كيف استغلت الصفحات «المشبوهة» صور حاخامات اليهود في البساتين؟

حالة من الجدل أُثيرت بين رواد مواقع التواصل الإجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية، بعد أن انتشرت صور لحاخامات يهود يقفون بجوار أحد موظفي حي البساتين بالقرب من المقابر اليهودية، حيث استغلت بعض المنصات تلك الصورة في إطلاق الشائعات المُغرضة والصيد في الماء العكر، وشككو في وطنية الجميع دون أن يعرفو مكان الصورة وسبب تواجد تلك الحاخامات في الأراضي المصرية، ونشرت الكثير من الصفحات علي مواقع التواصل الإجتماعي تلك الصور بهدف التشويه لا السؤال.

البعض من هذه الصفحات لا ينتمي إلي أي فصيل سياسي، لكنه وقع في الفخ الذي نصبته منصات الجماعة الإرهابية المحظورة في ترويج شائعاتها وإدعاءاتها، ولكن إذا حاول أحد ممن نشروا الصورة بهدف معرفة أسباب التقاط مثل تلك الصور، البحث علي نفس الموقع الذي يتم ترويج الصورة علي إنها خيانة عن أصل الصورة وأين نُشرت لأول مرة، فسيجدها نُشرت علي صفحة حي البساتين الرسمية علي موقع «فيس بوك»، وقد نشرها الحي لتوضيح أسباب تواجد الحاخامات في تلك المناطق من حي البساتين، وإن كان الأمر سرياً وتواجدهم سري، ما كان الحي ينشر مثل تلك الصور علي صفحته الرسمية التي تضم مئات الصحفيين.

أما عن حقيقة الأمر وأصل تلك الصورة وسبب تواجد تلك الحاخامات في منطقة التُرب بالبساتين، فإن منطقة مقابر اليهود الواقعة بنطاق الحي، والتي عانت من الإهمال لسنوات طوال دون أن تجد أي رعاية سواء بالترميم أو إجراء حملات نظافة موسعة لها، كانت تخضع لأكبر حملة نظافة وتم إزالة آلاف الأطنان من تجمعات القمامة والردش الواقعة داخلها وفي محيطها علي مساحات كبيرة، وكان لابد من وجود ممثلين للطائفة اليهودية حتي لا يتم المساس بمقابرهم أثناء تنظيفها.

ويوضح اللواء إبراهيم عوض، المتحدث الإعلامى لمحافظة القاهرة والمسئول الإعلامي، حقيقة تلك الصور فيقول إن أجهزة حى البساتين، نسقت مع هيئة النظافة والتجميل بمحافظة القاهرة وفرعها بالحي، لشن حملة نظافة كبيرة بمقابر اليهود المتواجدة بعزبة النصر الواقعة بحي البساتين، حيث أزالت جرارات الهيئة تراكمات وتلال القمامة بها والتي كانت تشتكى منها أهالى المنطقة منذ فترات طويلة، حيث تم إزالة ما يقرب من 6000 طن من تلك التراكمات التي كانت تُحيط بالمقابر.

أما عن أسباب تواجد حاخامات يهود بالمنطقة وفقاً لما جاء في الصورة التي نشرها الحي علي صفحته الرسمية، فقال «عوض»، إن تلك المقابر ترجع ملكيتها إلي الطائفة اليهودية، وبعد أن تم إزالة القمامة من محيطها ستقوم الطائفة بإقامة سور يُحيط بها لحمايتها وهم من سيتحملون تكلفة وضع السور، أما عن دور المحافظة فمهمتها صيانة وحماية المقابر.