الأوضاع تشتعل في كتالونيا مجددا.. محاكمة 12 متمردا تدفع الإقليم نحو نفق مظلم
السبت، 23 فبراير 2019 09:00 ص
تشهد الساحة الإسبانية تطورا حادا بالتزامن مع المحاكمة العلنية، التى تقوم بها المحكمة الإسبانية العليا، بتقييم مصير المتهمين الـ12 بموجب إعلان استقلال كتالونيا، والتي يغطيها أكثر من 600 صحفى من 170 وسيلة إعلام دولية.
وبدأت المحكمة العليا الإسبانية فى 9 فبراير الجارى النظر فى الدعوى المرفوعة ضد 12 من السياسيين وقادة المجتمع المدنى فى كتالونيا، ويطالب الادعاء العام بعقوبة السجن على المتهمين لمدد تراوح بين 7 و25 عاما.
ونفذت مجموعة من النشطاء من الاتحاد المؤيد للاستقلال Intersindical-CSC هذه الاحتجاجات، وحظيت بدعم 50 منظمة أخرى مؤيدة لاستقلال الإقليم، منها الذين أطلقوا على أنفسهم اسم لجنة الدفاع عن الجمهورية CDR، لكن فى تلك الاحتجاجات أصيب ما يقرب من 50 شخصا، بينهم 16 شرطيا، وتم توقيف أربعة أشخاص.
وتسبب الإضراب فى شل الحياة بمدن كتالونية رئيسية مثل برشلونة، وجيرونا، وتاراجونا، حيث أغلق المحتجون الطرقات الرئيسية فى برشلونة وحاولوا وقف رحلات القطارات ومترو الأنفاق.
وتنطوى الجرائم التي يواجهها المتهمين، على العنف مع عقوبات سجن قد تصل إلى 30 عامًا، فى حين يعتبر مكتب محامى الدولة أنهم حرضوا على العنف وهى جريمة لا تنطوى على العنف، وتنص على عقوبات تصل إلى 15 عاما، علما بأنه توجه إليهم بدرجات متفاوتة تهم اختلاس الأموال العامة والتنظيم الإجرامى أيضا.
وتنتج كتالونيا 20% من الناتج المحلى الإجمالى لإسبانيا، وهو رقم كبير جدا بالمقارنة مع ناتج اسكتلندا الذى يمثل 8% من الناتج المحلى البريطانى، فيما تصدر مرافئ كتالونيا 25% من صادرات إسبانيا، كما يعمل 50% من سكان المدينة بالمجال الصناعى والتجارى.
وليس فقط الاقتصاد بل أيضا لعوامل أخرى منها اللغة، فكل العاملين بالقطاع العام بالتكلم باللغة الكتالونية الرسمية، والتى تعود لأكثر من ألف عام، فاللغة الكتالونية ليست لهجة تابعة للغة الإسبانية بل هى منفصلة تماما وتكونت بسبب احتلال الجيش الرومانى لمنطقة تاراجونا.