«لموا الكراريس يا ولاد».. 49 عامًا على مجزرة «بحر البقر» وضمير العالم لم يستيقظ بعد
الإثنين، 08 أبريل 2019 08:00 مكتب_علي الديب
«الدرس انتهى لموا الكراريس.. الدم الي على ورقهم سال.. في قصر الأمم المتحدة مسابقة لرسوم الأطفال»، بهذه الكلمات خلدَّ الشاعر الراحل صلاح جاهين، ذكرى مدرسة بحر البقرالابتدائية بمركز الحسينية بالشرقية، التي راح ضحيتها 30 تلميذًا و85 مصابا عام 1970.
كتب، وأقلام، كراريس رسم، وملابس مختلطة بدم الملائكة الصغار، ذلك أخر ما تبقي من المدرسة القديمة، الذي تم وضعه بمتحف تخليدًا لذكر الأطفال الشهداء، فيما روى ما تبقى من أسرهم والمصابين تفاصيل وتبعيات المجزرة التي تعرضوا لها، والتي لا تزل عالقةً بأذهانهم.
يروي الحاج محمد، أحد شهود العيان ما شهده وقت المجزرة، إنه في تمام الساعة التاسعة و20 دقيقه، الموافق 8 إبريل عام 1970 سمعنا أصوات انفجارات هزت أرجاء المدينة ولم يعلم أحد ماذا حدث وبعد مرور دقائق ،فإذا ب30طفل من مدرسة بحر البقر الابتدائية ملقين علي الأرض غارقين في دمائهم وتحولت مدرستهم البسيطة ذات الطابق الواحد والمبني بالطوب اللبن والمثقوفة بالخشب لكوم تراب.
وتابع: «معرفناش إيه اللي عمل كده غير من الراديو بعدها، حيث أن 5 طائرات إسرائيلية "فانتوم" توغلت داخل الأراضي المصرية، وقصفت المدرسة».
في سياق متصل، أوضح أحد أهالي القرية، أن ذوي الشهداء والمصابين بالمجزرة، رفعوا دعوى قضائية لمطالبة إسرائيل بتعويضهم ماديًا ومعنويًا، حيث أكدت الدعوى على أن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وضد السلام تخضع لقوانين ثابتة، والتي تم بموجبها إنشاء محكمة جرائم الحرب الدولية، وأن حق الضحايا لا يسقط بالتقادم طبقًا للأصول والتعويضات، لكن مقيمي الدعوات لم يحصلوا على أي تعويضات حتى الآن.
من جانبها، قالت فايزة طنطاوي، والتي كانت من التلاميذ ضحايا المجزرة"، إنها كانت في الصف الأول الابتدائي، حيث تعرضت المدرسة للقصف في الوقت الذي تصادف فيه نزولها أسفل "التختة" لجلب مجموعة أقلامها التي سقطت أرضًا.
أصيبت فايزة في رأسها إصابات بالغة، فضلًا عن حروق استدعت سفرها إلى الخارج، وبالتحديد دوة "بلغاريا"، حيث كانت بحاجة ماسة إلى رعاية مخ وأعصاب، إلا أنها عادت إلى مصر فور وفاة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، حيث رفضت أسرتها استلامها من شيخ خفراء القرية، بعدما كانت حالتها "صعبة" وملامحها لا تُمكن أحدًا من التعرف عليها.