بعد إحالتها للنيابة.. مخرج «حسنة إبليس» يفتح النار على وزير الثقافة (حوار)
الثلاثاء، 09 أبريل 2019 06:00 م
«لأول مرة سوف نقوم بعرض المسرحية حتى تصل رسالتنا للجميع».. كانت هذه بداية الكلمات الكاتب المسرحى محمد كارم حسنى، فى حواره مع «صوت الأمة» عقب صدور قرار من النيابة العامة بإحالة بلاغه المُقدم منه ضد كل من وزير الثقافة بصفته، ورئيس هيئة الرقابة على المصنفات الفنية، ومدير الرقابة على المسرحيات بصفته وشخصه، سيف النصر العجيزى، ومدير عام الإدارة العامة للبحوث والتأليف والترجمة بصفته، علاء الدين على عبد الظاهر، يتهمهم فيه بوقف عرض مسرحية «حسنة إبليس» إلى نيابة شرق القاهرة لمباشرة التحقيق فى البلاغ المُقيد برقم برقم 1792 لسنة 2019 عرائض النائب العام.
أولا : ما هي قصة تسمية حسنة إبليس ولماذا الإصرار على هذا الإسم ؟
قصة غريبة وفريدة من نوعها حيث كنت قد أعلنت عن افتتاح ورشة مجانية لتعليم التمثيل المسرحي وكنت أدرب فيها بنفسي العديد من الشخصيات التي مرت علينا ومنهم من التزم شهور عدة ومنهم من لم يكمل معنا حتي انتيهنا من التدريبات وطلب الفريق أن نقوم بعمل مسرحي جديد وحينما نظرت إلى النصوص الجديدة الموجودة بالسوق المسرحي لم أجد فيها من يحقق شغفي في الإخراج فقررت أن أقوم أنا بكتابة أول عمل مسرحي لي وظلت الفرقة تتلقي مني المشهد تلو المشهد حتى اكتملت المسرحية وانتهينا منها وسألني الفريق عن اسم هذه المسرحية التي ابهرتهم جميعا من طرحها الجديد والجريء ولم استطع أن أؤلف اسما يرضيني لهذه المسرحية وحينها قمت بالاستعانة بصديقي طومان باي الجمسي الذي عاصر معي كتابة النص كاملا وكنت استشيره في كثير حينما كنت أود حذف مشهد من المسرحية فكان على دراية كاملة بكل كلمة كتبتها في النص فعلي الفور قال لي: «"حسنة إبليس" أبهرني الإسم كثيرا وقولت له لن أجد أفضل من هذا الإسم المعبر تماما عن محتوى ومضمون النص وظللنا طول الليل نتحدث عن كافة ابعاده الحقيقية وأعلنت اسم المسرحية وبعد أن أنتهينا من عمل بروفات المسرحية ذهبت إلى الرقابة لأخذ التصريح وكانت المعركة المعروفة في كل المقالات السابق نشرها .
ولماذا لم تقم بتغيير الإسم حينما طلب منك في الرقابة أكثر من مرة تغييره؟
لإيماني به كل الإيمان ولماذا أغير اسم عمل يتبني كل مشاكل الشباب الحقيقية فأنا لم اتعرض للدين لا من قريب ولا من بعيد حتى كل محاولاتهم للتغيير كانت مخزية فتارة يقولون لي ضع حرف الواو ومرة يقولون لي ضع تاء مربوطة مما زادني إصرارا على اسمي وقل لي أنت ما العيب في فيلم «الشيطان يعظ» وما العيب في مسلسل حالي سوف يعرض في رمضان سمي بـ«ملائكة إبليس» وما العيب حينما تكون رسالتي من خلال المسرحية أنك حتى ولو كنت إبليسا فبداخلك حسنة بداخلك أمل ونور ابحث عنه كي تنجو هذا هو كل مقصود الإسم .
ما رأيك في رد الأزهر علي نصك ؟
أكثر ما أحزنني أولا هو إرسال النص كأنه نص يتعرض للدين إلى مشيخة الأزهر ونص بعيد كل البعد عن أي خلاف ديني وهذا كان واضحا وجليا حينما فشلت اللجنة التي وضع أمامها النص أن تكتب كلمة دينية واحدة ردا على مسرحيتي بالعكس جاء ردهم انشائي تماما غير مسند بسند ديني واحد بل بالعكس وجدت لهم كلمات غريبة كأنهم يحاسبوني دراميا حيث اعترضوا على عدم وجود حسنة لإبليس الحقيقي داخل المسرحية ولم يفهموا أنه مجرد مجاز مراد به معني قريب ومعني بعيد .
ولكن هذه هي طبيعة الأزهر فمنذ البداية حينما ترسل الرقابة عملا للإزهر يكون فحوي الإرسال أنك لابد وأن ترفض النص أيا كان كي لا تتحمل شرعية تصريحه وهذا ما يفعله الازهر فالأحوط له هو الرفض أيا كانت الكلمات وحتى ولو خلت المسرحية من ثمة مخالفة دينية ... حتي اعتراضهم على بعض جمل بطل الرواية وهو دراميا شخص ملحد وهو ما نشير إليه ولأسباب حدوثه في المجتمع المصري ونتبرأ منه داخل النص بل بالعكس نخبر المجتمع حقيقة إلحاد الشباب هذه الأيام حتى في اعتراضهم هذا لم يكونوا منصفين ولم يجدوا سندا دينيا في رفض جمل بطل الرواية الذي يحدث ربه باعتراض دائما وهو امر طبيعي من شخص ملحد داخل خطوط الدراما .
وما هي أخر تطورات التصريح ؟
قانونا أنا معي تصريح بقوة القانون وهذا ما ستفاجأ به الرقابة في الأيام القريبة القادمة والقانون في صفي تماما .
وماذا ستفعل في ظل عدم وجود تصريح ؟
سوف نقوم بالعرض بقوة القانون المخولة لدينا يوم الجمعة والسبت القادمين على مسرح رومانس رغم أنهم قاموا بعمل محضر انتهي بغرامة 5000 جنيه لكل من المسرح ومؤلف العرض وسوف أقوم بالطعن على هذه الغرامة والغاؤها قانونا ولن ترهبني الرقابة لأنهم هم من خالفوا القانون منذ البداية ولابد من احترام القانون لأننا في دولة القانون .
هل تقوم بعمل جديد على شاكلة حسنة إبليس ؟
بالفعل أعكف الآن على كتابة نص جديد بفكرة جديدة خالص لم تكتب أيضا من قبل بعنوان مشهد من يوم القيامة واعتقد أني سوف آواجه نفس المشكلة مع الرقابة التي تصر على قتل الإبداع في مصر .
ولماذا سميت الفرقة ولاد حرام وما سر هذه التسمية ؟
كنت في بداية الورشة في حيرة من أمري في تسمية الفريق وظللت أفكر كثيرا حتى اهتديت لإسم «ولاد .... حرام» وهي تعبيرا عن كون أفراد جيلنا هم أبناء صرحة الحرام التي نقولها دائما لكثرة ما عانيناه في الثلاثين عاما المنصرمة فقررت أن تكون الفرقة على قدر جرأتها فيما تطرحه فأصريت على اسم ولاد حرام وأنا اعرف أنه اسم قد يثير حفيظة البعض ولكن هذه رسالتنا أننا لن نقف مكتوفي الآيدي.