الانسان المصرى الجديد 2
السبت، 06 أبريل 2019 10:22 ص
أنت الآن تلعب لعبة الكترونية ، و لديك حياتان...و خسرت الأولى. ها أنت تبدأ من جديد ، و تلك فرصتك الأخيرة، كيف سيختلف أداءك ، تلك المرة لن تتوقف لتأخذ تلك الهدية التى تبين لك فى المرة السابقة أنها قنبلة ، و ذلك الهيكل العظمى المخيف ، ما هو إلا صديق يريد أن يرشدك حتى لا ينتهى بك الحال إلى مآله..
هكذا هى الحياة ، اليوم هو الأول فى حياتك الجديدة ، ولتغير مصيرك يجب أن تختلف رؤيتك لكل ما حولك ، فالأشياء ، و الأشخاص لا يرتقون دوماً إلى توقعاتك . أنت سيد قرارك ، فاحذر من اختياراتك. و لا تضيع المزيد من الوقت و أنت تسير فى الاتجاه الخاطئ.
اتبع الخريطة ، لكن قبل أن تبدأ عليك أن تتأكد " أنك تحمل الخريطة الصحيحة " كما ينصح ستيفن كوفى، و يوضح كوفى أن كل المؤثرات التى تحيط بحياتنا كلها تؤثر دون أن ندرى على الصورة الذهنية التى نرى بها ما حولنا، و تلك التصورات الذهنية بدورها هى مصدر سلوكنا و توجهاتنا. و كلما أصبحنا أكثر وعياً بتصرفاتنا الذهنية أو خرائطنا،تمكنا من تحمل مسئولياتنا تجاه تلك التصورات الذهنية، و تفحصناها بدقة ، و اختبرنا مدى واقعيتها، وكلما استمعنا للآخرين بعقل متفتح ، كلما اتضحت لنا الرؤية و أضحت أكثر موضوعية.
و لقد أكد توماس كون فى كتابه "The structure of scientific revolutions" أن أى إنجاز علمى تحقق على مر التاريخ إنما انطلق من الخروج على مناهج التفكير القديمة و التصورات الذهنية القديمة ، فنجد كوبرنيكوس يقول أن الشمس هى مركز الكون بعد أن كان مسلماً بأنها الأرض ...
بعد أن هيأت ذهنك للتغيير، إليك أول خطوات التغيير على لسان الزعيم الراحل أنور السادات كما جاء فى كتابه البحث عن الذات،و التى وجدتها داخل الزنزانة 54 في سجن قره ميدان. كان يعيش وحدة رهيبة فى محبسه حتى سمحوا بدخول الكتب و المجلات فأخذ يقرأ و يقرأ حتى وجدها ...وجد ذاته التى طالما كان يبحث عنها.
و هكذا يقول السادات " لا شئ مثل المعاناة يصقل النفس ويزيل عنها الصدأ ...وقد تكشف لى أنى بطبعى و تكوينى أحب الخير و أن الحب هو الدافع الحقيقي لكل ما أفعل و بدون الحب لا أستطيع فعلاً أن أعمل.
لقد منحنى الحب اليقين و الثقة الكاملة فى نفسي و فى كل شئ حولى ، فحبى للكون مستمد من حبى لله تعالى، و مادام الخالق صديقى ففيم الخوف من البشر؟ إنه هو الذى يملك أمرهم و أمر الوجود كله.بهذا الإحساس الذى أصبح جزءاً لا يتجزأ منى، و الذى كان كذلك طوال حياتى ولكن دون أن أعيه وعيا كاملاً،ارتفعت فوق المكان و الزمان فى الزنزانة 54 فلم يعد المكان الزنزانة ذات الأربعة جدران ، بل اتسع بحيث شمل الكون كله ، أما الزمان فلم يعد له وجود بعد ان دخل قلبى حب سيد الكون، فاستولى على و أصبحت أشعر أنى أينما كنت فأنا منه قريب. "
"أصبح صديقي الذى تملا صداقته كل كياني و تملأ فراغ الزنزانة هو الله منبع الحب و الخير والوفاء و كل ما يجعل قوته شريفة ، فقد كنت معه أحبه و أعبده فى كل ما خلق ، كم أصبح كل شئ مصدراً للبهجة و السعادة فالكل أصدقائي لأن الكل من صنع الله ، الشجرة التى أراد لها ان تكون فكانت و الحبة التى تنبت بإرادته التى هى حبه ، و الزهرة و الجبل و الثمرة و الجذور و الفرع و البشر على مختلف ألوانهم و طباعهم ، كل ما فى الوجود أصبح موضع حبي لإنه كان مثلى كان و يكون بحب الله و بحبه لله."
الخطوة الاولى إذن أن تجعل الله يملأ قلبك ،فالله موجود فى كل ما حولنا ، ما علينا إلا أن نفتح قلوبنا لنراه..
و إلى أن نلتقى فى المقال القادم، لنتعرف على الخطوة التالية ، فلتبدأ حياتك الجديدة بواحدة من أفضل العبادات ، ألا و هى حسن الظن بالله ، و لتجعل الله عاملاً مشتركاً فى كل معاملاتك و كل تعاملاتك. افتح قلبك."
يقول تعالى :< و اذا سألك عبادي عني فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان > صدق الله العظيم