جريمة التجسس التركي (الحلقة الأولى).. وثائق سرية تكشف اختراق مؤسسات كندا
السبت، 23 مارس 2019 11:00 صطلال رسلان
يوما تلو الآخر تتكشف خيوط جريمة التجسس التركية على السفارات والمؤسسات الأجنبية في الخارج، بعدما أسقطت صحيفة نورديك مونيتور المتخصصة في كشف هذا النوع من الجرائم في حلقتها الأولى تورط أنقرة في التجسس على 92 دولة عن طريق المساجد والسفارات.
اليوم حلقة جديدة تكشفها الصحيفة الأجنبية بالوثائق السرية التي حصلت عليها من مصادرها، في جريمة التجسس التركي، حيث خطط مسؤولو السفارة التركية في العاصمة الكندية أوتاوا عملية التجسس الكبرى على منتقدي حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كندا بما في ذلك الصحفيين الذين كانوا ينشرون مجلة شهرية.
وكشفت نسخة المراسلات الرسمية التي أرسلتها السفارة في أوتاوا إلى المقر الرئيسي في أنقرة أن دبلوماسيين الأتراك جمعوا معلومات عن أنشطة نقاد أردوغان، وتوصيف منظماتهم وسرد أسمائهم كما لو كانوا جزءًا من مؤسسة إجرامية، وتم استخدام تقرير المخابرات في قضية جنائية في تركيا حيث تم احتجاز أكثر من نصف مليون شخص في المعتقلات خلال العامين ونصف العام الماضيين فقط بتهم الإرهاب الملفقة.
يكشف تحقيق مونيتو أن حملة جمع المعلومات الاستخباراتية عن النقاد ومنظماتهم من قبل السفارة التركية في كندا تتبع نمطًا مماثلًا في البعثات الدبلوماسية الأخرى التي تحتفظ بها تركيا في الدول الأجنبية.
خطوة تركيا، التي لم يسبق لها مثيل من حيث الحجم والكثافة في عملية جمع المعلومات والتجسس، أثارت ضجة في أجزاء كبيرة من العالم، بما في ذلك أوروبا، حيث تعرض الدبلوماسيون الأتراك لمزيد من التدقيق. في إحدى الحالات القصوى، أطلق المدعون السويسريون تحقيقًا جنائيًا وأصدروا مذكرات اعتقال بحق اثنين من مسؤولي السفارة التركية لمحاولتهما خطف رجل أعمال سويسري تركي كان ينتقد نظام أردوغان القمعي في تركيا.
من بين المنظمات التي تجسس عليها الدبلوماسيون الأتراك جماعة الصداقة التركية الكندية (Kanada Türk Dostluk Derneği)، وهي منظمة غير حكومية تروج للتعددية الثقافية، وتقدم دروسًا ثقافية وفنية للمجتمع، وتساعد الوافدين الجدد على الاندماج في المجتمع الكندي وتسعى جاهدة للمساهمة في السلام العالمي. ومن المنظمات الأخرى التي أدرجتها في وثيقة الاستخبارات أكاديمية النيل، التي تدير مدارس ابتدائية وثانوية تعمل وفق المنهاج المدرسي لوزارة التعليم في أونتاريو ، مع التركيز على العلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وصفت الوثائق اثنين من الصحفيين الأتراك الناقدين الذين يعيشون في كندا لسنوات عديدة، فاروق أرسلان وحسن يلماز، وعرضوا بالتفصيل أنشطتهما. هناك المزيد من الصحفيين الذين أجبروا مؤخرًا على الانتقال إلى كندا لطلب اللجوء من أجل الهرب من حملة قمع كبيرة من قبل الحكومة التركية ضد الصحفيين الناقدين والمنافذ الإعلامية المستقلة في تركيا. وفقًا لمركز ستوكهولم للحرية (SCF)، تم سجن 211 صحفياً في تركيا اعتبارًا من 14 مارس 2019 و 167 صحافيًا يواجهون أوامر اعتقال تم إجبارهم على العيش في المنفى أو البقاء طلقاء في تركيا.