لماذا وقع الاختيار على مصر لانعقاد القمة العربية الأوروبية؟.. سياسي سعودي يجيب

تلتفت أنظار العالم إلى مدينة شرم الشيخ أو مدينة السلام كما اشتهرت على مستوى العالم مؤخرًا، حيث تستقبل عدد من قادة ومسئولي دول العالم على المستويين العربي والأوربي من حوالي 49 دولة، للمشاركة في القمة العربية الأوروبية والتي تعتبر الأولى من نوعها.

إن ما تشهده مدينة السلام اليوم، وخلال الأيام الجارية يُعد تتويجًا للجهود المصرية، على مدار السنوات الأخيرة، ودليل جديد على نجاح القيادة السياسية في الحفاظ على أمن واستقرار مصر، والتأكيد على أنها دولة آمنة جاذبة للاستثمارات، وتسير في طريق صحيح تجاه التقدم والتنمية على الرغم مما واجهته من محاولات تشويه، للنيلّ من أمنها واستقرارها من قبل عمليات إرهابية «بائسة»، تقوم بها بعض من الفلول الإرهابية التي بدأت في التلاشي إثر نجاحات متتالية للسلطات الأمنية المصرية في دحر بؤر الإرهاب وعناصرها.

وبحسب الأمين العام المساعد رئيس مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي فإن جدول أعمال القمة العربية الأوروبية والمقرر بدء فعالياتها مساء اليوم الأحد؛ لن يكون مقتصرًا على موضوعات بعينها بينما سيسمح للقادة بطرح جميع الموضوعات التي يرغبون في مناقشتها والحديث حولها، مؤكدًا على أن مستوى التمثيل الدبلوماسي الجيد جدًا، إضافة إلى مستوى تمثيل أوروبي أكثر من المتوقع.

ولعل تلك المشاركات العربية والأوروبية العالية جدًا تأتي لتعكس مكانة مصر الكبيرة لدى العديد من دول العالم، واهتمام الغرب بفكرة الحوار العربي الأوروبي والتوافق بين كافة الأطراف من حيث الرؤى ومستقبل المنطقة كون مصر مركزًا محوريًا هامًا في الشرق الأوسط ولاسيما بالنسبة لدول العالم.

هذا ولاقى حضور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز شخصيًا إلى شرم الشيخ منذ مساء أمس السبت ترحيبًا كبيرًا من قبل دول الخليج وبالأخص السعودية إلى جانب الترحيب المصري الكبير، ما بدا من خلال تفاعل كبير عبر موقع التدوينات القصيرة تويتر، وهاشتاجات بعنوان #الملك_سلمان_في_مصر و # الملك_سلمان_في_القمه_العربيه.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي السعودي، حسن مشهور، أن تلك القمة والتي تُعد الأولى من نوعها، واختيار مصر كمقر لانعقادها لم يأتي صدفة، بينما له أبعاد سياسية. وقال في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «انعقاد القمة العربية الأوروبية في مصر يحمل رسالة واضحة لأعداء مصر وكل من حاول استهدافها من خلال حملات إعلامية ممنهجة حيث إعلام تنظيم الحمدين وجماعة الإخوان الإرهابية والتي تتمركز أيضًا في تركيا».

حسن مشهور

وأضاف «مشهور» أن: «حضور كل هؤلاء القادة والمسئولين من أنحاء العالم ومن ضمنهم المملكة العربية السعودية إلى القمة بشرم الشيخ يؤكد على أن هذه الدول تقف مع مصر في خندق واحد وتدعم القرارات المصرية الوطنية على كافة الأصعدة».

وعن مشاركة السعودية بفعاليات القمة وحضور الملك سلمان، لفت الكاتب والمجلل السياسي السعودي البارز إلى عمق العلاقات والروابط الأخوية بين مصر والسعودية، وقال: «البلدان يقفان معًا في مواجهة جملة من التغيرات الجيوسياسة وبالأخص على المستوى الإقليمي، كما أنها عنصران فاعلان في التحالف الرباعي الذي عاني كثيرًا من الإرهاب ولاسيما المدعوم من قبل قطر الحمدين؛ ويسعيان معًا لضبط استتباب الأمن في المنطقة».