ومولت الدوحة بشكل مباشر الأفلام الإيرانية، وكشف طهران فى 2017 عن تمويل «مؤسسة الدوحة للأفلام» المملوكة لـ «المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثان» شقيقة أمير قطر لفيلم «البائع» الإيراني الحاصل على أوسكار 2017، لكن لم تتمكن الأموال القطرية من تصحيح صورتها، إذا تعالت الأصوات الاحتجاجية داخل طهران على تمويل المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثان للفيلم.
وحذر إعلام طهران مخرج الفيلم أصغر فرهادى من «دولارات الإرهاب القطرية» والتمويل المشبوه لشقيقة تميم للفيلم - بحسب وصفه، وقال الصحفى الإيراني الشهير شريعتمدارى نائب المرشد الأعلى للشئون الصحفية بصحيفة كيهان، إن دولارات قطر «الداعم الأصلي للإرهاب التكفيري في المنطقة» قادت الفيلم إلى الأوسكار.
وفي تسعينيات القرن الماضي بينما كان يرتفع حجم التوجس الخليجي من سياسات الملالي في إيران، أغمضت الدوحة أعينها عن عبثية طهران، وتحركاتها المريبة في الإقليم، وبدا واضحا انحياز «آل ثاني» نحو تنامي العلاقات مع الجهات المشبوهة في هيكل النظام، وعمقت أكثر بعد المقاطعة العربية للدوحة إثر دعمها للإرهاب في العالم.
بداية العلاقات القطرية الإيرانية، بدأت تظهر معالمها مع ثورة الخميني عام 1979، رغم أن قطر كانت دويلة خليجية حديثة التأسيس، غير أنها الأولى التي خدمت الأيدلوجية التوسعية الإيرانية في المنطقة، وفي الوقت الذي شعرت فيه البلدان العربية والخليجية من الخطر الداهم من إعلان إيران تصدير ثورتها إلى المنطقة، وصفت قطر علاقتها مع إيران بالودية والمتميزة منذ الثورة وحتى الآن واستخدمتها كورقة ضغط على خصومها.
وسعت الدوحة في مطلع التسعينات، إلى توثيق علاقاتها مع مختلف الرؤساء المتعاقبين على إيران، وفى 1997 عرض الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني على الدوحة، تقديم أي مساعدة تقنية واقتصادية وصناعية، ولم تتـأثر العلاقات بين البلدين حتى خلال الحرب العراقية الإيرانية، رغم اصطفاف الخليج بأكمله خلف الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين.
العلاقات القطرية الإيرانية، شهدت مزيدا من التطور خلال زيارة الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي لقطر في مايو 1999، واعتبرت من أنجح الزيارات وتم توقيع 7 اتفاقيات ومذكرات تفاهم تعلقت بالتعاون العمالي والاجتماعي والاستثمارات المتبادلة.
ودعمت إيران قطر لاستضافة مؤتمر القمة الإسلامي حينها، وتطورت العلاقات بعد انتخاب الرئيس الإيراني السابق المتشدد محمود أحمدي نجاد، وبلغ التعاون مع إيران ذروته عندما دعت قطر نجاد في عام 2007 لحضور مؤتمر قمة الخليج في الدوحة كضيف شرف.
ووقفت قطر إلى جانب طهران، في 31 يوليو 2006 وصوتت ضد قرار مجلس الأمن رقم 1696 حول الملف النووي الإيراني، الذي دعا طهران إلى إبداء المزيد من الشفافية، بينما كانت دول الخليج تعيش حالة من القلق تجاه الأنشطة النووية وتدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ مواقف صارمة منها.
وكللت زيارة أمير قطر السابق، حمد بن خليفة آل ثاني، إلى طهران عام 2000، بدعوة الرئيس الأسبق خاتمي، التعاون الوثيق بين البلدين، وباتت حلقة جديدة في سلسلة التقارب، إذ كانت أول زيارة يقوم بها حاكم دولة خليجية منذ 20 عاما، وسبق أن زارها في 1998 للمشاركة في مؤتمر القمة الإسلامية، ومنذ ذلك الحين لم تنقطع زيارة المسئولين القطريين إلى إيران.
وفي عام 2010، زار أمير قطر السابق طهران، والتقى بالمرشد الإيراني الأعلى على خامنئي، ليشمل الاتفاق التعاون الأمني بين الحرس الثوري والجيش القطري أيضا، بعدما استقبلت قطر سفناً عسكرية للحرس الثوري الإيراني، حاملة قيادات عسكرية إيرانية لإجراء لقاءات من أجل التوصل إلى تفاهمات أمنيّة بين الطرفين.
وقد حضر الاجتماع سفير إيران في قطر عبدالله سهرابي، والممثّل العسكري في السفارة ما شاء الله پورشه، وانتهى إلى توقيع اتفاقية أمنيّة بين البلدين.
وفي 18 أكتوبر من عام 2015، حدث تغييرا جذريا في العلاقات، بعدما وقعت قطر اتفاقيّة أمنيّة لمكافحة الجرائم في المياه الحدوديّة للبلدين. وسبقت هذا الاتفاق الجديد مجموعة من اللقاءات والتفاهمات بين الدولتين. وكانت الدوحة أول دولة خليجية، رحبت بالاتفاقية النووية التي وقعتها إيران مع الغرب، في يوليو 2015.
وفي نفس التاريخ نشرت CNN مقابلة مع وزير الخارجية القطري، خالد العطية، أكد فيه على أن بلاده تدعم الاتفاق، الذي توصلت إليه إيران حول برنامجها النووي مع مجموعة (5+1).
في يناير 2016 وعقب تصاعد الحرب الكلامية بين الخليج وإيران، إثر توترات نجمت عن سياسات طهران في المنطقة، وقيام أغلب الدول الخليجية بسحب الدول سفرائهم من طهران بسبب الهجوم على سفارة المملكة في طهران، اكتفت الدوحة باستدعاء سفيرها وتمسكت بعلاقات قوية مع حكام طهران، قبل أن تعيد السفير في 2018 وتستأنف العلاقات الدبلوماسية مع طهران.
تفقد الاتحاد الإيرانى لكرة القدم لمنشآت قطر الرياضية
يشارك الحرس الثورىي في تنظيم مونديال 2022 بضوء أخضر قطري، حيث عقد صفقة فى 2017 تتضمن اتفاقا تم توقيعه بين اتحاد كرة القدم القطرى ونظيره الإيرانى، يقتضى بمنح الدوحة إمكانات أكاديمية «أسباير» الرياضية تحت تصرف المنتخبات الإيرانية، والشق الآخر منها يناقش احتمالية مشاركة إيران في افتتاح مونديال 2022، عبر منحها جزيرة «كيش»، الواقعة جنوب إيران في مياه الخليج، التي تعد منطقة حرة لصالح كأس العالم.
ووجه الاتحاد الإيرانى لكرة القدم دعوة لنظيره القطرى لزيارة جزيرة كيش الإيرانية، لدراسة كيفية استخدامها لصالح برنامج تنظيم كأس العالم 2022، كما فتحت قطر الباب أمام إيران وتحديدا الشركات التابعة للحرس الثورى للمشاركة في الأعمال الإنشائية والخدمات الخاصة بتنظيم كأس العام 2022. وحاولت إيران الحصول على حصة من أعمال البنية التحتية للمنشآت المخصصة لبطولة كأس العالم.