مهنة في مهب الريح.. الأسطى «عارف» يروي رحلته مع «وابور الجاز» (صور)

«اصلح وابور الجاز اعمر».. نداء كان يطلقه سمكرى «البوابير» فى الماضى لإصلاح وابور الجاز، حيث كان يمر بين الحوارى وبالشوارع حاملاً صفيحة بها مجموعة من الأدوات الخاصة بعملية التصليح، من بينها المكوى ومياه النار والقصدير والمقص الحديدى الكبير.

 

 

وهذه المهنة لا تعلم عنها الأجيال الجديدة شيئًا نظرًا للتطور والتكنولوجيا الحديثة التى ولدوا فيها ما بين البوتاجاز الذى يعمل بالغاز الطبيعى، والمايكروويف والسخان الكهرباء.

 

 

 

 

وأضاف عم عارف: «أن مهنة سمكرة البوابير ساعدتنى بشكل كبير فى الماضى بالإنفاق على أولادى البالغ عددهم 7 كلهم تعلموا والتحقوا بالمدارس وتخرجوا وكل واحد منهم سلك طريق حياته، ورفضوا أن يمتهنوا مهنة السمكرة والآن أعمل بها للصرف على نفسى من بعض بوابير الجاز التى ما زالت فى الأحياء الشعبية والقرى والنجوع، بالإضافة إلى عملى فى صناعة الصاج الصفيح الخاص بصناعة الحلوى والبسكويت وخاصة فى رمضان والأعياد، وصناعة الأقماع الصفيح والتى تستخدم فى عملية سكب الزيت أو البنزين أو ملئ الجراكن بأى مواد سائلة».

 

 

وعن أنواع بوابير الجاز فقالعم عارف: «هناك الوابور الساكت ووابور نمرة 2 ووابور نمرة 3 والوابور نمرة 2 هو من أشهرها على الإطلاق، وهو أكثرها تواجدا بالمنزل، وأعطالها تتعلق بـ(جلبة الكبس والفونيا والتنفيس من الرقبة)، وكل هذه الأعطال يتم إصلاحها بسهولة وقيمة التصليح تتراوح ما بين 3 إلى 5 جنيهات، وبعضها يتم تغيير قطع منها، وذلك باستخدام المكواة ومياه النار والقصدير والنشادر ومفتاح صغير، وفى الماضى كان سعر الوابور 3 جنيهات وبعدها وصل لـ5 جنيهات ثم 25 جنيهًا، والآن بلغ 200 جنيه للجديد ويتم شراؤه من القاهرة، و100 جنيه للمستعمل عند تجار الروبابيكيا أو بالمحل فى حالة استغناء أحد عنه».

 

 

وأنهى عم العارف حديثه، أن كل دول العالم تحاول بشتى الطرق الحفاظ على المهن التراثية التى تعبر عن تاريخها وتاريخ أقاليمها، ويجب أن يحدث هذا عندنا ونخرج بعض الأجيال الجديدة التى تتعرف على تلك المهن وتحاول أن تمارسها وتحافظ عليها.