استمرار تعزيز التعاون مع القارة السمراء.. وملتقى الشباب العربي الأفريقي شاهد

الثلاثاء، 19 مارس 2019 03:00 ص

طارق فهمى

الكثير من الخطوات التي أقدمت عليها مصر في الفترة الأخيرة بالقارة الإفريقية، تكشف مدى الاهتمام الذي توليها القاهرة بأفريقيا ومع قضاياها، تزامنا مع توليها رئاسة الاتحاد الأفريقى منتصف فبراير الماضي، على رأسها مكافحة الإرهاب، وذلك عبر خبراتها التى أثقلتها التحديات المصرية.

تولي مصر اهتماما خاصا بالقارة السمراء والقضايا الشائكة التى تعانى منها افريقيا أولوية فى أجندة السياسة الخارجية المصرية، على اعتبار أنها الشقيقة الكبرى التي يقع على عاتقها مسئوليات كبيرة تجاه دول القارة، التى توصف بأنها الأغني من حيث الموارد والقوى البشرية بين قارات العالم، وذلك إيمانا منها بدورها التاريخى فى دعم القضايا التى تعصف بالقارة عقب التحرر من الاستعمار الأجنبى.

وتنظم مصر في الفترة الراهنة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، المنتدى العربي الأفريقي الأول، المنعقد بمدينة أسوان «عاصمة الشباب الإفريقي»، حيث دعا الرئيس إلى الاستفادة من نتائج البحث العلمى، الذى يقوم به الشباب الإفريقى خارج القارة، موجهًا حديثه لشباب القارة: «ما لدينا فى مصر بكل تقدير وتواضع نقدمه لكم».

من جانبه، علق الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة على سياسة مصر والقيادة السياسية على رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي في أفريقيا، مؤكدًا انقتاح الرئيس على إفريقيا يمثل تأكيدا للحضور المصرى أفريقيا وترجمة للفلسفة المصرية تجاه افريقيا واستكمال البرنامج المصرى متعدد المجالات للتواصل مع إفريقيا.

واعتبر أستاذ العلوم السياسية الملتقى العربي الأفريقي تأكيد مصري على الحضور السياسي للتفاعل مع قضايا القارة علي كافة المستويات وإضافة لبناء استراتيجية مصرية أفريقية مشتركة على كافة المستويات وليس علي مستوي الشباب فقط، مؤكدًا أنه ترجمة حقيقية لتوجهات مصر بالعمل علي تنفيذ خطتها الثقافية المتواصلة منذ الحوار الأفريقي الاسبوي الاخير والذي عقد في مصر.

ومن مكاسب الملتقى وفقًا لدكتور طارق فهمي، هو التفاعل المشترك وبناء شراكات بين الشباب المصري والأفريقي وهو ما يعطي مصداقية للخطاب المصري ازاء القارة وما تواجهه من تحديات راهنة بين أبنائها، مؤكدًا أن هناك مكاسب من نوعية بناء استراتيجية مصرية أفريقية حول اجندة مجتمعية وشبابية تتجاوز الأفكار التقليدية.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي أعلن أمس خلال كلمته بالملتقى العربي الأفريقي عن إطلاق مبادرة معالجة مليون أفريقي من فيروس سي، ضمن توصيات الملتقى التي تنوعت بين مهام تنفيذية وتحقق الاقتراب من أفريقيا.

وجاءت توصيات الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال الجلسة الختامية لملتقى الشباب العربى الأفريقى، متضمنة قيام مجلس الوزراء وبالتنسيق مع وزارتى الخارجية والتعليم لفتح باب المشاركة للباحثين من الدول العربية والأفريقية للاستفادة من بنك المعرفة المصرى ومن خلال الآليات المناسبة لتنفيذ ذلك، بالإضافة إلى قيام وزارة التعليم العالى وبالتنسيق مع الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب على تأسيس مجلس التعاون بين الجامعات العربية والأفريقية ليكون منصة فاعلة لتعزيز التعاون العلمى والثقافى بين العرب وأفريقيا.

موضوعات متعلقة..