لم يخف على المتابع لعملية «طوفان الكرامة»، التي يخوضها الجيش الوطني الليبي غرب البلاد لدحر الجماعات المسلحة، الدور القطري الداعم للجماعات المتطرفة والإخوانية في طرابلس، ففي المعركة الرامية إلى مكافحة الإرهاب وإعادة الاستقرار للعاصمة الليبية، أعاد الجيش الليبي الاتهام إلى قطر وتركيا بالتورط في دعم الإرهاب الذي بات «يختطف» غرب ليبيا وفقًا للمتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري.
ورغم تلقي الميليشيات التابعة للنظام القطري فى ليبيا، خسائر موجعة خلال العملية التى يشنها الجيش الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر لتحرير العاصمة الليبية طرابلس، لا تزال تمارس الدوحة أبشع انتهاكاتها بالدفاع عن الجماعات المسلحة، معنويًا عن طريق أبواقها الإعلامية كالجزيرة، أو من خلال الدعم المالي والعسكري أو عن طريق استضافة اجتماعات لهم.
وهاجم المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري الدورالقطري في ليبيا مؤكدًا إن الدوحة تشن حملة إعلامية لتشويه العملية العسكرية ضد الجماعات المسلحة في طرابلس، مشيرا إلى «اجتماعات للقاعدة والإخوان في قطر وتركيا تهدف لتوحيد صفوفهم، من أجل ضرب الاستقرار في ليبيا ومواجهة الجيش الليبي بعد إطلاقه عملية طوفان الكرامة».
وجاءت هذه التحركات القطرية والتركية في أعقاب الضربات التي تلقتها الميليشيات التابعة للدوحة وأنقرة، والتقدم الذي أحرزه الجيش الوطنى الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في طرابلس، بعدما سيطر على مطار طرابلس الدولي القديم.
وأحدثت الانتصارات التي حققتها قوات الجيش الليبي موجة من الانشقاقات في صفوف الكتائب المسلحة التابعة لسلطات طرابلس المدعومة من تنظيم الحمدين، ما دفع النظام القطري إلى استضافة قيادات الجماعات المسلحة لإعادة توحيد الصفوف.
وفي إشارة إلى الحملة التي تقودها قطر لتشويه انتصارات الجيش الليبي، حذر المسماري من ممارسة بعض وسائل الإعلام تضليلا إعلاميا، قائلًا: «على الشعب الليبي أخذ الحيطة والحذر مما تبثه وسائل إعلام معادية»، واعتبر أن «الحملات الإعلامية المضللة أكبر دليل على خسائرهم الميدانية».
وحمل المسماري ما آلت إليه الأوضاع في ليبيا إلى تدخلات الدول الأجنبية، مشيرًا إلى اتهامات وزير الداخلية بطرابلس في وقت سابق ميليشيات العاصمة بأن لديها اتصالات مع مخابرات أجنبية، معتبرًا المسماري «علاقة المجلس الرئاسي بالإخوان وجماعات متطرفة تتكشف بوضوح».
وكان المجلس الرئاسي الليبي، شهد ضربة موجعة بعد استقالة أحد أعضائه، حيث أعلن نائب رئسيس المجلس علي القطراني، استقالته اعتراضا على استئثار رئيس المجلس رئيس حكومة الوفاق، فايز السراج، بالقرار «بتحريض ودفع من الميليشيات المسلحة»، مثمنًا تقدم الجيش الوطني الليبي نحو العاصمة طرابلس لدحر الجماعات المسلحة، في إشارة إلى معركة «طوفان الكرامة» التي أطلقها الجيش قبل أيام، محققا تقدمًا لاقتا على الأرض.
ووصف القطراني المجلس الرئاسي الليبي، بـ «الأداة الضعيفة» والطيعة بيد الميليشيات لتمكينها من «الترهيب والسطو والسيطرة على موارد الدولة وثروات الشعب...».
في سياق متصل علق قائد شرطة دبى السابق ضاحي خلفان، على دعم قطر للجماعات المسلحة الإرهابية في ليبيا، قائلًا فى سلسلة تغريدات له عبر حسابه الشخصى على «تويتر»، «تميم ومؤيديه ومرتزقته ماذا يريدون من فضح لعمالتهم أكثر من ذلك...الا ليتهم يسكتون».
وتابع ضاحى خلفان: «تتوالى الأنباء من الجيش الوطني الليبي عن القبض على قطريين الجنسية من أصل ليبي، المعروف أنه قطر دولة صغيرة جدا في الخليج العربي، ماذا يفعل مواطنيها في شمال أفريقيا تحديدًا في طرابلس برفقة ميليشيات الإخوان الإرهابيين».