هم يصرحون والعالم ينفي.. أردوغان وحكومته فى مرمى الأكاذيب
الجمعة، 22 مارس 2019 01:00 مكتب مايكل فارس
من ضمن الصفات الشخصية التى تصاحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والتى أثبتتها المواقف والقضايا العالمية والإقليمية هى "التصريحات العنجهية"، التى لا تتعدي كونها كسب تأييد الأتراك على حساب المصالح التركية فى علاقتها الخارجية، وانتقلت هذه الصفه إلى حكومته بالتبعية، فكما قيل "إن كان رب البيت بالدف ضاربا.. فشيمة أهل المنزل الرقص"، وخلال الأيام الماضية، أصدر أردوغان وحكومته عده تصريحات ليخرج كل من تناوله التصريح بتكذيب رسمي.
من التصريحات التى صدرت تكذيبات رسمية لها، ما أعلنه وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ، منتصف مارس الجاري، أن أنقرة ستتسلم مقاتلات F 35 الأمريكية في نوفمبر المقبل، و أن الإجراءات تسير بشكل طبيعي، ليخرج تكذيب ونفى أمريكي للتصريحات، حيث أعلنت واشنطن أنها ستوقف تحضيرات تسليم طائراتها المقاتلة إلى أنقرة، بسبب حرص تركيا على شراء نظام الدفاع الصاروخي إس-400 الروسي ، وعلى نفس المنوال، أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، أن بلاده بدأت عملية مشتركة مع إيران على الحدود الشرقية، تستهدف حزب العمال الكردستاني، الاثنين الماضي، ليخرج تكذيب إيراني أخر، حيث رد مصدر عسكري إيراني، قائلا، إن الجيش التركي نفذ العملية ضد حزب العمال الكردستاني، لكن القوات المسلحة الإيرانية لم تكن جزءا من هذه العملية، ليؤكد رسميا أكاذيب أنقرة.
أما عن رب البيت التركي الممسك بالدف، فقد جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التأكيد على أن واشنطن أظهرت موقفا حازما بشأن إقامة منطقة آمنة على الحدود مع سوريا تسيطر عليها أنقرة، ليخرج التكذيب الأمريكي عبر مسؤولين بالبيت الأبيض ينفون موافقة واشنطن على الطرح التركي، حيث تصر على أن تكون المنطقة الآمنة شرقي الفرات، حيت توجد قوات سوريا الديمقراطية التي تعتبرها أنقرة إرهابية، وتكون تحت إشراف مشترك، وألا تنفرد بها تركيا خشية الانقضاض على الأكراد هناك.
ومن ضمن التصريحات العنجهية التى أطلقها أردوغان، ليخرج بنفسه ويكذبها فى وقت لاحق، هو تهديداته للأسترالين والنيوزينديين بأنهم "سيُرسلون في نعوش" مثل أجدادهم في معركة غاليبولي بالحرب العالمية الأولى، على خلفية العمل الإرهابي للمسجدين فى نيوزيلاندا، وبعد الرد الرسمي والحكومة الاسترالي الرافض لهذه التصريحات ، خرج أردوغان متراجعا عن تصريحاته بمقال له فى في صحيفة "واشنطن بوست"، الخميس، أثنى فيه على شجاعة وقيادة وإخلاص رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن في التعاطي مع الأزمة.
والتصريحات العنجهية الكبرى التى أطقها أردوغان عام 2015 ضد روسيا عقب إسقاط مقاتله روسيه، خرج ليقدم اعتذار رسمي لموسكو، بعد نحو عام كامل من التصريحات النارية، وكل ماسبق تعد دلالات ومؤشرات تشرح العقلية الحاكمة فى تركيا، حيث يرى محللون سياسيون، أن أنقرة تعيش أزمة حساسة فيما يتعلق بعدد من الملفات، من بينها علاقاتها مع أوروبا والولايات المتحدة وسوريا وإيران، وهو ما يضع أردوغان فىف أزمة الخيارات المتباعدة والاستراتيجيات المتناقضة بين اللاعبين الأساسيين في المنطقة، إلى تضارب المصالح، لا سيما بين واشنطن وأنقرة وموسكو وإيران، فأصبحت عاده لديه أن يخرج بتصريحات ثم يتراجع عنها.