الأمن المصري يضرب الإرهاب في مقتل.. وما يحدث: الرمق الأخير

الإثنين، 18 فبراير 2019 11:47 م
الأمن المصري يضرب الإرهاب في مقتل.. وما يحدث: الرمق الأخير
الشرطة المصرية
محمد الشرقاوي

أعلنت وزارة الداخلية، مساء الاثنين، أول بيان بشأن الحادث الإرهابي الذي وقع بمنطقة الدرب الأحمر، نفذه إرهابي، هو من وضع العبوات بدائية الصنع يوم الجمعة الماضي. 
 
وجاء نصه: «في إطار جهود وزارة الداخلية للبحث عن مرتكب واقعة إلقاء عبوة بدائية لاستهداف قول أمنى أمام مسجد الاستقامة بالجيزة، عقب صلاة الجمعة الموافق ١٥ الجاري، أسفرت عمليات البحث والتتبع لخط سير مرتكب الواقعه عن تحديد مكان تواجدة بحارة الدرديري بالدرب الأحمر، وحيث قامت قوات الأمن بمحاصرته وحال ضبطه والسيطرة عليه انفجرت إحدى العبوات الناسفة التي كانت بحوزته مما أسفر عن مصرع الإرهابى واستشهاد امين شرطة من الأمن الوطني وأمين شرطة من مباحث القاهرة وإصابه اثنين ضباط أحدهم من الأمن الوطني، والآخر من مباحث القاهرة وأحد ضباط الأمن العام». 
 
وكشف البيان عن عدة محاور هامة، تظهر يقظة الأجهزة الأمنية، والتي نجحت في التوصل للعنصر الإرهابي الذي ألقى العبوات البدائية يوم الجمعة الماضية بميدان الجيزة، ومن خلال البحث والتحري نجحت للتوصل إلى مقر إقامة العنصر الإرهابي. 
 
الأمر ليس تتبعا فقط، فمع الحظات الأولى لوقوع الحادث، أعلنت وزارة الداخلية في بيان لها، خط سير العنصر الإجرامي، ومواصفاته، مدعوما بمقاطع فيديو، تؤكد دقة المعلومات الأمنية، والتي تتبعت العنصر المرتكز في إحدى المناطق الشعبية. 
 

محاولات العودة للجماعات الإرهابية، أن المشهد يشهد حراكًا مختلفًا، فما بين عمليات إرهابية بائسة، ويقظة لقوات الأمن المصرية، في التصدي لهذه المحاولات الإرهابية، كانت هناك ضربات استباقية، في بعض الأحيان، أو تصدٍ بقوة مضاعفة في أحيانٍ أخرى.

وبقراءة المشهد المصري، يلاحظ أنه بالتزامن مع مراسم تسلم مصر لقيادة الاتحاد الأفريقي، ومشاركة مصر في مؤتمر ميونخ للأمن، كانت عمليتين إرهابيتين بهدف الترويج لاستمرار الإرهاب على أرض مصر، أحدهما في الجيزة والأخرى في شمال سيناء، إلا أن التصدى للعمليتين أثبت على أرض الواقع قدرة مصر على التصدى لأى عمليات منفردة، سواء بالهجمات أو زرع العبوات الناسفة.

وفي اليوم الثالث، كان هناك حادث ثالث، ليس عملية في هذه المرة، بل تصدي لمحاولة قوات الأمن القبض على المتهم، والذي استطاعت التوصل إليه، غير أنه باغت بتفجير نفسه، بعد محاولات القبض عليه من قبل عناصر الشرطة.

وكشفت وزارة الداخلية أمس الجمعة، عن محاولة إخوانية بائسة لاستهداف قوة أمنية بعبوة ناسفة بدائية الصنع بمحيط مسجد الاستقامة بميدان الجيزة، والتى قام خبراء المفرقعات بإبطال مفعولها على الفور".

وكانت سيارتى الشرطة تؤمنان المصلين يوم الجمعة بالمسجد، وتمكنت القوات من إبطال مفعول قنبلتين وضعهما الإرهابي.

الأمر لا يقتصر على هذا الحد، بالأرقام الرسمية، لهيئة الاستعلامات المصرية، حول تطور الإرهاب في مصر والحرب التي تشن ضده من قبل الدولة والمجتمع، شهدت السنوات الأخيرة عموماً وعام 2018 خصوصا، ثمة تغيرات وتحولات كبيرة ورئيسية بخصوص هذا الملف، تقع كلها تحت عنوان عريض وهو تراجع الإرهاب ودخوله مراحله النهائية.
 
وبحسب التقرير، فإن خطة الإرهاب الرامية إلى خلق حالة من الخوف والهلع والاضطراب المجتمعي بين المصريين، قد منيت بفشل ذريع، إذ يلاحظ أن العمليات الإرهابية خلقت الأثر العكسي تماما، الذي تمثل في ردود أفعال المواطنين الإيجابية في مواجهته، مثل دعم أسر شهداء جريمة مسجد الروضة ببئر العبد، ومواجهة منفذ عملية كنيسة مارمينا بحلوان، وإلقاء القبض عليه، بما يلفت الانتباه لدخول أفراد الشعب البسطاء والعزل على خط المواجهة مع الإرهاب والتصدي له بلا خوف من سلاحه أو وجل من فتكه.
 
كما أجبرت العملية الشاملة التي يقودها الجيش المصري ضد التنظيمات والجماعات الإرهابية على التراجع الكبير في نشاطاتها وبالتالي في عدد عملياتها الإرهابية؛ فالحصيلة النهائية لها في عام 2018 كانت الأقل طوال السنوات الخمس السابقة. فقد وقعت خلال 2018 8 عمليات إرهابية فقط، جاءت خمس منها بعبوات ناسفة غير متطورة الصنع، وفشل عدد منها فى تحقيق أهدافه الدنيئة. 
 
ويظهر هذا مدى التراجع الكبير لعدد العمليات الإرهابية عام 2018 مقارنة بالأعوام الماضية.. فعام 2014 شهد ما يقرب من 222 عملية إرهابية، تراجعت إلى 199 عملية عام 2016، في حين لم تتجاوز الـ 50 عملية إرهابية في 2017. 
 
وبالتالي لم يكن عدد ضحايا العمليات الإرهابية كبيراً خلال عام 2018، الأمر الذي يثبتنجاح العملية الشاملة التي يقودها جيشنا العظيم، نجاحاً هائلاً، كما أجبرت العملية الشاملة «سيناء 2018»  المجموعات الإرهابية على إحداث تغييرات رئيسية في كيفية تنفيذ عملياتها الإرهابية وفى طبيعة أهدافها، وبدت عملياتها تنم عن ضعف ووهن شديدين. 
 
من ناحية التنفيذ اضطرت هذه المجموعات الإرهابية في عام 2017 إلى اللجوء للعمليات الانتحارية، مما يعطى مؤشراً على مدى النجاح الأمني في مواجهتهم مما دفع بهم للتضحية بأرواحهم في سبيل عمليات تثبت فقط أنهم مازالوا موجودين، وفي عام 2018 عادت هذه التنظيمات في عملياتها القليلة لاستخدام العبوات الناسفة ضعيفة التأثير والأثر، فضلاً عن فشلها في تنفيذ عمليتين من العمليات الثماني التي قامت بها في 2018.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق