مصنع سماد طلخا قضية قديمة ومتجددة !!
الأربعاء، 27 فبراير 2019 12:18 م
الدول المتقدمة في أوروبا وأمريكا حاليا تمنع إقامة اي مصانع ملوثة للبيئة على أراضيها حفاظا على صحة مواطنيها أما بعض الدول التي نهضت من كبوتها في شرق آسيا مازالت تسمح باقامة هذه المصانع ولكن بشروط قاسية جدا ان تكون مثلا في الصحراء بعيدا عن المناطق السكنية على الأقل بخمسين كيلو مع وجود فلاتر هواء وأجهزة تمنع التلوث
الوضع مختلف في مصر وحتى نكون منصفين فإن المصانع الجديدة والتي تنشئ حاليا يراعى فيها كافة الاشتراطات البيئية ومن اهمها ان تكون بعيدة عن الكتلة السكنيه بمسافة كبيرة ولكن الكارثة مازالت في المصانع القديمة لأن كلها داخل الكتل السكنية بل ان بعضها يحتل أجمل واغلى مواقع في مصر مثل تلك التي تطل على النيل في منطقة حلوان أيضا مصنع سماد طلخا المقام على مساحة 400 فدان في منطقة حاليا تعتبر الأغلى في محافظة الدقهلية حيث يقع على نهر النيل فرع دمياط من ناحية وعلى ترعة الساحل طريق شربين دمياط من ناحية أخرى،
مدينة المنصورة يقطنها حوالي مليون مواطن ومثلهم يعيشون في القرى المجاورة للمصنع وكل هؤلاء يستغيثون برئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء بسبب انبعاثات مصنع سماد طلخا والتي تؤثر سلبا علي صحة المواطنين. بالإضافة الي أن المصنع له تأثير ضار على الثروه الحيوانية والنباتية حسبما أثبتت الأبحاث العلميه.
ما تنفقه الدولة حاليا على صحة المواطنين لعلاج اثار التلوث البيئى الناتج عن مصنع السماد يكاد يساوي الأموال التي تحصل عليها من عائد مبيعات المصنع كما أن هناك أمراض ناتجة عن هذا التلوث تمنع المصاب بها عن العمل تماما ويصبح عالة على المجتمع،
قرار نقل المصنع خارج الكتلة السكنيه تأخر عشرات السنوات وكلما تأخر تفافمت مشاكله وارتفعت ضحاياه وفاتورة نقله ومع ذلك قيمة أرض المصنع حاليا تساوي مليارات الجنيهات وتكفي لبناء مصنع جديد على أحدث المواصفات العالمية وبأعلى إنتاجية وأيضا الإستفادة من أرضه في إقامة مشروعات أخرى صديقة للبيئة وعالية الإنتاجية وكثيفة العمالة تسهم في حل مشاكلنا بالإضافة إلى أن مدينة المنصورة اصلا ليس لها ظهير صحراوي وتعتبر المدينة الأغلى في أسعار الوحدات السكنية على مستوى الجمهورية،
يجب نقل مصنع سماد طلخا إلى منطقة جمصة وهو موقع متميز تتوافر فيه المواصفات المطلوبة لنجاح المشروع حيث انها مازالت صحراء جرداء وبالتالي سوف تخلق مجتمع عمراني جديد يسحب جزء من الكثافة السكانية في مدن وقرى الدقهلية كما أنها على الطريق الساحلي الدولى ولا تبتعد عن ميناء دمياط سوى 20 كيلو مما يسهل من حركة التجارة والتصدير كما أنها تتوافر فيها الطاقة وخاصة الغاز الطبيعي وأيضا بالقرب من مناطق مواد الخام مما يخفف الضغط على الطرق،
الدول المتقدمة تشجع إقامة المصانع الملوثة للبيئة في الدول النامية ثم تحصل هي على الإنتاج فهي تحافظ على صحة مواطنيها على حسابنا اي انها تاخذ الإنتاج وتترك لنا الأمراض ومعظم مصانع الاسمدة في مصر تتلاعب بالمزراعيين وتتقاعس عن توريد صحتها للسوق المحلي من أجل التصدير للخارج وبعضها يرفض تقنين أوضاعه البيئية وكأنه ليس من حق المواطن المصري الحياة في بيئة نظيفة خالية من التلوث والأمراض.
قضية مصنع سماد طلخا ليست جديدة حيث سبق لجامعة المنصورة من خمسة عشر عاما ان اجرت دراسة مهمة حول خطورة المصنع على الأخضر واليابس وخاضت الجامعة معركة كبيرة مع لجنة الصحة في مجلس الشعب وانتهت إلى لا شيئ
كما أن زميلنا حازم نصر مدير مكتب جريدة الاخبار بالدقهلية كان قد حصل على جائزة نقابة الصحفيين عن التحقيقات الصحفية التي أجراها عن التأثير البيئي الخطير للمصنع ،
اتمنى ان تصل صرخة مواطني محافظة الدقهلية إلى القيادة السياسية وان تتحقق امانيهم في نقل المصنع خارج الكتلة السكنيه حتى ينعموا بأبسط حقوقهم في حياة خالية من التلوث والأمراض.
والله الموفق والمستعان