اقتصاد تنظيم داعش يلفظ أنفاسه الأخيرة ويودع الحياة
الجمعة، 22 فبراير 2019 10:00 ص
تمكن الجيش العراقي من تحرير أراضيه كاملة من تنظيم داعش الإرهابي، ولم يتبقى سوى جيوب صغيرة، ورغم انتهاء المعارك الكبرى إلا أن هذه الجيوب تعد بمثابة كنوز داعش المخفية التى استطاع العراقيون من مداهمتها وتحريرها من أيدى التنظيم.
ومؤخرا نجح جهاز المخابرات الوطني العراقي، في تفكيك أكبر مجموعة تمويل لتنظيم داعش الإرهابي في تاريخ العراق، وبحوزتها مئات ملايين الدولارات، بحسب تصريحات لمصادر عسكرية عراقية، وقد أكدت أن المجموعة التابعة لداعش متشعبة ومتفرعة في دول متفرقة من العالم، وأن هذه الشبكة تعتمد في تمويلها على مكاتب ومحال متنوعة، وبأسلوب معقد، بغرض التمويه والتشويش على متابعة حركة أموالها.
تمكنت المخابرات العراقية من القبض على 15 عراقيا و20 فرنسيا، و فى وقت سابق، وبدأت فعليا التحقيقات مع الفرنسيين الدواعش، فكشفت خيوط الشبكة، التي تضم 15 عراقيا ينتمون للتنظيم وكان بحوزتهم أكثر من من 500 مليون دولار أمريكي يستخدمونها في عمليات استثمار، كغطاء لتمويه عمليات تمويل نشاطات التنظيم.
سقوط هذه الشبكة لم تكن هى العملية النوعية الوحيدة التى نفذها الجيش العراقي، فقد تمكن فى وقت سابق جهاز المخابرات العراقي، من تنفذ عملية أمنية وسط بغداد، قادت إلى اعتقال شبكة من المزورين والمنتحلين لصفات عدة وبحوزتهم أموال طائلة، وتأتى هذه العمليات بعد أن أعلنت بغداد النصر على تنظيم داعش الإرهابي بعد استعادة غالبية الأراضي العراقية من قبضة مسلحيه، نهاية 2017، لكن التنظيم احتفظ ببعض الجيوب، خاصة في المناطق الصحراوية والنائية.
ومن أهم العمليات النوعية التى قادها الجيش العراقي، في قرية باغوز الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات على الحدود السورية مع العراق، وهي آخر معقل لداعش في منطقة عمليات التحالف الدولى، حيث تم العثور على مئات الملايين من الدولارات وأطنان من الذهب، بحسب المرصد السورى لحقوق الإنسان، حيث جمع هذه الأموال تنتظيم "داعش"، من المناطق التي سيطر عليها كافة، وقد تم نقلها عبر وسطاء أتراك وقادة في التنظيم، على صلات وثيقة مع المخابرات التركية، من تركيا إلى مناطق سيطرة داعش.
وفى شهر ديسمبر الماضى، أى من قرابة شهرين، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن مسلحي تنظيم داعش في العراق وسوريا، وضعوا أيديهم على مبالغ طائلة بالعملة الصعبة والعراقية، فضلا عن سبائك من الذهب تقدر بمئات الملايين، يأتى ذلك بعد أن أعلنت العراق رسميا العام الماضى انهيار تنظيم داعش، ويبدو أن التنظيم كان يجلس خلالها على جبل من الذهب المسروق، بالإضافة إلى أموال طائلة بالعملة الصعبة والمحلية، يمكن أن تضمن له الحياة لسنوات.
استخدم تنظيم داعش تكتيك خلال العام الماضى، وهو الانسحاب من معاقله الرئيسية فى العراق وسوريا، ولكنه كان يحمل مبالغ طائلة بالعملات الغربية والعراقية، فضلا عن سبائك ذهبية، يقدرها خبراء مستقلون بحوالي 400 مليون دولار أمريكي، نهبها من البنوك، أو تم الحصول عليها من خلال شركات إجرامية، وقد استطاع التنظيم تخبئة ودفن بعض هذه الكنوز، ولكنه أيضا قام بغسل عشرات الملايين من الدولارات من خلال الاستثمار في "أعمال شرعية" في مناطق عدة في الشرق الأوسط خلال العام الماضي، حسبما قال مسؤولون لواشنطن بوست.