الطبيب لم يفلت من «كوليرا اليمن».. خطفت روحه قبل علاج المصابين
الثلاثاء، 02 أبريل 2019 06:00 م
قبل أن يستكمل مشواره وحلمه في القضاء على مرض الكوليرا باليمن، الذي ظل لسنوات يكافحه، راح الطبيب اليمني محمد عبد المغنى ضحية للمرض اللعين، بعد أسبوعين من وصفه لزيادة انتشار الوباء بالكارثة الإنسانية.
وكان عبد المغني يعمل في مركز مؤقت لعلاج حالات الإسهال في فناء مستشفى بصنعاء، حيث كان يستقبل ما بين 120 و250 حالة حادة كل يوم، ويقضى أكثر أوقاته لعلاج المرضى المصابين بهذا الوباء.
يعاني اليمن ثالث انتشار كبير لمرض الكوليرا، الناجم عن عدوى بكتيرية تنتقل عن طريق الماء، منذ تفجرت الحرب عام 2015 وتسببت في أشد الأزمات الإنسانية إلحاحا في العالم ودفعت بعشرة ملايين شخص إلى حافة المجاعة، حيث تقول الأمم المتحدة، إن "الوباء ينتشر كالنار في الهشيم"، وسجلت 110 آلاف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا و200 حالة وفاة موضع اشتباه في ثلاثة أشهر.
من جهته، قال الطبيب إسماعيل منصوري، الذي كان يعمل جنبا إلى جنب مع عبد المغني: "المركز سمح خلال أسبوعين بدخول أكثر من ألف مصاب بالوباء، وحصل ضغط كبير.. وحاجة ماسة جدا لتجهيزات، من محاليل ومضادات حيوية".
وتتسبب الكوليرا في حالة إسهال شديد وفقدان السوائل ومن الممكن أن تؤدي إلى الوفاة خلال ساعات، وأكثر الفئات عرضة للخطر، هم الأطفال وكبار السن.
وانتشرت الكوليرا في ظل الحرب التي بدأت قبل أربع سنوات، عندما أعلنت حركة الحوثي المتحالفة مع إيران تمردها على الحكومة اليمنية، بسيطرتها على صنعاء، وهو الأمر الذي يرفضه الجيش اليمني المدعوم من التحالف العربي.
ويؤكد الخبراء أن سبب انتشار الوباء يعود إلى خروقات وانتهاكات الميليشيات الحوثية التي أعاقت نظام الرعاية الصحية، الأمر الذي دفع الناس للسفر مسافات طويلة طلبا للرعاية الطبية.