علاج الوهم على الفيس بوك في سم قاتل.. 3 أدوية على «السوشيال» للنصب على المواطنين
الجمعة، 05 أبريل 2019 12:00 مهبة جعفر
«الصمغ العربي يعمل علي علاج القولون والأعصاب والتحسيس وشد ترهلات الجسم.. فله مفعول السحر لكل أمراض الجسم».. كلمات وعبارات كبيرة تصاحب الإعلان عن بيع منتجات من الطبيعة تمتلئ بها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لعلاج الأمراض المزمنة وبيع الوهم للمواطنين في صورة كلمات براقة تنتهي جميعها أما بزيادة المرض أو في الأقل الأحيان ضياع الأموال دون فائدة تذكر.. ورغم التقدم العلمي مازالت الخرافات والعلاج بالأعشاب يسيطر على المصريين ويجذبهم وهو ما نرصده من خلال هذا التقرير.
نخاع أنثي الجمل لشعر كثيف
من أكثر العلاجات المنتشرة علي صفحات الفيس بوك من أجل علاج تقصف الشعر وسقوطه وضعفه وحملات الإعلانات عن المنتج وصفه بأنه «يعنى نخاااع خااام عليها إضافات هامة جدااا لكل أنواع الشعر وهى الآتي، الكولاجين والخروع واللانولين وزيوت طبيعية لها فائدة ممتازة في علاج الشعر من هيشان وتقصف و يكثف الشعر بشكل ملحوظ ويجعله صحي وقوي واكثر لمعانا.يعنى من الاخر نخاع مش مطور وبس لا وساحر كمان.. أنتي للأسف أهملتي في شعرك وبقي جاف وكله مجعد ومتقصف طيب جربى كده نخاع أنثي الجمل المعالج مكوناته طبيعية 100% نخاع أنثى الجمل الخااام ،كولاجين شعر، لانولين، خروع جامايكى، زبدة شيا درجة اولي، زيت ارجان مغربى اصلى 100%».
انخدعت «ندي،ا» بهذه الكلمات وسارع بطلب المنتج من على صفحة بالفيس بوك وبعد أقل من مرتين من الاستخدام تسبب الدهان في إصابتها بالحساسية بفروة الرأس والعينين وانتفاخ بالوجة. وأضافت صديقتها رنا: «ندى أخذت أدوية كورتيزون ومحاليل وتنفس صناعي ومفيش نتيجة ومازالت تخضع للعلاج.. بلاش تشتروا حاجة مجهولة المصدر أرجوكم».
الصمغ هو من المواد التي يطلق عليها اسم «بريبيوتيك»Prebiotic والتي تقوم على تغذية البكتيريا النافعة في القولون وتشمل خصوصا الألياف الغذائية غير الذائبة في الماء، الصمغ العربى عبارة عن إفرازات تخرج من جذع شجرة معروفة علميا باسم «Acacia senegal» وهى موجودة فى الصومال والسنغال والسودان، ويستخدم فى صناعة الأغذية والأدوية كعامل مستحلب، ومعلق ومثبت فى المستحلبات، وعامل رافع للزوجة ليعطى القوام اللزج والسميك لبعض الصناعات الغذائية، وبعض المستحضرات الدوائية والصيدلية، ومستحضرات التجمي.
ومنذ فترة قريبة بدأ الترويج للصمغ العربى كعلاج لبعض الأمراض منها زيادة الوزن والسكر، وأخيرا الفشل الكلوى.
يقول الدكتور علي عوف ، رئيس شعبة الأدوية أن الصمغ العربى يحتوى على سكريات متعددة « polysaccharides»، وهى من النوع غير القابل للهضم، فيمر فى الجهاز الهضمى دون أن يتأثر بعملية الهضم، فيعتبر من الألياف غير القابلة للهضم،مشيرا إلي أن هذا النوع من الألياف كما أثبتت بعض الأبحاث تساهم فى زيادة حركة القولون، فيساعد مرضى الإمساك المزمن، كما أن هذا النوع من الألياف ينظم امتصاص السكريات والدهون من الأمعاء، كما أثبتت بعض الدارسات قدرته فى زيادة إفراز العصارة الصفراوية المسئولة عن هضم الدهون، وأثبتت بعض الدراسات قدرته فى خفض الوزن وتقليل نسبة الكولسترول.
ولم يكن ذلك التحذير الأول من الصمغ العربي، فقد سبقه تحذير من الهيئة العامة للغذاء والدواء بشأن انتشار شائعات تخص استخدامات الصمغ العربي في علاج بعض الأمراض.
وأوضحت الهيئة أن الادعاءات الواردة بأن الصمغ العربي يفيد في التخلص من مشاكل القولون والفشل الكلوي والسكري غير مثبتة علميًا، وليست مجازة من الغذاء والدواء.
وقالت الهيئة إن الصمغ العربي يستخدم مضافًا غذائيًا، والادعاءات المذكورة حول علاجه لكل تلك الأمراض غير مثبتة بأسانيد ودراسات علمية موثقة، وليست مجازة من الهيئة العامة للغذاء والدواء.
شرب بول الإبل
يعد أحد الموروثات الخطيرة، والتي تنتشر بين بعض المصريين خاصة المحافظات البدوية لعلاج فيروس سيء وبعض أمراض الكبد، إلا أن العلم الحديث أثبت أنها خرافة تضر الجسم كثيراً بسبب احتواء بول الإبل على نسبة عالية من الأملاح، وهو ما يتسبب في الاستسقاء واحتباس السوائل في الجسم.
ومن جانبه أوضح عوف، إن الادعاء بقدرة بول الحيوانات، خاصةً الإبل في معالجة الأمراض، مجرد خرافات يروّجها باعة تلك الحيوانات للحصول على مكاسب أكبر، موضحا أن لبن الإبل بالفعل له الكثير من الفوائد، وليس بولها، حيث أكد عدد الأبحاث إمكانية أن تحل ألبان الإبل محل الأغذية المختلفة من فواكه وخضراوات، وذلك لما تحتويه من فيتامينات ومعادن بكميات مضاعفة تفيد الإنسان، ويمكن أن تعوضه عن الخضراوات الورقية والفواكه، خصوصًا لسكان البادية، الذين لا يجدون مثل هذه الخضراوات، إضافة إلى احتوائه على إنزيم الليزوزيم، الذي يجعله سهل الهضم في المعدة، كما أنه يساعد مرضى الجهاز الهضمي في سهولة هضم الطعام والشفاء من أمراض القرح والسرطانات الخاصة بالمعدة.
وأضاف «رئيس غرفة شعبة الأدوية»، أن بول الإبل له العديد من الفوائد، لاحتوائه على بعض العناصر الغذائية المهمة، وتستخدمه العديد من شركات الأدوية في صناعة بعض الأدوية، لكن شربه دون تحضيره كيميائيًا يضر، وليس له أي فوائد.
وأوضح محمود فؤاد، مدير مركز الحق في الدواء، أن هناك 3 محاور لابد من العمل عليهم للحد من استخدام هذا العلاج الوهمي، ومنع تداوله بين الناس، الأول هو المحور الإعلامي، حيث لابد من التوعية الجماهيرية بخطورة التعاون مع هؤلاء الأشخاص، أما المحور الثاني هو تفعيل دور المجتمع الطبي، في الرد على تساؤلات المواطنين، وتوضيح ما هي الأدوية الصحيحة، من الوهمية، مفيدا أنه لا يجب استخدام أي علاج إلا إذا تم عمل بحث متكامل من مجموعة من المتخصصين، ويكون هناك عملية إحصاء توضح نسبة النجاح لهذا العلاج.
أما المحور الثالث هو، دور الأجهزة الرقابية والإدارية، عن طريق إصدار تشريع قوي يمنع تداول هذه الإعلانات، ويعاقب كل من يخدع الناس في العلاج الوهمي سواء كان عن طريق الصمغ الطبي، أو استخدام العصا، أو الحجامة، ويعاقب كل شخص يقوم بممارسة الطب وهو غير مؤهل، لأن ذلك يعد متاجرة بآلام المرضى، بسرعة إصدار هذا التشريع وتفعيله بشكل صارم، وتكون العقوبات مشددة على كل من يبيع هذه الأدوية غير المرخصة.
أما دكتور محمد سعودى ، وكيل نقابة الصيدلة، قال أن هناك فوضى عارمة في مجال الصحة، حيث لا يوجد جهة خاصة لمتابعة ما يحدث في الشوارع ومواقع التواصل الاجتماعي، من نصب على المرضى، وإقناعهم بالعلاج عن طريق مركبات وهمية لا تشفي بل أنها ممكن أن تتسبب في موت المريض، ولا يوجد جهاز رقابي وأمني على الخدمات القاتلة والصحة"، مؤكدا أنه لا يوجد شيء يسمى بالطب البديل في هذا العالم، ولا يعتبر أي دواء علاجا إلا بعد إثبات أنه طريقة للشفاء بطرق علمية صحيحة يقوم بها المتخصصون والعلماء.