضي فرولو ؛ حينما كانت تحاول الهرب به ، فيرعاه القاضي ويضعه بكنيسة نوتردام تكفيرًا لذنبه بعد نصيحة من القس.
فيكتور هيجو
ينشأ كوازيمودو، وهو الاسم الذي أطلقه عليه القاضي فرولو، ومعناه نصف إنسان في كنيسة نوتردام وسط التماثيل، وقرع الأجراس، فلم يسمح له فرولو ، بالاحتكاك بالناس ورؤيتهم عن قرب حتى لا يخافوا من وجهه المشوه .
أقنعه فرولو أن أمه هربت وتركته صغيرًا ، وهو فقط الذي اعتنى به ، ليدين له بالولاء دائمًا ، فظل كوازيمودو ، يراقب نوتردام من بعيد أملاً في أن يشارك الناس أفراحهم ، ويتحدث معهم ، ولكن تعليمات فرولو كانت مشددة بعدم النزول .
وفق الموقع :" في ذلك الوقت شعرت التماثيل الثلاثة أصدقاء كوازيمودو ، برغبته الملحة في النزول والمشاركة بمهرجان الحمقى ؛ فأقنعوه بذلك ، وبالفعل نزل كوازيمودو وغنى ورقص وسطهم" .
في البداية ظنوا أن وجه كوازيمودو ما هو إلا وجه تنكري ، ولكن حينما علموا الحقيقة سخروا منه ، وقيدوه ، وأخذوا يقذفونه بقطع من الطعام والحجارة ، وحزن كوازيمودو كثيرًا ، وطلب من القاضي فرولو الذي كان يعده صديقًا له ، أن يفك قيده ، فرفض ذلك لأنه عصى أمره .
هنا تظهر أزميرالدا الفتاة الغجرية صاحبة الوجه الصبوح والشعر الأسود المنسدل ، وتفك قيد المسكين كوازيمودو ، رغم تهديدات القاضي القاسية ؛ فيأمر رجاله بالقبض عليها ، ولكنها تهرب بمساعدة كوازيمودو ، وتحتمي بالكنيسة.
فيأمر القاضي الضابط فيبس بالقبض عليها ، والذي لم يعجبه الأمر فيتخذ صف أزميرالدا ، وهنا يشعر كوازيمودو بالأمل فقد أحب أزميرالدا لأنها الوحيدة التي لا تشعره ببشاعة وجهه ، بل رأت ما بداخله من طيبة وجمال .
أما القاضي فرولو ، فلم يعجبه انشقاق فيبس عنه ، فأمر رجاله بقتله ، وأصابه أحدهم بسهم أسقطه في النهر ، فهرعت أزميرالدا لإنقاذه بمساعدة كوازيمودو ؛ الذي قد أصابته خيبة الأمل حينما علم بحبها للضابط .
وتدور الأحداث بوتيرة أسرع لنجد فرولو ، يحاول الإيقاع بكوازيمودو لمعرفة مكان أزميرالدا ، فيهرع هو وفيبس لمحاولة تحذيرها ، ولكن يهجم فرولو على قاعة الغجر ، ويقبض عليهم جميعًا .
وفى ساحة نوتردام يقيد فرولو أزميرالدا ، ويخيرها بين الزواج به ، أو الموت ، وهنا ترفض أزميرالدا ، فيضرم النار حولها ؛ فيثور كوازيمودو محطماً القيود التي وضعها حوله رجال فرولوا ، وينقذ أزميرالدا ويهرب بها إلى الكاتدرائية ، ويتبعه القاتل فرولو .
في نفس الوقت يقوم الضابط فييبس بمغافلة الحراس والفكاك من القفص الذي وضعوه به ، وينادي في أهل نوتردام برفض الظلم ، والوقوف في وجه القاضي فرولو الذي يدعي التدين والعدل ، وهو أكثر الناس عنصرية وظلم.
ويثور الناس ويهاجموا رجال "فرولو" المنتشرين في شوارع نوتردام ، أما فرولو نفسه فيصل إلى حجرة كوازيمودو دون أن يراعي حرمة الكنيسة في محاولة أخرى لقتل أزميرالدا ، وهنا يشتبك مع كوازيمودو ، ويحاول إلقاؤه من أعلى البرج .
وتقترب عدسة المخرج هنا وترتكز على وجه "فرولو" الشرير وهو يخبر كوازي بقتله لأمه ، وهى تحاول انقاذه كما يفعل هو الآن مع أزميرالدا ، وهنا يفلت القاضي يد كوازيمودو فتصرخ أزميرالدا ، ولكن يتلقاه من الأسفل فيبس ، وينقذ حياته كما أنقذه كوازي من قبل .
يفقد" فرولو" اتزانه ويسقط من أعلى الكنيسة صريعًا في النيران المضرمة ، أما فيبس وأزميرالدا فيتعانقان، ويخرج معهم كوازيمودو للناس فيرحبون به ، ويحملونه على الأعناق .
يذكر أن كاتدرائية نوتردام تقوم في مكان بناء أول كنيسة مسيحية في باريس، وهي "بازيليك القديس استيفان" والتي كانت بدورها مبنية على أنقاض معبد جوبيتير الغالو-روماني، النسخة الأولى من نوتردام كنت كنيسة بديعة بناها الملك شيلدبرت الأول ملك الفرنجة وذلك عام 528م، وأصبحت كاتدرائية مدينة باريس في القرن العاشر بشكلها القوطي. وترتفع قبة الكنيسة ترتفع إلى 33 متراً.