الراقصون على الدماء ليسوا «مصريين»: دول إخوان وواحد «مغير»
الخميس، 28 فبراير 2019 01:30 مالسعيد حامد
أظهر تنظيم الإخوان الإرهابي، وجهه الحقيقي دون مساحيق تجميل، حين أراد من جديد أن يستغل مشاعر المصريين الحزينة والغاضبة من حادث محطة مصر الأليم، ويعود للساحة والواجهة الرافضة له، متمنيا أن تتزايد أعداد الحوادث والضحايا، فكلما ارتفع العدد كلما أصبح قميصا «دنيئا» مؤثرا، لذا كانت الأكاذيب والشائعات سلحه الرئيسي لتحريض المصريين، ليس على التزاحم أمام اللجان والصناديق ليقولوا كلمتهم الفاصلة، لكن لإشعال الفوضى والخراب في البلاد التي يريدون حكمها بأي ثمن، حتى لو كانت أطلال وخراب.
شماتة الإخوان، في مصر وتحريضها على الخراب لم يكن وليد 25 يناير أو 30 يونيو، فتاريخ شماتة التنظيم في مصائب وأوجاع المصريين، يعود لبدايات نشأة الجماعة في عشرينيات القرن الماضي، وما بعدها من سنوات، ونكسة 1967، خير دليل على خيانة الإخوان، بعدما احتفلوا مع الإسرائيليين علنا، عام 2013 بذكرى النكسة، في تناغم تام مع «حملة شتائم» الميليشيات الإلكترونية للإخوان، على عبد الناصر.
صحيفة «العرب» العربية، كانت إحدى الصحف التي سلطت الضوء على احتفالات الإخوان العلانية، وقالت في تقرير لها حينذاك، إنه في الواقع ليست إسرائيل وحدها من يحتفل بـ «انتصاراتها العظيمة»، فالإخوان هذه السنة يحتفلون بذكرى النكسة علنا. وكتب عصام العريان، القيادي الإخواني المحبوس، ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة المنحل، إن «الليلة يحتفل من شاء بذكرى اﻹسراء والمعراج 27 رجب على أرجح اﻷقوال،… ولقد كان عجيبا أن تأتي الذكرى العطرة مواكبة لذكرى 5 يونيو 1967 بسبب الاستبداد والفساد، وإسناد الأمر إلى غير أهله...».
وكتب أيضا أحمد المغير، الناشط الإخواني الهارب، يقول: «في نفس هذا التوقيت تقريبا سنة 1967، كان طيارو مصر الحربيون البواسل سكارى في أكبر قاعدة جوية في سيناء، بعد حفل صاخب توعد فيه منظموه بأن الحفلة القادمة في تل أبيب»، في شماتة واضحة وخيانة ليست جديدة من هزيمة مصر واحتلال أراضيها على يد الأعداء.
وما أشبه الليلة بالبارحة.. وهاهو المغير يعود ليحتفي بأوجاع المصريين مجددا، وكتب يقول عبر صفحته على فيسبوك: «90=9.. خلص الكلام»، في إشارة إلى عناصر الإخوان التسعة، الذين نفذ فيهم حكم الإعدام، بعد ثبوت إدانتهم في عملية اغتيال النائب العام هشام بركات، وضحايا حادث القطار، ليثبت أنه يتحدث عن شعبين لا شعب واحد، فكل المصريين خلف وطنهم صفا واحدا، مهما بلغت أوجاعهم وآلامهم وغضبهم، بينما «شعب المغير» يسير خلف المرشد ورفاقه صفا واحدا، ويتمنون الموت على «دين الإخوان».
ورغم أنه دائما ما تمنى خطط الإخوان التحريضية بالفشل الذريع، إلا أن التنظيم حاول هذه المرة المراهنة على فيديوهات مضللة وغير دقيقة، لاستثمار دماء الضحايا وكسب أرضيات شعبية، وأيضا خلق مناخ من الحقد والغضب والانتقام بين صفوف المصريين، حتى لو كانت الحكومة قد اعترفت بمسئولياتها عن الحادث، وقدم وزير النقل استقالته، فليس المطلوب هو إصلاح منظومة النقل أو الحفاظ على الأرواح، المطلوب هو اشتعال الحرائق في كل ركن في البلاد، فدماء الضحايا وآلم المرضى، هو أكسير الحياة للتنظيم وبابه الرئيسي للعودة للواجهة.
كتائب الإخوان الإلكترونية، لم تقف مكتوفة الأيدي هي الأخرى، إذ أنها منذ اللحظة الأولى التي تناقلت فيها أنباء الحادث، هرعت إلى الفضاء الإلكتروني؛ لتثيرالأكاذيب والشائعات الممزوجة بصور الضحايا، على أمل إلهاء المصريين عن الهدف الرئيسي لتلك الأكاذيب، خاصة أن من يدير المشهد الإعلامي للإخوان، هي شركات علاقات عامة محترفة، تمولها دول وأنظمة حكم بأكثر من مليار دولار سنويا، وفقا لتصريحات سابقة للقيادي الإخواني السابق، إبراهيم ربيع.
يضيف ربيع، إن تركيا، التي تستضيف كل العناصر الإخوانية الهاربة، تعاقدت مع 3 شركات أمريكية، بينما تعاقدت قطر، الراعي المالي والسياسي للتنظيم، مع 4 شركات كل شركة مختصة بملف تروجه وشريحة عمرية أو اجتماعية تخاطبها، وكيف يتم استغلال الأحداث وتشويه الحائق وافتعال أحداث إذا لم يوجد حدث.
اليوم.. يتراقص الإخوان على دماء المصريين، محاولين دفعهم إلى خلق الفوضى والخراب في البلاد، كما فعلوا في السابق، على أمل أن ينسوا مصائبهم وجرائهم حين كانوا يمسكون بزمام الأمور، لكن لا يلدغ «المصري» من إخواني مرتين.. فبإمكان المصري مواجهة كل الصعاب والتحديات، بل والانتصار عليها حين يريدون ذلك، لكنه يعلم جيدا أن وطنه وسلامة وأمن وطنه أكثر قدسية من شعاراتهم الزائفة وأحاديثهم الكاذبة.