ما وراء العقوبات الأمريكية على إيران؟.. صفقة جديدة وتقويض نفوذ
الأحد، 24 مارس 2019 09:00 م
مؤخرا هدد المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي باستهداف الوجود الأمريكية في المنطقة، قائلًا أن الصواريخ الإيرانية قادرة على استهداف جميع القواعد العسكرية فى المنطقة. الأمر لم تقبله الإدارة الأمريكية وردت وزارة الخزانة الأمريكية، بعقوبات جديدة على طهران شملت، 14 فردا و17 كيانا، منها منظمة البحوث الدفاعية والابتكار.
وقالت الوزارة إن "العقوبات فرضت بسبب برنامج طهران لأسلحة الدمار الشامل". وأبرز هؤلاء كان محسن فخري زادة رئيس برنامج الأسلحة النووية الإيرانى وبرنامج Amad، والذى قام بتأسيس منظمة الابتكار والبحث الدفاعى الإيرانى فى فبراير 2011.
وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، قال إن بلاده ستكون متشددة جدا في تصميمها على منع إيران من التحرك لتطوير أسلحة دمار شامل.
واعتبر مراقبون تلك العقوبات آخر الخطوات الأمريكية ضمن استراتيجية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والتى أعلن عنها فى أكتوبر 2018، للجم إيران وتقويض نفوذها في المنطقة، وعرقلة برنامجها الصاروخى الباليستى..
المتحدث الرسمى الإقليمى بوزارة الخارجية الأمريكية كريستيان جيمز، قال في تصريحات صحيفة إن بلاده تود أن ترى النظام الإيرانى ملتزما بشكل كامل بإجراء تغييرات جوهرية فى سلوكه التدميرى، موضحًا أن هدف بلاده من العقوبات الإيرانية يتمثل بالتفاوض على صفقة جيدة تضمن سلامة الشعب الأمريكى وتتناول النطاق الكامل لأنشطة النظام الإيرانى الخبيثة.
وتابع كريستيان: "نحن نسعى إلى التوصل إلى اتفاق يتناول النطاق الكامل لسلوك النظام الإيرانى المزعزع للاستقرار بشكل شامل - وليس طموحاته النووية فحسب، بل أيضا برنامجه الصاروخى ودعمه وتمويله للإرهاب وسلوكه الإقليمى الخبيث"، محذرا من يستأنفون العمل مع طهران، قائلًا: "تخاطر الكيانات التى تستمر فى الانخراط فى نشاط خاضع للعقوبات مع إيران بعواقب وخيمة قد تشمل فقدان إمكانية الوصول إلى النظام المالى الأمريكى والقدرة على التعامل التجارى مع الولايات المتحدة أو الشركات الأمريكية".
ورأى جيمز أن هذه العقوبات لها تأثير قوى وكنتيجة لموقف الإدارة الصارم تجاه صادرات إيران النفطية، تراجعت هذه الصادرات كثيرا إذ أصبحت جدية سياستنا فى فرض أقصى ضغط اقتصادى على إيران أكثر وضوحا، مشيرًا: "انخفضت صادرات إيران النفطية، بما فى ذلك المكثفات، من 2.7 مليون برميل يوميا فى يونيو 2017 إلى أقل من مليون برميل يوميا بعد 5 نوفمبر 2018. ونتوقع المزيد من الانخفاض فى المدى القريب. لقد توقفت أكثر من 20 دولة كانت تستورد النفط الخام الإيرانى فى العام السابق مايو 2018 عن شراء النفط من إيران".
وحول الجوانب الأخرى فى الاستراتيجية الأمريكية المرتبطة بمواجهة التموضع الإيرانى فى سوريا قال كريستيان "سبق وأن كررنا مرات عدة، إن تواجد المقاتلين الأجانب، بمن فيهم القوات التى تدعمها إيران وحزب الله، أمر غير مقبول. وتمثل مواجهة التأثير الإيرانى وإخراج كافة القوات الإيرانية من سوريا هدفا استراتيجيا طويل الأمد وسيحتاج تحقيقه إلى كامل جهودنا الدبلوماسية والاقتصادية ومبادراتنا الأخرى".