عميد طب قصر العيني السابق يعلق على آليات النهوض بالصحة: «احنا مش فاشلين»
الأحد، 17 فبراير 2019 12:00 ممروة حسونة
كشف الدكتور فتحي خضير عميد طب القصر العيني السابق لـ«صوت الأمة» خطوات تطوير منظومة الصحة في مصر، مؤكداً أن وضعنا في منظومة الصحة العالمية، وفقاً لآخر تقرير صدر منها في عام 2017 كان وضع المنظومة الصحية في مصر جيداً، مشيراً إلى أن وضع الصحة في مصر ناجح وليس فاشلاً، فمصر ليس بها أوبئة أو مرضى ملقون على الأرض كبعض الدول في العالم الذي نطلق عليه متقدم، فمثلاً الهند بها أكثر من 2 مليون مواطن مريض على الأرض في العاصمة مومباي.
وأضاف «خضير» أن أهم خطوات تطوير منظومة الصحة في مصر أن نعرف وضعنا بالنسبة لتقييم منظمة الصحة العالمية، وأرى أن مصر دولة طموحة تسعي نحو تحسين المنظومة الصحية بها و تطويرها.
وأوضح عميد طب قصر العيني السابق في تصريح خاص لـ«صوت الأمة» أن أهم خطوات التطوير هو التعليم والوعي، الذي يتعلمه المواطن منذ الصغر وفي مراحل مبكرة من خلال السعي نحو التعليم الجيد والإلزامي من خلال وضع مناهج يقوم بتدريسها دكاترة متخصصين في مرحلة التعليم الابتدائي والإعدادي، لتوعية الشباب بطرق الوقاية من الأمراض وتحسين الصحة العامة، بجانب التوعية من خلال الإعلام عن طرق الوقاية الصحية ضد الأمراض.
موضحاً أنه في العالم المتحضر يعد التعليم والوعي الإعلامي من أهم طرق الوقاية فى الصحة، فيتعلم الطفل كيف يمنع عن نفسه الأمراض منذ الطفولة من سن 12 سنة ويعرف ما هو السكر والضغط وأهمية الأكل في الحماية من الأمراض.
وتابع قائلاً: «كنت في منحة من الدولة لأمريكا، وكان هناك حصة أسبوعية في مرحلة الابتدائي لتوعية الطلاب عن حالتهم الصحية وطرق النظافة الصحيحة، وعند الكبر يدرسون الصحة الإنجابية، وكان لي مقابلة مع الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم وطرحت عليه فكرة تدريس مادة للوعي الصحي فى المدارس الابتدائية والاعدادية ونحن كدكاترة على استعداد لتدريس المادة في مدارس مصر، وكان رده ياريت نقوم بتنفيذ هذا الاقتراح في أسرع وقت، بجانب لابد من تطبيق اقتصاديات الصحة في مصر فهي الفيصل والسبيل فى تطوير المنظومة الصحية وهو مجال مهم يدرس وبه ابحاث فى كلية التجارة والسياسة والاقتصاد ويتلخص فى أن نسأل انفسنا ما هو الذى نصرفه على الصحة فى مصر وما العائد والمردود منها، فالمواطن الذى يقوم بدفع الضرائب وتأخذ منها جزءاً للتمويل على منظومة الصحة في مصر من حقه ان يعرف أين تذهب أمواله وهل يكون العائد منها جيد أم لا .. ونسال انفسنا بنصرف كام من الخزينة والميزانية وما سيكون العائد وهل هو له قيمة أم ليس له قيمة».
وأضاف أن القصر العيني أكبر مستشفيات مصر، وكان مخصص له ميزانية مليار جنية من مستشفيات جامعة القاهرة وأبو الريش، يصرف منها 250 إلى 300 مليون علاج و700 مليون مشتريات وأدوية ومستلزمات صحية، علينا أن نبحث ما هو مردود صرف المبلغ من القصر العيني، عندما اصرف علي القصر العيني من مال الشعب لابد ان أعرف ماذا سيعطيني القصر وهذا ما يسمي بإقتصاديات الصحة.
وتابع، قائلاً: «االقصر العيني عمل به في سنة 2018 حوالى 75 ألف عملية جراحية مستوى ثالت حتى شهر 11 الماضي، بأسعار التأمين الصحي بمبلغ مليار و200 مليون جنية، بالإضافة إلى أن حضانات الأطفال وسراير الرعاية المركزة والتي تشمل 800 سرير بتكلفة 1.500 جنية فى اليوم و مليون فى الشهر ونصف مليار فى السنة».
وواصل: «المشكلة أن هناك عدد من المرضي تكسل أن تنتظر التحاليل داخل القصر وتفضل أن تقوم بعمله خارجياً للشرعة وهذة مشكلة موجودة فى العالم كلة وبريطانيا فمن طبيعة الحال ان تحاليل التأمين تتأخر بسبب زيادة عدد المرضي، فميزانية الصحة فى بريطانيا تقدر بـــ2.5 تريليون جنية مصري، أما بالنسبة لواردات العيادات الخارجية تستقبل بها 2.5 ألف مواطن فى السنة و300 الف مواطن فى مستشفي أبو الريش تقدر واردتها المالية 15 مليون جنية مصري فى يومياً و وتقدر الحسبة المالية سنوياً 3 مليار جنية لواردات مستشفي القصر العيني هذا وتصرف عليها الدولة مليار جنية فقط».
وأوضح أن تطوير منظومة الصحة في مصر، يتطلب أن نستخدم طريقة اقتصاديات الصحة وليس بطريقة عدد من دخل المستشفى يومياً أو عدد المرضي والأهالي في الطرقات، كما نسمع فليس مطلوب من قيادات القصر العيني أن يقوموا بتوفير فنادق خمس نجوم لأهالي المرضى، في موقع صغير جداً على قيمة صرح طبي كبير كالقصر العيني، وبالفعل أثناء تولي إدارة القصر العيني قمت بتقديم طلب لماحافظ القاهرة عن استغلال حديقة أم كلثوم وجعلها مسرح لانتظار الأهالى من القصر العيني ولكن المحافظ وقتها لم يستجب.