الجيش الليبي يواصل تقدمه نحو العاصمة.. طرابلس بين تحرك دولي للتهدئة وعزم على التطهير
الجمعة، 05 أبريل 2019 04:00 م
يخوض الجيش الوطني الليبي معركة تطهير جديدة، وإن كانت الأخطر والأبرز، في العاصمة طرابلس، حيث يواصل تقدمه لتطهيرها من قبضة الإرهابيين والمسلحين، وفرض هيبة الدولة وتوحيد المؤسسات السيادية، وتمكينها من ممارسة عملها بعيدا عن بطش الجماعات والكتائب المسلحة التى تسيطر على العاصمة.
وفي أول انتصارات بمعركة دائرة، بدأت بإعلانها من قبل القائد العام للجيش الليبى المشير خليفة حفتر، لتطهير العاصمة طرابلس من قبضة الجماعات الإرهابية والكتائب المسلحة، سيطر الجيش على مدينتى صرمان وغريان غرب البلاد.
وبالتزامن مع تقدم قوات الجيش الليبى نحو العاصمة طرابلس، وصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس إلى مدينة طبرق الليبية شرق البلاد، صباح اليوم الجمعة، للقاء رئيس مجلس النواب الليبى المستشار عقيلة صالح، لبحث تطورات الأوضاع الأخيرة فى المدن الليبية.
وتواجه قوات الجيش الليبى تحديات كبيرة تصعب مهمة دخوله إلى العاصمة طرابلس أبرزها محاولة بعض الأطراف والمكونات فى المنطقة الغربية لحشد الطاقات وتحويلها إلى حرب قبلية، وذلك بسبب الخلافات بين قبائل برقة وطرابلس التاريخية واختلاف الرؤى لدى الطرفين.
وقال المتحدث الرسمى باسم مجلس النواب الليبى عبدالله بليحق ان تطورات الأوضاع العسكرية فى البلاد والملتقى الوطنى الجامع من أبرز الملفات التى سيناقشها الأمين العام للأمم المتحدة مع رئيس البرلمان الليبى المستشار عقيلة صالح، كما سيلتقى القائد العام للجيش الليبى المشير خليفة حفتر فى مدينة بنغازى، لبحث التطورات العسكرية فى المنطقة الغربية والترتيبات النهائية للملتقى الوطنى الجامع الذى ستحتضنه مدينة غدامس الليبية منتصف الشهر الجارى.
كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش قد أكد فى تغريدة له عبر موقع التدوينات المصغرة "تويتر" أنه يسعى لتجنب المواجهات العسكرية فى الأراضى الليبية، مشيرا إلى أنه لا يوجد حل عسكرى للأزمة الليبية.
وأعربت الخارجية المصرية، مساء الخميس، عن بالغ القلق من الاشتباكات التي اندلعت منذ صباح اليوم في عددٍ من المناطق الليبية، وناشدت جميع الأطراف ضبط النفس ووقف التصعيد، وأكدت على موقف مصر الثابت والقائم على دعم جهود الأمم المتحدة والتمسُّك بالحل السياسي كخيار وحيد للحفاظ على ليبيا وضمان سلامة ووحدة أراضيها وحماية مقدرات شعبها وثرواته من أي سوء، مع التأكيد على ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب واجتثاثه من كافة الأراضي الليبية.
في الوقت ذاته، قالت الرئاسة الروسية، الجمعة، إن موسكو ليس لديها خطط لتقديم الدعم للقائد العسكرى الليبى حفتر، مؤكدة أن موسكو لا تلعب أى دور في الأحداث الليبية الراهنة.
بدوره بارك رئيس مجلس النواب الليبى بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة (وفق الإعلان الدستورى) المستشار عقيلة صالح العمليات العسكرية التى تنفذها القوات المسلحة من أجل تحرير كافة المدن والمناطق الليبية من الإرهابيين والمتطرفين ومن يهددون أمن وسلامة الوطن والمواطنيين.
ودعا المستشار عقيلة صالح كافة المواطنيين لدعم تحركات قوات الجيش الليبى والالتفاف حول أبنائهم من منتسبى المؤسسة العسكرية ودعمهم والوقوف معهم لبسط الأمن فى كافة المناطق والمدن التى تدخلها، مؤكدا أن قواتهم تمد أيديها لكل أبناء الشعب الليبى والهدف من هذه العمليات هو بسط أمن الوطن والمواطن، وفرض القانون عبر الأجهزة القضائية وليس لتقييد الحريات أو سلبها.
واختتم المستشار صالح تصريحاته بالتأكيد على أن العملية العسكرية التى يقوم بها الجيش الليبى تهدف لحفظ الممتلكات العامة والخاصة دون المساس بأحد.
وأكد مراقبون أن القوات المسلحة الليبية تحتاج لإبرام تحالفات عسكرية مع كيانات مسلحة فى المنطقة الغربية، وذلك لدخول عدد من مدن المنطقة الغربية بشكل سلمى دون الانخراط فى معارك مسلحة تستنزف قدرات الجيش الوطنى الليبى.