20 مليون نخلة و3 ملايين طن بلح.. مصر تعزز مكانتها في زراعة النخيل وإنتاج التمور

السبت، 06 أبريل 2019 08:00 م
20 مليون نخلة و3 ملايين طن بلح.. مصر تعزز مكانتها في زراعة النخيل وإنتاج التمور
عز الدين أبوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضي
كتب: محمد أبو النور

 
تمثّل زراعة النخيل في مصر، واحدة من أقدم الزراعات في العالم، للآلاف من السنين، ونظراً لقيمتها الغذائية والبيئية والإنشائية والجمالية، فقد احتلّت منزلة عالية وكبيرة فى التاريخ المصرى والعربي، وخلّدها الشعراء والخطباء قبل وبعد ظهور الإسلام، ثمّ جاء تخليد ذكرها فى القرآن الكريم والسُنّة المطهّرة، لترتفع وتسمو فوق الهامات، فقد ذُكرت القرآن الكريم بأجزائها، في 17 سورة، وفى 22 آية، وقد اهتمت بها مصر والدول العربية، أفضل اهتمام، حتى باتت تشغل مساحات ممتدة فى أكثر من بلد عربى، بل خصصت لها مصر، منذ شهور مزرعة بشرق العوينات، تُعدّ أكبر مزرعة للنخيل في العالم.
 
النخيل عربيا وعالميا
 
وقد رصد أحدث التقارير الرسمية الزراعية، عدد النخيل وإنتاجه فى مصر، وأكد التقرير أن إجمالي عدد النخيل فى العالم يصل إلى 100 مليون نخلة، منها 70 مليون نخلة في الوطن العربي فقط، بنسبة 70% من عدد نخيل العالم، وأوضح التقرير أن مصر تأتي في مقدمة دول العالم المنتجة للتمور، ‏ بإجمالي 2 مليون و298 ألف طن بزيادة 100% عن الانتاج عام 1993، كاشفا أن مصر تنتج ما يعادل 16.6% من إجمالي إنتاج العالم، وحوالى 24.2% من إنتاج الدول العربية، يليها السعودية والإمارات والعراق، بينما لا تتجاوز صادراتنا 3% من صادرات التمور.
 
انتشار أشجار النخيل
 
وأشار التقرير، إلى أن زراعة النخيل في مصر، تنتشر في جميع المحافظات، وفي واحات الصحراء الغربية وشمال وجنوب سيناء، في مساحة إجمالية تصل إلى 86 ألف فدان، وتصل الأعداد لـ 15 مليون و582 ألف نخلة، ومن النادر أن تجد أرضا زراعية أو واحة في مصر تخلو من أشجار النخيل، ولفت التقرير إلى أن الظروف المناخية من مناخ صحراوي إلى شبه صحراوي إلى مناخ البحر الأبيض المتوسط من أكثر العوامل تأثير في انتشار النخيل.

مساحة زراعة النخيل
 
كما رصد تقرير آخر، انتشار زراعة النخيل،  والمساحات التي تشغلها هذه الأشجار الطيبة بمحافظات مصر، ومنها الدقهلية التي تمتلك ثروة من النخيل علي مساحة 688 فدانا، وواحة سيوة بمطروح على مساحة 12 ألف فدان، وشمال سيناء 8 آلاف و92 فدانا، وجنوب سيناء 4 آلاف و56 فدانا، والغربية 304 فدانا، والبحيرة 220 فدانا، والمنيا 720 ألف فدان، وأسيوط 218 ألف فدان، وسوهاج 1290فدانا، وقنا 670 فدانا.
 
fea58653-82c9-463e-ac7b-cd83661ce045
زراعة النخيل
 
أنواع التمور
 
وعن أنواع التمور المنتشر في مصر، فتصل لحوالى 17 نوعا من التمور، هي الأكثر انتشارا في البيئة المصرية، ومن أشهرها البلح الحياني والزغلول والسماني والأمهات وبنت عيشة، وأم الفروخ والعرابي والحلاوي والكبي والكبوشي وصفر الدوميين، والسرجي والسلمي وأصفر وسلالة بذرية.
 
 وهناك مجموعة أصناف من التمور نصف الجافة وهي أربعة «السيوي، والصعيدي، والعمري، والعجلاني، وحجازي أبيض، وهناك 11 نوعا من التمور الجافة تنتشر بجنوب مصر، أشهرها السكوتي «الأبريمي والبركاوي» والبرتمودا «بنتمودا» والملكابي والجندلية و الجراجودا والدجلة والشامية والكولمة، ومن أهم الأصناف المستوردة البرجي والحلاوي والخضراوي وأسطة عمران والزاهدي وأم الدهن وأصبع العروس وحلوة الجبل.
 
دراسة عن النخيل
 
وقد أبحر العلماء والخبراء والباحثين، فى دراسة النخيل وإنتاج التمور فى مصر والوطن العربي، وتزخر المكتبات المصرية بمئات البحوث والدراسات لنيل درجات الماجستير والدكتوراه في هذا الشأن، ومنها دراسة قيّمة للدكتور علاء الدين محمد مدين، بعنوان: «التقنيات الحديثة في زراعة وإنتاج نخيل البلح في مصر»، وهي دراسة مطوّلة ومتنوعة، أكد خلالها الباحث أن المناخ الصحراوى الجاف، يناسب أشجار النخيل، وهى الشجرة التي كُرّمت فى الكتب السماوية والأحاديث النبوية، فهى شجرة مباركة.
 
07afa04f-6984-43ba-afef-e6f9624fe1c3
زراعة النخيل بالصحاري المصرية
 
وقد عمل الإنسان على زراعتها منذ أقدم العصور، وهي الغذاء الأساسي لقاطني الصحراء «غذاء البدو في الصحراء هو التمر واللبن»، وهي فاكهة الغني وغذاء الفقير، لذلك يجب علينا الاهتمام بخدمتها والمحافظة عليها، وإجراء العديد من البحوث والدراسات لتعيش المستقبل، كما عاشت الماضي، وهي شديدة الشبه بالإنسان، فهى ذات جذع مُنتصب وإذا قُطع رأسها ماتت، وإذا تعرّض قلبها لصدمة قوية هلكت «الجُمّارة»، أيضاً منها الذكر والأنثى، وقد استرسلت هذه الدراسة بالتفصيل، فى كل ما يتعلق بزراعة النخيل، وأنواعه وإنتاجه وأنواع التمور، وكيفية وأوقات الزراعة، وأنواع الفسائل والرى والتسميد والرعاية والعناية بالنخيل.
 
المشروع القومي للنخيل
 
وخلال السنوات الـ 20 الماضية، كانت هناك محاولات لإعادة الاهتمام بزراعة النخيل فى مصر، بعد أن تسببت سوسة النخيل الحمراء، فى الفتك بأعداد كبيرة منها، وكان من أهم هذه المحاولات على المستوى الرسمي، إنشاء المعمل المركزى لزراعة النخيل، ومن المحاولات الشعبية والمدنية، اهتمام المهندس الزراعي جمعه طوغان، بقضية النخيل طوال السنوات الماضية، حتى أنه قام بتأليف موسوعته العلمية عن النخيل فى مصر، ثم اهتم بمشروع زراعة 20 مليون نخلة، وطاف بالقرى والمراكز والنجوع والمحافظات، للتذكير بقيمة وإنتاج وفوائد هذه الشجرة الطيبة، وفى النهاية كانت أعظم ثمرات نجاحه وتتويج عمله بالنجاح، عندما بدأت مصر فى إنشاء أكبر مزرعة للنخيل فى العالم بشرق العوينات.
 
أحد المسئولين خلال متابعة زراعة النخيل
أحد المسئولين خلال متابعة زراعة النخيل
 
فسائل نخيل سعودية لمصر
 
كانت قد وصلت إلى مصر، منذ أيام، أول شحنات فسائل النخيل السعودية، من الأنواع عالية القيمة،  لدعم المشروع القومى، بزراعة 2,5 مليون نخلة، وأن هذه الشحنة الأولى ضمن 500 ألف فسيلة،  تعاقدت عليها مصر من أنواع المجدول والصقعى والسكرى وعجوة المدينة، وأنه سيتم زراعتها فى 38 الف فدان بشرق العوينات، وأن مصر قد تعاقدت على شراء 100ألف فسيلة أخرى من مزارع ولاية كاليفورنيا الأمريكية،وسوف تصل خلال 25 يوماً.

حلايب وشلاتين والواحات
 
كان الجهاز التنفيذى لمشروعات التنمية، «مشروع البحر الأحمر» بالتعاون مع مركز أبحاث تطوير النخيل، قد قام بزراعة 5 أفدنة بأنواع النخيل البرحى والمجدول والخلاص، وهى من الأصناف العالمية فائقة الجودة، بالإضافة إلى الصنف السكوتى المصرى، وذلك بوادى حوضين بالشلاتين، ضمن أنشطة مشروع الخطة المتكاملة لتنمية حلايب وشلاتين.
 
 
وقال الدكتور عز الدين جاد الله، مدير المعمل المركزى لأبحاث وتطوير النخيل، إن هذه هى المرة الأولى لزراعة هذه الأصناف بمنطقة الشلاتين،  وهى خطوة واعدة لتجربة هذه الأصناف واستغلال الظروف المناخية لمنطقة الشلاتين، والتى تشابه إلى حد كبير، الظروف المناخية لأماكن زراعة النخيل بالمملكة العربية السعودية، وأضاف مدير المعمل المركزى للنخيل، أن فرع المعمل بالواحات البحرية،  قام بتنظيم يوم حقلي بمنطقة القصعات بالواحات، بحضور عدد من المزارعين وأصحاب مزارع النخيل، وأضاف جاد الله أن المحاضرات النظرية تناولت تأثير عملية الري على الإصابات الحشرية وخاصة سوسة النخيل الحمراء، مع شرح لأهم الآفات الحشرية الأخرى، التي تبدأ في النشاط مع خروج النورات الزهرية، مثل ثاقبة العراجين ودودة البلح الكبرى وكيفية استخدام وسائل المكافحة الحيوية، وأيضا تعليم المزارعين كيفية معالجة  النخيل المصاب بحشره سوسة النخيل الحمراء، للوصول إلى ثمار ذات جودة متميزة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق