هنا "قناطر ابن طولون".. حكاية عن الأمير والخياط والعطش (صور)
الثلاثاء، 26 فبراير 2019 08:00 م
بين الماضي والحاضر أشياء تبقى وأخرى تزول، وكذلك الأماكن منها ما يندثر ويصبح أثرا بعيدا عن الأعين والتاريخ ولا يبقى منها إلا القليل ربما يستطيع مقاومة الزمن كي تروي لنا حكاية مصرية أخرى، فيما تظل الحضارة المصرية على مر الزمن آثارًا تذهل شعوب العالم.
مصر بها العديد من الآثار التي تشهد على عصور وأزمنة ستظل مصدرًا لإلهام الكثير يقف أمامها الخبراء والمهتمون وعشاق الحضارة والتاريخ في حيرة من أمرهم حول عظمة ذلك الشعب الذي قاد التطور حتى قبل ظهور التكنولوجيا الحديثة التي لازالت تعجز عن تنفيذ مثل تلك التصميمات التي تُبهر الجميع.
حكاية اليوم سنرويها لكم حول ساقية ابن طولون أو ما يُعرف بمجرى العيون؛ والتي تعد ثاني أقدم أثر في عمارة مصر الإسلامية، ضمن 5 آثار متبقية من آثار بقايا العصر الطولوني (جامع بن طولون، الفسقية الطولونية، الساقية الطولونية، بقايا البيت الطولوني، قناطربن طولون)، بينما تتجول في أحياء القاهرة المملوكية القديمة وتحديدا في حي البساتين والذي تم إنشاؤه علي يد المماليك، كانت هذه المنطقة تعج بالبساتين والحدائق وكان يوجد بها قصور كبار المماليك ولأن دوام الحال من المحال، فقد تحولت إلى سوق مكتظة بالمباني والسكان، تستطيع بالكاد أن تصل إلى الأثر بطل الحكاية وهو قناطر ابن طولون.
وعاد ابن طولون إلى قصره وهو يفكر فيما حدث وقام على الفور بإرسال طلب إلى الخياط ومعه المهندسين، فحفروا بئرا سميت بالعصفة الكبرى، وشيدوا فوقها القناطر، ومن هنا كانت قناطر ابن طولون.
تقع قناطر ابن طولون في منطقة بير أم سلطان بالبساتين، وهي من أقدم الآثار في العالم الإسلامي، وكانت المياه تصل من خلالها من بركة الحبش إلى سكان المدافن وأيضا لتوصيل المياه وإمدادها للقصر وتزويد الحدائق بالماء وكانت تستمد ماءها من النيل.
مازالت آثار قناطر ابن طولون باقية إلى الآن شاهدة على عظمة التاريخ الإسلامي، لكن تنتظر من يحنو عليها لإنقاذها لتظل تحكي تاريخا مسطر بماء الذهب في الكتب والمجلدات.