القرضاوي وتركيا لهم دور.. قراءة في اشتباكات الجيش الليبي مع الميليشيات
الخميس، 11 أبريل 2019 11:00 ص
يوم الأربعاء 3 إبريل، بدأ الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، علمية عسكرية كبرى، لتطهير العاصمة الليبية طرابلس من الإرهابيين والمرتزقة هناك، وقد شن طيران الجيش الليبي غارات على تجمع للميليشيات بمحيط مطار طرابلس الدولي، بينما شهد عدد من المحاور في تخوم العاصمة ومدينة العزيزية تجدد الاشتباكات العنيفة، فعلى مدار يومين، قصف الجيش الليبي ميليشيات تمركزت في مطار طرابلس، في إطار استمرار معركة "طوفان الكرامة"، التي أطلقها المشير خليفة حفتر، الأسبوع الماضي، بهدف فرض سيطرة الشرعية على العاصمة وطرد الميليشيات.
لم يكن المطار فقط هو نقطة الاشتباك، فقد تجددت الاشتباكات العنيفة بين وحدات الجيش الوطني والميليشيات، في تخوم العاصمة ومدينة العزيزية، وعين زارة، مع تصاعد للدخان الكثيف جراء القصف العنيف، وقد تمكن الجيش من الوصول إلى النصب التذكاري والعيادة الحمراء في محور عين زارة، بينما تمكن من استرجاع مجموعة من الآليات والدبابات والذخيرة الحية، وصواريخ حرارية جديدة من أيدى الميليشيات.
ونشبت اشتباكات عنيفة أيضا في منطقة صلاح الدين جنوب العاصمة طرابلس، ومنطقة التوغار والساعدية الواقعة بين العزيزية وطرابلس، وذلك بعد سيطرة الجيش على مواقع استراتيجية وعسكرية هامة لتصبح، وفق البيانات العسكرية، على وشك دخول وسط العاصمة، كما سيطر الجيش على معسكر اللواء الرابع في ضواحي منطقة العزيزية التي كان الجيش قد استعادها قبل أيام، في خطوة من شأنها إعطاء مزيد من الدفع للقوات المتقدمة نحو طرابلس.
وقد عثرت القوات المسلحة الليبية فى المنطقة المحيطة بمعسكر اللواء الرابع على عدد من العربات والآليات التي كانت مصدرا للقذائف العشوائية والتي تم مصادرتها، كما أسر عدد من أفراد هذه المليشيات الإرهابية المسلحة، في حين قتل آخرون ولاذ البعض بالفرار، بحسب ما أعلنت شعبة الإعلام الحربي التابعة للقوات المسلحة الليبية، في صفحتها على فيسبوك، وقد تمكنت قوات الجيش الوطني الليبي، ، من السيطرة على مواقع استراتيجية وعسكرية هامة في إطار معركة دحر الميليشيات من طرابلس، لتصبح، وفق البيانات العسكرية، على وشك دخول وسط العاصمة.
وتدخلت فى المعارك أيضا قوات "اللواء التاسع" ترهونة التابعة للجيش الوطني فرضت ، حيث سيطرت على كتيبة 42"، التابعة للميليشيات في منطقة عين زارة شرق طرابلس، و أسرت أيضا 28 مسلحا وغنمت 14 آلية عسكرية، كما سيطر الجيش سيطر اليوم على "سجن الرويمي في ضاحية عين زارة جنوب شرق طرابلس"، وسط استمرار الزحف باتجاه العاصمة، لتصبح بذلك القوات المسلحة على بعد كيلومترين من منطقة رئيسية في طرابلس، لتدخل القوات الشارع الرئيسي في منطقة الفرناج وبالتالي داخل المدينة قريبا.
ومن أشرس المناطق التى شهدت اشتباكات عنيفة بين الجيش الوطني الليبي والميليشيات هي منطقة عين زارة، وقد وصل الجيش إلى النصب التذكاري والعيادة الحمراء، فيما تمكن من استرجاع مجموعة من الآليات والدبابات وكمية ضخمة من الذخيرة الحية، وصواريخ حرارية جديدة كانت في أيدي الميليشيات، أما في محور منطقة صلاح الدين، فقد منع الأهالي الإرهابيين من دخول الأحياء، الأمر الذى يؤد يؤكد الدعم الشعبي الذي تحظى به عملية طرابلس التي أطلقها الجيش.
ومنذ عام 2011 مع بدء التظاهرات ضد الرئيس الليبي الراحل معمر القذافى، تحولت طرابلس العاصمة إلى ملجأ أمنا للجماعات الإرهابية والمتطرفة والميليشيات، التي استغلت العنف في البلاد، وتريد بقاء الفوضى المسلحة المتطرفة، ومن أبرزها جماعتي الإخوان والليبية المقاتلة، وبحسب خبراء سياسيون فإن بقاء طرابلس مختطفة من قبل هذه الجماعات هو أمر مطلوب لأنة يخدم أطرافا محلية وإقليمية مؤدلجة، حيث تحولت ليبيا خلال السبعة سنوات الأخيرة إلى بيت مال وإنفاق على الجماعات المتشددة.
وقد استفادت تركيا من الأموال الليبية في بنوكها، لتحويلها إلى عناصر متشددة كانوا يقاتلون في سوريا مع جبهة النصرة وفي العراق مع تنظيم داعش، ثم عادوا إلى ليبيا، بحسب عبد الباسط بن هامل الخبير والباحث فى الشأن الليبي، الذى أكد أنه جرى نقل الأموال من تركيا إلى ليبيا، عبر مطاري معيتيقة ومصراتة، وتكونت على إثرها في سنواتي 2013 و2014 قواعد في سرت لداعش، وبقاء الميليشيات في ليبيا يخدم تمويل جماعات الإخوان في تونس وبقاءها، بالتعاون مع الإخواني علي الصلابي، كما أن الداعية المتشدد يوسف القرضاوي، المدرج على لائحة الإرهاب المدعوم من قطر، التي أصدرتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر، "أحد المستفيدين من خزانة المصرف المركزي الليبي، كما أن القرضاوي استفاد من عضوية علي الصلابي فيما يسمى الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، وتحصيله لاشتراكات وأموال من ليبيا، التي تتحول في النهاية لحركة حماس.
ويعتبر السيطرة على المصرف المركزي والاستثمارات في طرابلس من ضمن أولويات الجماعات الإرهابية والميليشيات لاستمرارها وبقائها لإيجاد مصادر تمويلية تخدع المجتمع الدولي في شكل استثمارات ليبية تعود فوائدها على المسلحين، بحسب بن هامل الذى أكد أن دول إقليمية مثل تركيا كانت ترسل باستمرار شحنات أسلحة إلى موانئ غرب ليبيا كمنفذ مهم لشمال أفريقيا، كما استغلت الجماعات المسلحة التي تهدد أمن واستقرار دول المنطقة الفوضى في ليبيا، خلال الفترة الأخيرة، كمنطلق لشن عمليات إرهابية في مصر والجزائر، كما خدم بقاء الوضع فوضويا في ليبيا أطرافا دولية، دعمت المعارضات المسلحة، أبرزها المعارضة التشادية التي هددت دولة تشاد طيلة السنوات الماضية، وحركة المسلحين في دارفور.