واشنطن تخير أنقرة بين إس 400 أو الطرد من الناتو

 

وتصاعد الخلافات مجددًا أمس بعدما حذر مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي من شراء المنظومة الدفاعية الروسية قائلاً «على تركيا أن تختار. هل تريد أن تظل شريكا مهما في أنجح تحالف عسكري في التاريخ أم أنها تريد أن تهدد أمن هذه الشراكة باتخاذ مثل هذه القرارات المتهورة التي تقوض تحالفنا؟».

 

وهدد بنس تركيا صراحة بأن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي حين تسعى دولة عضو في حلف الناتو إلى شراء السلاح من عدو، وجاءت تصريحات بنس خلال حدث خاص بحلف الأطلسي في واشنطن قبل ساعات من انطلاق احتفالات الناتو بالذكرى السبعين لتأسيس الحلف العسكري في واشنطن.

 

ولكن يبدو أن تركيا مستمرة في الصفقة، حيث أكد وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو في وقت سابق أن بلاده لن تتراجع قائلاً إن الاتفاق مع موسكو في هذا الشأن صفقة منتهية، مبينا أنه لا يمكن إجبار تركيا على الاختيار بين الغرب وبين روسيا، وقال نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: «ينبغي أن تختار الولايات المتحدة، هل تريد أن تظل حليفا لتركيا أم تخاطر بصداقتنا من خلال تعاونها مع الإرهابيين لتقويض دفاع حليفتها في الناتو ضد أعدائها؟».

 

وكانت أمريكا أعلنت في مارس الماضي، عن إلغاء مزايا تجارية تستفيد منها تركيا بموجب برنامج لدعم الدول النامية، ما مثل ضربة جديدة لتجارة أنقرة الخارجية، في قرار يبدو أنه للضغط على أنقرة فيما يخص صفقة أس 400.

 

برنامج الدعم التجاري كان يتيح للدول المستفيدة منه مثل تركيا إعفاء بعض صادراتها من الرسوم الجمركية الأمريكية شريطة تلبية معايير معينة مثل: «مكافحة عمالة الأطفال واحترام حقوق العمال المعترف بها دوليا واحترام الملكية الفكرية وإتاحة الوصول العادل للصادرات الأمريكية».

 

الضربة الاقتصادية التي اقدم عليها ترامب لتركيا، اعقبها في ذلك مؤشرات تعمق التوتر مع تركيا على خلفية صفقة أس 400، حيث قدم أربعة نواب في مجلس الشيوخ الأمريكي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي مشروع قانون الأسبوع الماضي لمنع توريد المقاتلة الأمريكية الشبح إف35- لتركيا ما لم تتراجع عن الصفقة الروسية، وأوقفت وزارة الدفاع الأمريكية في وقت سابق من الأسبوع الحالي تسليم مواد متعلقة بالمقاتلة الأمريكية لتركيا، وأعلنت أنها تبحث بدائل في حال إخراج أنقرة من قائمة مشتري الطائرة.