قصة منتصف الليل.. زوج نهى يبيع جسدها ليسدد ديونه
السبت، 30 مارس 2019 11:00 م
وقفت ترتعش بجسمها الهزيل، أمام قاعة محكمة زنانيري للأسرة، تعبث في حافظة مستندات حملتها كأنها دست فيها سنوات عمرها التي ضاعت مع رجل فقد كل معاني الرجولة، واختار أن يبيع «جسد» زوجته ليسد ديونه ويخرج من أزمته المالية حتى ولو على حساب شرفه ونخوته.
لم يخطر يوما في بال «نهى» صاحبة الـ30 عاما، أنها ستنهي حياتها الزوجية مع الرجل الذي اختاره قلبها، بعدما عاشت قصة حب على مدار 3 سنوات كاملة، وزاوج دام طوال 7 أعوام، بقضية خلع، بعدما قرر زوجها «هاني» 33 سنة، أن يتاجر بجسدها ليعوض خسارته لأمواله وشركته وينجو من السجن.
الزوجة الشابة حكت روايتها قائلة: «كان زوجي يمتلك شركة لبيع للأدوات الكهربائية، إلا أن الكساد الذي ضرب السوق، أدى لإفلاس شركة زوجي، بدأت الديون تحاصرة وخسر كل أمواله ولاحقه الدائنون، بسبب إيصالات الأمانة والشيكات التي كان يحررها للتجار وشركات الموردين، بات قريبا من السجن، إذا لم يسدد ديون الدائنين».
حاولت نهى أخذ نفس عميق قبل أن تعبث داخل حافظة مستندات القضية، وارتسمت على ملامح وجهها، علامات الارتباك والخجل الذي فسرته كلماتها التي أكملت بها حكايتها: «بعد محاصرة زوجي بالديون، لم يجد أمامه حلا إلا جسدي» قالتها بكل حزن، وأكملت: «نعم لم يجد حلاً لمصيبته وأزمته إلا التجارة في جسدي، وتفتق ذهنه إلى حيلة غريبة لاستغلالي لجني أموال طائلة تمكنه من حل أزمته المالية وتخطي خسارته، لم تتحملها أعصابي وانهرت بعدما تحدث إلي بكل حنان، طالبا مني أن يقوم بتصويري في أوضاع مثيرة، بملابس ساخنة وأيضا عارية، ويبيعها مقابل مبالغ مالية كبيرة».
بصوت مرتعش تابعت: «نزلت كلمات زوجي عليَّ كالصاعقة، ولم تتحمل أعصابي ما قاله وطلبه مني، فأنا زوجته وأم أولاده وحبيبته التي تزوجها بعد قصة حب، وظننت أنه يختبرني في أول الأمر، ليعرف مقدار شرفي وحبه في قلبي، إلا أن تأكيده لي بأنه ليس أمامه إلا هذا الحل وأنه لن يظهر وجهي في الصور التي سيلتقطها لي وسيكتفي فقط بجسدي ومفاتنه، فظننت أنه فقد عقله بسبب محاصرته بالديون، لكنه للأسف كان مدركًا لما يقول، ولأول مرة أكتشف أن زوجي ماتت فيه نخوته ورجولته، ولديه استعداد لأن يبيع حتى شرفه ويتاجر في أي شيء حتى شرف زوجته من أجل تعويض خسارته وسد ديونه واستعادة تجارته مرة أخرى».
وبدموع ملأت وجهها ونظرة عين كسرتها خذلان حبيبها، أكملت حكايتها: «أخبرت زوجي برفضي لعرضه وثورت على استغلاله لي وعرضي كبضاعة رخيصة لأصحاب الشهوات، وطلبت الطلاق، إلا أنه ثار علي واتهمني بأني أتخلى عنه في أزمته وفي أشد أوقات احتياجه لي لأقف بجواره في شدته، وأني أنانية ولا أفكر فيه وفي مصير أولادنا إذا دخل السجن بسبب ديونه، فتصديت له وأعلنت إصراري على رفضي بيعه لجسدي مقابل أموال حرام، إلا أنه ثار علي وأنهال ضربا على كل أنحاء جسدي، وقرر الانتقام مني بعد أن هددته بفضحه أمام أهلي وأهله، فأصبح كالمجنون ولم يتركني إلا والدماء تنفجر من وجهي وكل مكان في جسدي، وبعد أن أفقت من العلقة الساخنة التي كانت من نصيبي، استغللت فرصة عدم وجوده في المنزل، وتركت له البيت وذهبت لبيت أهلي».
وبكل حزن أكملت حكايتها، بعد اقتراب موعد جلستها أمام المحكمة «قررت اللجوء إلى محكمة الأسرة، بعدما تأكدت أن زوجي لن يتراجع عن فكرته، وتقدمت بطلب إلى مكتب تسوية المنازعات الأسرية بالمحكمة لتطليقي منه طلقة بائنة للخلع، مقابل تنازلي عن كافة حقوقي المالية والشرعية، لكنه بمجرد علمه بأمر قضية الخلع، راح يشيع عني بين الجيران والأهل والأقارب والأصدقاء، أني امرأة سيئة السمعة وأني على علاقة عاطفية أثمة مع أحد الأشخاص، وكان الأصعب محاولته تلفيق قضية زنا لي بمعاونة أحد أصدقائه، لكن كان الجميع يبادره برد واحد ويجيبونه بأنه إذا كنت سيدة بهذه الخلق السيئة ولم أحفظ عشرته وشرفه.. لماذا لم يبادرني هو بالطلاق ويزال مصرا على بقائي على زمته؟».