الزواج المدني معضلة مستمرة في لبنان.. هل تضع حكومة بيروت حدا لذلك؟
الأحد، 24 فبراير 2019 08:00 م
تشهد الساحة اللبنانية تطورا جديدا حول الزواج المدني على خلفية جدل حول تشريع عقد القران غير الديني في لبنان، الأمر الذي تظاهر من أجله العشرات في العاصمة بيروت، رافعين لافتات كتب عليها: "الزواج المدني لا الحرب المدنية"، في إشارة إلى النزاع الذي شهده لبنان بين عامي 1975 و1990.
وتعترف الدولة اللبنانية بالزيجات الدينية المعقودة على أراضيها والمسجّلة لدى المراجع الدينية لمختلف الطوائف الموجودة في لبنان، لكنّها لا تسمح بعقد الزواج المدني على أراضيها، وإنّما تعترف بزواج اللبنانيين مدنيًا في الخارج وتدوّنه في سجلاتها للأحوال الشخصية. وعادة ما يتوجّه اللبنانيون إلى دول مجاورة وبخاصة قبرص لعقد الزواج المدني.
وأيدت وزيرة الداخلية اللبنانية الجديدة ريّا الحسن الزواج المدني، وقالت في تصريحات صحفية: "أنا شخصياً أحبذ أن يكون هناك إطار للزواج المدني، وسأسعى لفتح الباب لحوار جدي وعميق حول هذه المسألة مع كل المرجعيات الدينية، حتى يصبح هناك اعتراف بالزواج المدني"، الأمر الذي أثار حالة من الجدل، حيث أعلنت دار الفتوى اللبنانية، في 18 فبراير، أن "موقف مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ودار الفتوى والمجلس الشرعي ومجلس المفتين، معروف منذ سنوات في الرفض المطلق لمشروع الزواج المدني في لبنان"، مؤكدة أن هذا الزواج "يخالف أحكام الشريعة الإسلامية"، في حين أعلن البطريرك الماروني بشارة الراعي: "نحن لسنا ضد الزواج المدني بالمطلق"، مضيفا أنه ليس هناك قانون في لبنان أو في العالم "يحمل صفة الاختياري".
وتشهد شبكات التواصل جدلا حادا بين مؤيدي الزواج المدني ومعارضيه في لبنان.
وكانت وزارة الداخلية اللبنانية أحدثت مفاجأة مدوّية في 2013 بتسجيلها أول زواج مدني تم عقده على الأراضي اللبنانية، ما عزز الآمال بتشريعه في لبنان.
وكانت الحكومة اللبنانية تقدّمت في 1998 بـ"مشروع قانون الزواج المدني في لبنان"، لكنّه لم يُقر لأن المرجعيات الدينية التي تتمتّع بنفوذ كبير على الساحة السياسية اللبنانية، رفضته رفضا قاطعا.
وحسب تقرير لشبكة الإذاعة البريطانية، فإن قضايا الأحوال الشخصية في لبنان، من زواج وطلاق وحضانة أطفال وميراث، تعد من صلاحية الطوائُف التي يشكل زعماؤها الحاجز الأساسي أمام إقرار الزواج المدني. ويحظى رجال الدين بدعم شرائح كثيرة في المجتمع تنظر إلى المؤسسات الدينية على أنها أنسب إطار لتنظيم مسائل كالزواج وآثاره.
وتعد وزارة الداخلية الوزارة المسؤولة عن كل شؤون الأحوال الشخصية للمواطنين من حيث البيانات والسجلات٬ وإن كانت المرحلة الأولى لتصديق أي زواج تمر عبر المؤسسات الدينية، بعدما منحها الدستور صلاحية تنظيم الأحوال الشخصية، التي لا يرعاها قانون مدني موحد لجميع المواطنين. وهذا يعني أن المسيحي يخضع لأحكام الكنيسة والمحكمة الروحية؛ أما بالنسبة للمسلمين السُنّة فالمرجعية الوحيدة في هذه الأمور هي دار الفتوى. أما في قضايا الأحوال الشخصية للمسلمين الشيعة فالمحكمة الجعفرية تبث في أمورها، وكذلك حال بقية الطوائف الثماني عشرة المُعترف بها في البلاد.