تفاصيل خطة الخداع الاستراتيجي التى استخدمها حفتر لدحر ميليشيات طرابلس
الثلاثاء، 16 أبريل 2019 02:00 ص
حين قرر المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية، تحرير العاصمة طرابلس من أيدى الميليشيات المسلحة التى تحتلها، كان يعلم جيدا أن الجيش الوطني سيخوض حربًا ضارية، فى ظل دعم واسع لهذه الميليشيات من قبل دول معادية لسلامة ليبيا.
ومنذ انطلاق العمليات العسكرية، يوم الأربعاء 3 إبريل، باسم "طوفان الكرامة"، شن طيران الجيش الليبي غارات على تجمع للميليشيات بمحيط مطار طرابلس الدولي، وتشعبت محاور القتال لتشمل7 محاور رئيسية حدودية وإدارية، إضافة إلى محور ثامن سيتم الإعلان عنه خلال أيام، بحسب ما أعلن الناطق باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، بهدف تخليص العاصمة الليبية من سيطرة الميليشيات المدعومة من قبل دول معادية.
خريطة المعارك فى طرابلس ستتغير حال سيطرة قوات الجيش الوطني الليبي عليها، بحسب ما يرى محللون سياسيون، فإن المحور الثامن الذى أشار إليه "المسمارى"، هو مدينة سرت الساحلية التي تقع في وسط ليبيا وتسيطر عليها ميليشيات من مدينة مصراتة القريبة منها بغرب البلاد، والمتحالفة مع ميليشيات أخرى في طرابلس، إلا أن الجيش الليبي فضل أن يتوجه إلى طرابلس العاصمة، وهى الأبعد عن سرت القريبة من الشرق الليبي.
خداع استراتيجي
يعلم المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية، طبيعة الأرض والميليشيات المسلحة، لذا لجأ لخطة خداع استراتيجية، فقبيل الإعلان الرسمي عن انطلاق معركة طرابلس في 3 أبريل الجاري، نشر المكتب الإعلامي للجيش الوطني الليبي تسجيلات مصورة لقوات تتحرك على طريق ساحلي من بنغازي، المدينة الرئيسية في شرق البلاد نحو الغرب، وبعدها نقلت وكالة "رويترز" عن أحد سكان رأس لانوف، في شرق البلاد تقع على الطريق الساحلي، قوله إنه رأى دبابات وأرتالًا عسكرية مدججة بالأسلحة الثقيلة متجهة نحو غرب ليبيا في اتجاه مدينة سرت.
اعتقد الجميع أن الجيش الليبي سيتجه إلى سرت الممتلئة بالميليشيات، إلا أنه فاجأ الجميع ليعلن معركة "طوفان الكرامة" في طرابلس، انطلاقًا من الجنوب، بينما تظل القوافل التي أظهرها تسجيل مصور نشره مكتب الإعلام بالجيش، وتضم مركبات مدرعة وشاحنات عليها أسلحة ثقيلة مرابطة على الحدود مع سرت، لتبقي هذه القوات دون أن تتوغل بعد في عمق سرت، حيث من المقرر تتوجه نحو سرت في مسار متواز مع طرابلس.
وتعتبر معركة سرت ستكون هي المحور الثامن الذي قصده "المسماري" بحديثه الأخير، بحسب خبراء سياسيون يرون أن الإعلان عن محور ثامن قد يضاف لمعركة طرابلس بعد أسبوع من تشكيل الجيش لـ"غرفة عمليات تحرير مصراتة"، حيث تجمع الميليشيات الحربي الذي يخرج من مطار مصراتة، فمعركة سرت ستخفف من وطأة العمليات العسكرية في طرابلس، وإرباك تحرك الميليشيات مصراتة، وبالتالي إضعافها، ومن ثم تخفف من وطأة العمليات العسكرية المحفوفة بالمخاطر بسبب الدقة في استهداف الميليشيات وتجنيب المدنيين الخطر
وجغرافيًا فإن مدينة سرت هي الأقرب من الشرق، حيث قوات الجيش الوطني الليبي، إلا أن المشير حفتر قرر بدء المعركة فى طرابلس الأبعد جغرافيا، ويرى خبراء أن السبب فى ذلك هو أن طرابلس عاصمة مختطفة الآن، وبها مؤسسات يتم استخدامها لدعم وتمويل الجماعات الإرهابية، لذا يولي الجيش الليبي أهمية لتجفيف منابع الإرهاب أولًا، وإبعاد تلك العصابات في طرابلس عن موارد الدولة، خصوصا جماعة الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة.
تجفيف منابع تمويل الإرهاب كان أمرا فى غاية الأهمية بالنسبة للمشير خليفة حفتر، حيث أن العوائد المالية لجميع الحقول النفطية في ليبيا، بما فيها تلك التي يسيطر عليها الجيش الليبي، تصب في مصرف ليبيا المركزي، وهو تحت نفوذ قطري وتركي، بحسب مراقبين للوضع فى ليبيا والذين أكدوا أن السيطرة على العاصمة يؤدي إلى تغيير استراتيجي على جميع المحاور، الأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية".