أوسكار بنكهة مصرية
الأربعاء، 27 فبراير 2019 01:45 م
رامى مالك ، المصرى الأصل يفوز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل عن دوره فى فيلم "الملحمة البوهيمية".ولقد استوقفتنى كلمته بعد استلام الجائزة عند نقطتين. ..يعترف رامى مالك أنه كإبن لمهاجرين، عانى من أزمة هوية لفترة طويلة، محاولاً اكتشاف من يكون. و أنه سعيد بفوزه لأن الفيلم يوجه رسالة لكل الذين يبحثون عن حقيقتهم، عن بصمتهم الشخصية، إن فوزه يعنى أن الناس تبحث عن قصص كقصة فريدى ميركورى..قصة شخص مختلف عن كل من حوله لكنه يسعى لأن يصبح مقبولا كما هو ...يسعى لأن يجد نفسه و ينجح فى ذلك فى النهاية.
و اتساءل هاهنا ، كم من أبناء لمهاجرين مصريين يشعرون -مثل رامى- بأزمة هوية؟
ما الذى فى استطاعتنا فعله لنشعرهم بأن مصر ماتزال وطنهم..لقد هلل الكثيرون لسماع اسم مصر فى خطبة رامى مالك، لكن هل يعرف رامى حقاً أو غيره من أبناء المهاجرين ما هى مصر؟
هل يعرفون تاريخها و حضاراتها؟ نجاحاتها و تحدياتها؟
ان هؤلاء جزء أصيل من قلب الوطن ، جزء مطل علينا من بعيد ؟ بأى أعين يا ترى يرانا؟ بعين صديق وفى أم عدو حقود؟
نحتاج أن نمد أيدينا لمن رحلوا عن وطننا لنزرع بقلوبهم بذور المحبة و الوطنية ...و هذا يأخذنى للنقطة الثانية التى لفتت انتباهى فى كلمة
رامى مالك، فلقد شكر كل الذين جازفوا و اختاروه....فأى نجاح يحتاج لمن يدعمه و من يؤمن به. فهل نحن ندعم النجاح داخل حدود الوطن؟ هل هناك من يخاطر من أجل مواهب يؤمن بها ؟
إن ثروتنا الحقيقية تكمن فينا ..فى أفراد هذا الشعب العريق، ادعموا المواهب ، و اكتشفوا كنوز مصر فى الداخل ، قبل أن تحلق بعيداً لتطرح فى أراض غير أراضينا.