قصة منتصف الليل.. عاشرت أفعى وفشلت مع زوجها
الثلاثاء، 26 مارس 2019 11:00 م
خرجت «سامية» من منزلها والدموع تملأ عينيها متوجهة إلى الرجل الصالح الذى وصفه لها أحد معارفها بأن لديه حل مشاكلها مع زوجها باستخدام السحر وعندما وصلت إليه جلست أمامه وبدأت تقص عليه ما بها، فالزوجة الثلاثينية تزوجت من أجل أهلها وكسب رضاهم ولكنها عانت كثيرا من بخل زوجها عليها وعلى طفلهما فكان يرفض شراء أبسط الأشياء رغم قدرته المادية وراتبه الكبير كموظف فى إحدى شركات البترول.
حاولت كثيرا إصلاح هذا العيب المميت فى شخصيته ولكن دون جدوى با إزداد الأمر سوءا فأصبح يضربها ويوبخها إذا تمادت فى الحديث عن متطلبات المنزل والطفل، وعندما لجأت لأهلها لينقذوها مما تمر به نصحوها بتحمل زوجها وعيوبه أيا ما كانت هذه العيوب، فالأسرة البسيطة لا تستطيع التدخل فى حياة الزوجين خوفا من تفاقم الأزمة وقرروا تعنيف «سامية» لتتحمل زوجها وألا تتسبب فى مشاكل إضافية.
عادت «سامية» خائبة الرجاء إلى منزلها وحاولت التأقلم على الوضع ولكنها كانت دائما ما تظهر للجميع بعيون دامعة إلى أن سألتها جارتها عن سبب حزنها المستمر فقصت عليها معاناتها مع زوجها فنصتحها باللجوء إلى السحر فهو الحل الوحيد لمثل هذه المواقف وأخبرتها بضرورة اللجوء إلى عجوز متمكن من استخدام السحر إلى أن جائت إليه بالفعل.
التزم العجوز الصمت قليلا وبعدها طمئنها بأن كل الأمور ستكون على ما يرام ولكن لديه شرط وحيد وهو أن تأتى إليه بأسنان ثعبان على أن تخلع الأسنان من فم الثعبان بيديها دون اللجوء لأحد وذلك ليكون مفعول السحر يأتى لها بالغرض المطلوب، فاستغربت الزوجة طلب العجوز وأخبرته بأنها ستلبى طلبه فى أقرب وقت ممكن، وتوجهت إلى أسواق بيع الحيوانات وأخذت تسأل هنا وهناك عن شراء ثعبان لديه أسنان وقرأت العديد من الكتب لكيفية التعامل مع الثعابين وتربيتهم ليعتادوا عليها وتستطيع خلع أسنان الثعبان إلى أن جاءت به، وأخبئته فى مكان لا يعلمه أحد وظلت تعتنى به وتراعيه ليعتاد عليها إلى أن استطاعت خلع أسنانه بهدوء وهو الأمر الذى استمر لعدة أشهر.
وبعدها ذهبت إلى العجوز من جديد وبيدها أسنان الثعبان وطلبت منه إتمام السحر الذى اتفقا عليه سويا فى حال تلبيتها طلبه، فوقف مذهولا وصاح فى وجهها «يعنى انتى ربيتى تعبان وخلتيه يتعود عليكى ويلبى طلباتك لحد ما قدرتى تخلعى سنانه ومش قادرة تخلى جوزك يتعامل معاكى بالطريقة اللى انتى عايزاها وتروديه يعنى جوزك ولا التعبان أخطر وأصعب .. أكيد فكرتى فى انك التعبان ممكن يموتك أو يأذيكى لكن مع ذلك أصريتى على تربيته وخلع أسنانه فأكيد الأسهل بكتير هو انك تتعاملى مع جوزك».
التزمت «سامية» الصمت وأدارت وجهها وخرجت دون التعليق بكلمة، وتوجهت إلى منزلها وهى تفكر فى كيفية تدبير حياتها مع زوجها وتغيير حاله ليلبى طلباتها وطفلهما فهو الأمر الذى بالتأكيد أسهل من تربية الثعابين.