مصر تستفيد من اتفاق «إنهاء الحرب التجارية» بين بكين وواشنطن

تسود الأسواق الناشئة حاليا أجواء من التفاؤل، على خلفية التحضيرات التي تجري حاليا من أجل إنجاح فرص الوصول إلى اتفاقية تجارية تجمع القطبين الأمريكي والصيني، لتبدأ الأسواق الناشئة مرحلة التقاط الأنفاس مرة أخري بعد موجة من التقلبات كلفت اقتصادات الدول النامية والناشئة مليارات الدولارات.

وتشكل تطورات العلاقات التجارية الجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية أحد العوامل الخارجية المؤثرة على الموازنة العامة للدولة بشكل مباشر، عن طريق معدلات التجارة العالمية التي تؤثر على حصيلة الإيرادات العامة الواردة لقناة السويس سلبا وإيجابا، إلي جانب الضرائب الجمركية والضرائب على الواردات، ويقدر الأثر السلبي إذا تراجع نمو التجارة العالمية بواقع 1% على إجمالي ما يؤول للخزانة العامة من إيرادات قناة السويس بنحو 980 مليون جنيه، وهو ما يعني أن التوصل إلي اتفاق تجاري نهائي بين الولايات المتحدة الأمريكية يترتب عليه الإبقاء على حظوظ الموازنة العامة للدولة من نمو التجارة العالمية التي تمر عن طريق قناة السويس.

أجواء المفاوضات التجارية الأمريكية الصينية من شأنها وضع حد لحالة القلق والريبة وعدم القدرة على التوقع التي سادت الأسواق العالمية، خشية أن تؤدي الحرب التجارية بين القطبين الاقتصاديين إلي مزيدا من الإرباك للأسواق الدولية وخفض توقعات النمو والتجارة العالمية، وتشهد الأسواق الناشئة حاليا زيادة متسارعة في تدفقات رؤوس الأموال إليها هذا العام، في كل من الأسهم وأدوات الدخل الثابت.

ووصفت وي لي رئيسة إستراتيجية الاستثمار بأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لمجموعة صناديق المؤشرات آي شيرز التابعة لشركة بلاك روك، الأسواق الناشئة بأنها تمثل «النقطة المضيئة»، وسط قاعدة مستثمرين عالمية تتجنب المخاطر على نطاق واسع، وهو ما يتعارض مع ما جاء حول أن المخاطر المحلية بدأت في السيطرة على نفسية المستثمرين بشكل أكبر من المخاوف بشأن النمو العالمي.

ونشر جي بي مورجان تقريرا هذا الشهر أعتبر فيه أن التقييمات «جذابة للغاية»، ووضعت تقديرات بنسبة 14% للعائد الإجمالي على مدار خمس سنوات لأسهم الأسواق الناشئة، مما يعني أنه مع تزايد فرص الوصول لاتفاقية تجارية بين الولايات المتحدة والصين، فإن التفاؤل يتزايد أيضا بين المستثمرين، وهذا التفاؤل دون شك يحرك الأسواق الناشئة إلي الأمام.