سيناء من التطهير إلى التعمير.. بمليار و873 مليون جنيه التنمية تشق طريقها إلى وسط سيناء
الأحد، 17 فبراير 2019 09:00 صمحمد الحر
إنشاء 24 تجمعا تنمويا بمركزى الحسنة ونخل
التجمعات تضم مساكن وأراضى زراعية ومزارع سمكية ومشاغل ومراكز تدريب تماشيا مع البيئة السيناوية
المدينة الجديدة ستكون مدينة متكاملة تقترب من طراز وهيكل مدينة العلمين
فى أول فبراير 2015، أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى، تخصيص مبلغ 10 مليارات جنيه من أجل التنمية ومكافحة الإرهاب فى سيناء، وبعدها انطلقت خطة التطوير والتعمير فى إطار خطة التنمية المتكاملة فى سيناء بمشروع التجمعات البدوية، الذى حقق نقلة نوعية لأهالى سيناء، حيث يعد المشروع أحد المشروعات الكبرى لجهاز تعمير سيناء والقناة، الذى يهدف إلى خدمة أهالى سيناء من البدو والآخرين الذين يسكنون فى مناطق يصعب الوصول إليها لدعمهم بالاحتياجات المعيشية الرئيسية، سعيا إلى خلق مجتمع مستقر ومتوطن فى أماكن معلومة وخلق مجتمعات تنموية وعمرانية فى سيناء.
فى البداية أكد المهندس مصطفى عايش رئيس فرع جهاز التعمير بشمال سيناء، أن الفكرة الأساسية تهدف إلى تشغيل البدو فى المشروع الذى يتضمن إنشاء بئر ماء لاستصلاح الأرض من حوله، لتتحول إلى مزرعة متكاملة، بها مزرعتان سمكيتان على مستوى متقدم من التكنولوجيا ومتوافق مع المعايير البيئية السليمة، ومزرعة لتربية الأغنام، كما يتم تقسيم الأفدنة داخل المزرعة المتكاملة إلى زراعة الفواكه والخضار والنخيل.
من جانبه أكد المهندس عاطف مطر، وكيل وزارة الزراعة بشمال سيناء، إقامة 11 تجمعا تنمويا فى منطقتى الحسنة ونخل بوسط سيناء، باعتماد مليار و780 مليون جنيه، وتصل مساحتها الإجمالية لـ 5 آلاف فدان صالحة للزارعة، وتم ترفيقها بشكل كامل وتجهيزها على قطع أراض جاهزة للزارعة فور تسلميها، لافتا إلى أنه جار اتخاذ إجراءات آلية توزيع الأراضى على الأهالى من سكان المناطق بالتعاون مع محافظة شمال سيناء، وفق اشتراطات أهمها التمتع بالجنسية المصرية وجدية التعمير.
وقال مطر «من بين الـ11 تجمعا يوجد 5 تجمعات فى مركز الحسنة تضم 285 منزلا، و3 آلاف و945 فدانًا للزراعة، و6 تجمعات أخرى فى مركز نخل، وتضم التجمعات الستة 355 منزلا و5 آلاف و764 فدانًا للزراعة»، موضحا أن الأسرة الواحدة فى كل تجمع تنموى نصيبها منزل بدوى بمساحة 170 مترا مربعا، و10 أفدنة من بينها فدان للصوب الزراعية و9 أفدنة للمحاصيل، بالإضافة إلى 10 خلايا نحل لكل أسرة، بجانب وجود مركز التدريب بكل تجمع، لضمان الإقامة والاستزراع واستقرار المواطنين إلى جانب الإنتاج وتوفير فرص عمل لأبناء كل تجمع.
وقال المهندس عاطف مطر، إنه جار إقامة 13 تجمعا تنمويا على مساحة 450 فدانا فى وسط سيناء وبئر العبد فى مناطق: «الرواق، وصدر الحيطان، والهرابة، والمليز، وأبو المراحيل، والمتمثنى، والكونتلا 2، والكونتلا 3، والكونتلا 4، والكونتلا 5، والنسيلة، وأم الخرز» بإجمالى تكلفة إنشاء بلغ 56 مليونا و235 ألف جنيه، وتكلفة الصيانة بها 37 مليون جنيه بإجمالى أكثر من 93 مليون جنيه.
وأوضح مطر أنه سبق تنفيذ هذا المشروع تحت مسمى العون الغذائى، وكان يتضمن تمويل إقامة المنازل البدوية وحفر الآبار إلى جانب مواد غذائية، حتى انتهى وتم تغييره وتنفيذه فى صورة تجمعات تنموية متكاملة تضم مزارع نموذجية تحتوى على صوب زراعية وزراعات مكشوفة للخضروات وأشجار مثمرة من زيتون ورمان وتفاح وتين وغيرها.
وحسب وكيل وزارة الزراعة بشمال سيناء، تضم التجمعات التنموية الجديدة مزارع سمكية ومزارع تربية الأغنام والماعز تماشيا مع البيئة السيناوية، إلى جانب مراكز التدريب والمشاغل وهو مشروع تنموى يتولاه جهاز تعمير سيناء بوزارة الإسكان، وأوضح «مطر» أن محافظ شمال سيناء شدد على اختيار الأسلوب الأمثل لإدارة المشروع وضمان تحقيق أهدافه والاستفادة منه فى دعم التنمية فى مناطق التجمعات، وأن يتم إشراك أهالى كل منطقة فى الإدارة والإنتاج لضمان الاستمرارية، وافتتاح منافذ لتوزيع المنتجات بعد تخصيص نسبة منه مجانا لأهالى المنطقة، وتعليمهم الحرف المهنية الملائمة وفقا لفلسفة المشروع.
وتشهد منطقة غرب سيناء، خلال الفترة المقبلة بناء وتعمير مدن سكنية جديدة، ومن بينها مدينة بئر العبد الجديدة، لتكون مدينة متكاملة ذات طراز معمارى متناسق يجمع بين العمارات السكنية والخدمات العامة من مصالح حكومية ومساجد ومحلات وغيرها.
وقال رئيس مركز ومدينة بئر العبد، العميد إيهاب فرغلى، إن مدينة بئر العبد الجديدة سيتم إنشاؤها على مساحة 190 فدانا وبموقع فريد واستراتيجى بمنطقة شمال شرق المدينة القديمة، وعلى مقربة من شاطئ الرواق المتصل بالبحر المتوسط.
وحسب رئيس مدينة بئر العبد، أنه تم الانتهاء من المخطط الرئيسى للموقع الذى تقام عليه مدينة بئر العبدالجديدة، ورفع المساحات المخصصة لبناء الكتلة السكنية وأماكن الخدمات والمساحات الخضراء بعدة نطاقات من المدينة.
وأوضح أن الدكتور عاصم الجزار، رئيس هيئة التخطيط العمرانى، واللواء مصطفى خليل، رئيس الجهاز المركزى للتعمير، قاما بجولة ميدانية، لتفقد موقع مدينة بئر العبدالجديدة، حيث تمت المفاضلة بينه، وبين موقع مقترح بمنطقة أغزيون غرب المدينة، وتم اختيار الموقع الحالى لقربه من المدينة الحالية وإطلالته على ساحل شاطئ الرواق.
وبحسب رئيس مركز ومدينة بئر العبد، فإن المدينة الجديدة ستكون مدينة متكاملة تقترب من طراز وهيكل مدينة العلمين، وستضم المرحلة الأولى من المدينة 5 آلاف وحدة سكنية نموذجية، حسب طراز معمارى رفيع مع إنشاء جميع المرافق والخدمات المناسبة واللازمة لها، مع مراعاة تواجد المساحات الخضراء والشوارع النموذجية المميزة باتساعها لإعطاء ملمح جمالى وحضارى.
وقال إن مدينة بئر العبد الجديدة، ستكون امتدادا منظما للمدينة الحالية، وستخفف من ازدحام الكتلة السكنية، وستحل مشكلة الإسكان التى تعانى منها مدينة بئر العبد الحالية، كما ستشكل مجتمعا عمرانيا جديدا، وسط موقع سياحى ونموذجى.